the special one
......
    
المشاركات: 1,945
الانضمام: Feb 2008
|
التغيير ممكن
بعد طول تفكير وسرحان بحال الامة من تخلف وانحطاط ادركنا جميعا ان الدين يتحمل جزء كبير من المسؤلية لمايحصل وحصل سابقا من
سقطات سياسية وثقافية بل وحتى اخلاقية .. المعضلة ان الزمان ابتلانا بنوع من الدين غليظ الرقبة , حقيقة كلمة غليظ قد لاتعبر عن الدين الاسلامي وشيوخه
لا اعرف اذا كان يوجد كلمة ابلغ , لكن الخلاصة انهم كلاب برية من النوع الشرس و حتى يزيد الطين بلة ظهر باواخر عصر النهضة فرع جديد لهم
مهجن مع الضباع و التماسيح , هم السلفية رضوان الله عليهم , والسلفية لمن لايعرف هي حالة نفسية ايدلوجية تجعل معتنقها يكره كل ماحوله ويحس بالحنين
للايام الخوالي من العصور البرونزية والمشكلة الافدح انهم شرسون بشكل تحس معه ان بقية شيوخ المسلمين من الكلاب البرية عبارة عن ارانب مقارنة بالمنتج الجديد في عالم الحيوان ..
طبعا هذا المنتج كغيره من المنتجات كان مصيره السقوط والتلاشي كغيره من الموضات التي ابتدعها المسلمون انفسهم الا ان التاريخ ضرط بشكل عجيب وخالف كل
مبادىء المنطق السليم واعطى السلفية دولة وليس مجرد دولة بل دولة غنية طافحة لاتعرف اين تصرف فائضها المادي فكانت السعودية الوهابية وكانت الكارثة التي
المت بالبشرية و بالشرق الاوسط تحديدا وسببت الكثير من الماسي الشخصية والشعبية على مر قرنين من الزمان و الاغرب ان المستعمر ساعد هذه الشرذمة لتتطور و تلبس لباس الدولة الحديثة
الوهابية وهي المنتج المحلي للسلفية بشبه جزيرة المعيز اخذت تستفيد من الفائض المادي وبدات تتوسع شرقا وغربا متخطية الحدود الدولية , واعتقد بل اجزم لولا
قيام الدولة السعودية التي رعت ابن عبد الوهاب لما قامت للسلفية قائمة بل للاسلام المتطرف ككل .. المنطقة العربية كانت تتبع حركة التاريخ وتتجه بكل ثبات نحو العلمانية
والتحرر الديني فمن الشام الى مصر الى شمال افريقيا , بل حتى ان اليمن اللذي يظن البعض انه مرتع للتخلف منذ فجر الاسلام كان فيه حكم اشتراكي علماني بالشطر الشمالي و بدعم مصري عربي ..
كان التاريخ والتطور يقول كلمته الا ان شبه جزيرة العرب ظلت عصية على دخول النور اليها بل قامت بهجوم معاكس الى الجهات الاربع و كان ماكان ..فنجد باكستان
التي كان شعبها طبيعيا وسوي العقل قد اصبح بعدة سنوات مسخ مريض يشكل عبىء على بقية البشر ومثله الافغان و غيرهم ,, وصولا الى الشام ومصر والعراق المعاقل
المفترضة للحضارة قديما وللتنوير حديثا , حتى هذه لم تسلم من المس الوهابي
وقد يفكر البعض هل يوجد مخرج ؟ هل ننتظر ان ينضب النفط بالخليج حتى يضعف المد الديني المتطرف ؟
لا اعتقد ان الوقت مناسب لذلك بل انا موقن ان كل يوم يمر والتطرف مسيطر وينتشر هو وقت ضائع وخسارة لا يمكن تعويضها , اذا اين هو الحل ؟
يقول المثل لا يفل الحديد الا الحديد , وشخصيا اصبحت على قناعة ان التطرف الديني لايواجه الا بتطرف لاديني يعاكسه بالاتجاه ويساويه بل يزيد عليه بالمقدار
حتى يصل المجتمع لحالة تجانس وسطي وهذا بالضبط ماحدث لاخواننا بالغرب واقصى الشرق ..
قد يجادل البعض بان الاسلام عصي على التبدل وهو بمثابه ركيزة اجتماعية و كيان اساسي بالمجتمع العربي
برايي هذا الكلام لاقيمة له , فبقراءة متنية لتاريخ المنطقة سوف نجد ان الاسلام ليس محصن من التغيير
هنا يجب ان نتذكر التجربتين المصرية والايرانية مع الاديان فكلا الشعبان كان لهما الهة خاصة ومن ثم
دخلت عليهم امواج التغيير الديني واخيرا الاسلامي , ولم ياخذ الامر اكثر من قرنين حتى اصبح الشعبان بالكامل مسلمين ..
ولا تنتهي الحكاية هنا بل ان نفس البلدين قاما بتغيير المذاهب ( سنة < > شيعة ) بازمان قياسية
فكانت مصر سنية ثم حكمها الشيعة - الفاطميون - فتحول جزء يسير الى مذهب الحاكم ثم ساد المذهب السني
مرة اخرى بعد عودة الحاكم السني ( ايوبيون - عثمانيون ) ونفس الكلام ينسحب على ايران التي كانت احد مراكز الاسلام السني وخصوصا لوعرفنا
ان البخاري ومسلم وهم من اهم علماء السنة - بعلم الحديث - هم من اصول فارسية , وغيرهم امثلة كثيرة ..
المطلوب اذا هو دولة لادينية , ليس فقط لادينية بل ملحدة وبشكل ايجابي تقوم بنشر الغسيل الديني القذر على الملأ ليل نها و 24/7 حتى نستطيع كسر شوكة الدين والوصول الى نتائج ايجابية .
الاتحاد السوفياتي السابق كان دولة ملحدة ومع ذلك لم ينجح بمحو الفكر الديني من ذاكرة المجمتع والسبب هو ان السوفييت كان لهم عقيدة ازفت بمئة مرة من الدين وهي الشيوعية , فلم يكونوا ينتقدون الدين بشكل عقلاني وانما بشكل فج يجعل الناس متمسكة بدينها اكثر , فلو كان النقد عقلاني و موجه لاصبحت المسيحية الشرقية من الماضي ..
اضف الى ذلك الحكم الشمولي وغياب الديمقراطية وسيطرة فئة قليلة على مقدرات البلد وحرمان الشعب من ادنى مقومات الحياة الكريمة ادى لردة فعل عكسية بعد سقوط الشيوعيين ..
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-21-2009, 01:08 PM بواسطة the special one.)
|
|
10-21-2009, 12:35 PM |
|