أيـتـهـا الـعـتـمـةُ الـشـاردة

أنــا مــُـضـاء ٌ تـمـامـاً .

الـحـاكـمُ أشـعـلَ بـئـر نـفـط ٍ

فـي عـيـد مـيـلادهِ الـسـبـعـيـن

و الـشـعـبُ كـلـّـه يـحـتـفـل .



* * * * *


فـي بـلادنـا

تـسـتـطـيـع أن تـعـرف الإنـتـمـاء الـسـيـاسـي

لـقـارئ نـشـرة الأخـبـار

مـن طـريـقـة قـراءتـه لـلـخـبـر

مـن تـعـابـيـر وجـهـه .

و مـؤخـّـراً أصـبـح بـعـضـهـم

يـُـعـلــّق شـهـادتـه الـجـامـعـيـّـة عـلـى صـدره

فـوق الـقـلـب تـمـامـاً ..

( صـورة ٌ صغيرةٌ للـزعـيـم تشبه النيشان العسكري ) .

مـالـذي تـعـلــّمـهُ هـؤلاء الأنــذال

فـي الـجـامـعـات ؟

* * * *


حـيـن كـنـتُ صـغـيـراً

كـنـتُ أظـنّ أنّ أبـي هـو الـحـاكـم الـفـعـلـيّ لـلـبـلاد

كـان يـتـحدّثُ فـي الـسـيـاسـة طـوال الـوقـت

يـسـتـمـع إلى الأخـبـار عـلـى مـدار الساعة

و يـُـعـلـّق عـلـيـهـا بـطـريـقـةٍ جـازمـة :

" حـاكـمـوا فـلانــاً "

" أقـيـلـوا فـلانـاً " .

" سـلــّـحـوا الـجـيـش بـأسـلـحـة حـديـثـة الاّن

و أرسـلـوه إلـى حـيـث يـجـب أن يـكـون , إلـى الـجـبـهـات "

" أعـلـِنـوا الـمـقـاومـة الـشـعـبـيـة "

" اقـبـضـوا عـلـى الـخـونـة "

" أعـلـِـنـوا الـوحـدة الاّن "

" الـعـمـّال .. الـفـلاحـيـن ... الـفـقـراء .... " .

كـان أبـي حـاكـمـاً رائـعـاً و شـريـفـاً

و كـنـتُ أنـزعـجُ حـيـن أكـتـشـفُ و أنـا أسـتـمـعُ مـعـه

لـلـنـشـرات الـتـالـيـة , أنـهـم لا يـطـيـعـونـهُ فـي الـبـلاد

فـالـحـالُ إلـى أسـوأ . و لـم يـُـنـفـِّـذوا أيّ قرار من الـقـرارات الـتـي أصدرها

على هوامش الـنـشـرات السابقة .

لا زال أبـي رائـعـاً و شـريـفـاً

لـكـنـّـه اسـتـقـال مـن الـحـكـم مـنـذ زمـن

أخـبـرتـنـي أمـّي أنـّـه يـكـتـفـي بـهـزّ رأسـه الاّن

و هـو يـتـابـع نـشـرات الأخـبـار .

لا يــُـعـلـِّـق أبــداً .


* * * * *


لـيـتَ الـعـمـر يـبـدأ مـن ذروتــِـه

لـيـتـهُ كـانَ تـنـازلـيـَّـاً

كـأنْ نـولـد فـي الـسـبـعـيـن مـثـلاً

و نـصـغـر

نـصـغـر

نـصـغـر

حـتـى " يــُـصـَـفــِّـر " الـعـَـدّاد

فــنـمـوت .

عـلـى الأقـلّ نـمـوتُ سـعـداء

نـمـوتُ أطـفـالاً

بـعـد أنْ نـنـسى كـل هـمـوم الـحـيـاة

و كـلّ تـجـارب الـحـيـاة الـمـريـرة

" نـعـود إلـى الـتـراب نـاصـعـيـن "

و أيـضـاً فـي هـذه الـحـال

يـُـضـطـّـر الـحـاكـم لـلـتـنـحـّـي

و الـذهـاب إلـى الـلـَّعـِب لـيـمـارس طـفـولـتـه .

و أيـضـاً ( و هـذا مـهـمّ جـداً )

فـي هـذه الـحـال سـوف يـُـصـدّق حـسـنـي مـبـارك

أنـّـه مـيـّـتٌ لا مـحـالـة .


* * * *


يـا حـبـيـبـتـي

كـلّ قـصـائـد الـعـشـق و الـغـزل

لا تــُـوازي

رأس حـلـمـة ٍ فـي فـم عـاشـق

و لا رجـفـة عـاشـقـة ٍ

أُلـقـيَ الـقـبـضُ عـلـى نـهـدِهـا

عـلـى حـيـن .. قــُـبـلـَـة .


* * * *


جـو غـانـم

21 \ 10 \ 2009