الزميل المروءة والشهامة

موضوعك هام وعقلانى جدا فعلا فإن تراجع دور المؤسسة الدينية والتى تمثل مرجعية لن ينتج عنه الا المنتحرين والقتلة، واعتقد انها طبيعة فى البشر ان يكون لهم قائد لذلك نجد ان الدولة الاسلامية فى عهد الخلافة (سواء الراشدين او الاموية او العباسية) حققت اكثر مما فى عهد الدويلات والدول حيث ان المرجعية الدينية تكون واحدة لمساحة كبيرة من الارض وعدد كبير من البشر.

ولكن من ضمن اسباب المشكلة تسييس المؤسسات الدينية لتسير ضمن اطار الدولة واطار الدولة هى ما يرى الحاكم ومن ثم تفقد المؤسسة الدينية مصداقيتها لدى عامة الشعب واعتقد ان عامة الشعب يفقد ثقته بالدولة اولا ثم بالمؤسسة الدينية.

واعتقد انه عند محاولة ايجاد جماعة من الحكماء لتقود طبقة العامة دينيا فهى قد تجد نفسها مطالبة بتفسير بعض الامور من وجهة نظر الدين بما يتوافق مع اتجاه الدولة وإلا فالصدام مع الدولة.

ولكن بدون تعصب وطنى اعتقد ان الازهر مؤهل نسبيا للقيام بهذا الدور بسبب ما يملكه من ميراث تاريخى فى مجال العلم الدينى فى قلب العالم الاسلامى ولأنه يملك جامعة للعلوم الشرعية وجامعة للعلوم الدنيوية ففى العصر الحديث لن تتحقق نهضة دينية بدون نهضة علمية واعتقد ان افضل اسلوب يبدأ به الازهر أن يكون مؤسسة اسمها مرتبط بالعدالة.

اما بالنسبة لبوليس الامر بالمعروف والنهى عن المنكر فهو يؤدى الى مظهرية الدين ويغفل ان التقوى فى القلوب فهذا الاسلوب ارتداد الى العصور الوسطى ويذكرنى مع الفارق طبعا بمحاكم التفتيش فى اسبانيا والبرتغال عذبت وقتلت عشرات الآلوف بغرض نبيل وهو ان يؤمنوا بالله.

لذا ارى موضوعك هو خطوة تؤدى لمناقشة كيف يكون هناك نهضة للحضارة الاسلامية بكامل جوانبها.

وتقبل تحياتى