أتمنى ان أسمع من زملاء آخرين حول نفس القضية ،و يا حبذا لو شاركتنا سيدات و فتيات في قضية هي يطبيعتها أكثر التصاقا بهن ، و استطرادا لما طرحته سابقا أريد أن أضيف ان ظاهرة مثل الثورة الجنسية هي قضية مركبة حتى في الغرب ، فهناك أيضا من يرى أن هذه الثورة هي ثورة الحديث عن الجنس أكثرها منها ثورة في الممارسات الجنسية ، بل و حتى هناك من يرى أن هذه الثورة انتهت في العالم الأنجلو ساكسوني على الأقل ، مع المد اليميني الذي دشنه وصول تاتشر ( 1979) و ريجان إلى السلطة ، و مع انتشار وباء الإيدز و انتشار الإعلام الديني الجديد ، أو ما يعرف بظاهرة televangelism ، و بالتالي فمن المهم أن نحدد بداية ما هو قصدنا من الثورة الجنسية ، هل هي نفسها الثورة التي شهدها الغرب في الستينات و السبعينات من القرن الماضي ، أم شكل آخر يركز على الحقوق الجنسية أكثر من الحريات الإباحية كما أفضل أن أرى القضية ، أم تصور ثالث قد يراه البعض ، أحب أيضا ان أشير إلى نموذج غير مطروح للنقاش غالبا حتى في المواقع الغربية ، هو النموذج الماركسي للثورة الجنسية ، رغم أني أرى أن هذا النموذج هو أكثر نماذج التحرر الجنسي تأثيرا في المجتمعات العربية ، كونه مرتبط بمذهب عقائدي تبشيري ،و نحن لا نتعامل مع الأفكار سوى في صورة العقائد ، و في ضوء هذا النموذج أقرأ د. نوال السعداوي !.
...........................................................
الأخ إبراهيم .
يسرني مشاركتك و أحب هنا أن أوضح أننا عندما نتحدث عن ثورة جنسية في الإسلام لا يعني أننا نتحدث عن العقيدة الإسلامية ، فالعقائد جامدة بقدسيتها ، و المسيحية مثلآ لم تتغير و لكن رؤية المسيحيين لها تغيرت ، نحن نتحدث بالطبع عن المجتمعات الإسلامية ، الثقافة هي التي تقرأ النص ،وهي جزء لا ينفصل عن المعنى كما يقول فوكو ، الثقافة العلمانية أعادت قراءة الدين و فصلت الإيمان عن الحياة اليومية ، لهذا كانت الثورة الجنسية ممكنة بينما الكنائس عامرة بالمؤمنين ، إذا المشكلة كلها في الثقافة ،وهذه قضية دائمة التردد في مناقشاتنا هنا في النادي خاصة مع الزملاء الغائبين الآن مثل وليد و نبيل حاجي نايف و فرعون مصر أوارفي ، و لكنها لم تحسم أبدا ، فكلهم تقريبا يرى أنه لا يمكن أن تكون هناك رؤية علمانية موازية للإسلام العقيدة ، و كما أفهم أنك تتبنى هذا الموقف أيضا ، و هذا ليس موقفي الذي عبرت عنه كثيرا ، فالثقافة ليست نتاج للعقيدة الدينية فقط ، بل هي نتاج للتدفقات الثقافية الخارجية كما هي نتاج لعوامل تاريخية محلية ، و لكن هذه قضية لن يمكن استجلائها الآن بشكل عرضي .
لا يمكنك أن تطلق أحكاما نهائيا على كيانات تاريخية مثل الثقافة الإسلامية ، هل تعلم أنه منذ قرون قليلة كتب رحالة إنجليزي يدعى بيتس يشكو في رحلته إلى الحجاز من إباحية المصريين ،و يحمد الله أنه جنب بلاده هذا التهتك الأخلاقي ، كما قرأت رواية مترجمة عن الفرنسية كتبتها كاتبة مصرية هي قوت القلوب الدمرداشية ، اسمها ( زمردة ) و كانت تتحدث فيها عن فتاة مصرية من البيئة الأرستقراطية زمن عباس حلمي الثاني ، هذه الفتاة كانت تشرح لمربيتها الفرنسية كيف تتعامل مع حبيبها ( الفرنسي ) و تشجعها على البوح بغرامها بلا خجل !.
نحن دائما أسرى اللحظات الحالية و الزمن القائم ،و كما يسقط البعض الماضي على الحاضر فنحن نميل إلى اسقاط الحاضر على الماضي و المستقبل .
يبقى أنني كنت أضرب المثل حول الكعكة الذي تفضلت به ، و أقصد به أنه لا يمكنك استخدام الشيء و الإحتفاظ به جديدا في نفس الوقت ، كما لا يمكنك الذهاب للتسوق و العودة بنقودك نفسها مع أكياس ممتلئة ، فهل تستخدمه بمعنى أننا لا نستطيع ان نقلد الغربيين ! ، لماذا لا تعود إلى سلتنا القديمة فهناك مثل ربما يكون أوقع وهو مصري يقول " هتروح فين يا صعلوك بين الملوك !"

نهارك فل .