دبي - (العربية) نجاح محمد علي

تشهد إيران تصعيداً غير مسبوق عبر وسائل الإعلام التابعة للمحافظين ضد التيار الإصلاحي، وقد بلغ التصعيد ذروته بالدعوة لـ"ثقافة الاستشهاد" ضد الإصلاحيين.

وعادت الجهود التي تبذلها بعض الأوساط في إيران لإنهاء أزمة الانتخابات الرئاسية مرة أخرى رغم تصعيد متشددي التيار المحافظ ضد رموز الإصلاح.

ومازال رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني يتحرك في إطار مصالحة يرفضها قادة الحرس الثوري ويعتبرونها تراجعاً عن قيم الثورة الإسلامية.

ودعا قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري، وهو يواصل تعبئة أنصار التيار المحافظ ضد الإصلاحيين، ترويج ثقافة الاستشهاد، والعودة بالبلاد الى مرحلة الحرب مع العراق، قائلاً في مشهد مركز إقليم خراسان إن ايران تواجه حالياً تحديات حرب ناعمة وسياسية، وهي اشارة إلى استمرار المواجهة مع الاصلاحيين.

ورفض رئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي المصالحة، وهو المتهم أصلاً من قبل المرشحين المعترضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، بالانحياز والترويج لأحمدي نجاد قبل الانتخابات الرئاسية مخالفاً بذلك الدستور.

وبدوره اتهم حبيب الله عسكر أولادي، زعيم حزب المؤتلفة الممسك بالكثير من مفاصل النظام، كلاً من موسوي وكروبي بإثارة الفرقة داخل المجتمع الايراني ودعاهما الى العودة الى حضن المرشد علي خامنئي، كقاعدة أولية للمصالحة.

أما المنظّر الفكري لتيار اليمين المحافظ محمد جوادي لاريجاني فوضع العقبات أمام المصالحة المرتقبة وأعلن أن موسوي وكروبي خرجا على "إمام عادل"، ما يعرضهما أكثر من أي وقت مضى لهجمات المتطرفين.

ويواصل آية الله مصباح يزدي حشد هؤلاء المتطرفين ضد زعماء الاصلاح واعتبارهم منحرفين عن الإسلام.

كذلك فعلت صحيفة "كيهان" وصاحبها حسين شريعتمداري، فقد وجد في منح منظمة دنماركية غير حكومية الرئيس السابق محمد خاتمي جائزة "حوار الحضارات"، فرصة لشنّ هجوم جديد على خاتمي ووصفه بالخيانة والمتعامل مع أمريكا.

http://www.alarabiya.net/articles/2009/10/25/89217.html