اقتباس:على فكره انا احب محاورتك جدا رغم اختلاف قناعاتنا , فمثلك هى اكبر دليل على ان المرأه كيان انسانى عاقل ومفكر وقيادى واهميتها تفوق ربما عشرات الرجال .

شكرا للطفك يا عزيزي و يسعدني أني أقدم صورة ايجابية للمرأة.

اقتباس:لكن يجب ان تعلمى ان الاسلام منظومه متكامله , فاذا سقط احد اضلاع تلك المنظومه كان له تأثير بالغ على بقيه المنظومه , لذلك فمن المفترض انه توجد فى الاسلام عداله اجتماعيه وبالتالى لايوجد فقراء بين المسلمين , وقد راعى الاسلام الفقراء ووضع لهم نظاما اقتصاديا وهو الزكاه , وبالتالى فالشاب الفقير يمكنه الزواج من شابه فقيره والاعباء والمصاريف يتحملها ( بيت المال ) من اموال الزكاه والذى هو وزاره الماليه الان , وكما تفعل دول اوربيه كثيره وتعطى اعانه بطاله لمن لا تستطيع توفير فرصه عمل له .

المنظومة المتكاملة لا يجب أن تبقى على ما هي عليه منذ خمسة عشر قرن فالعالم تغير الى درحة مذهلة حتى في القرن الأخير وحده فكيف نبقى نحتكم الى ارث سحيق واقعه لا يشبه واقعنا؟ و لاحظ انك تسقط الحاضر من كلامك و تتكلم في "ما ينبغي أن يكون". في صورة في مخيلتك لا تقوى على الوقوف في عالمنا المعاصر. هل ستقول لي أن نقطتين أو ثلاثة في الاقتصاد وردتا في القرآن كافيتين لاقامة نظام اقتضادي اسلامي يستطيع الاندماج في عصر العولمة و يخرج الأمة الاسلامية من الأزمة المالية العالمية التي نشهدها؟ و هل "التكافل" هذا له مكان في عصر الليبرالية المتوحشة؟ و أي بيت مال هذا و دولنا كلها تحج بيت مال عالمي مثل صندوق النقد الدولي و البنك الدولي من أجل الاقتراض و المساعدات؟ أنت تقارننا بالدول الاوربية؟ يا عزيزي هذه الدول فيهم نظم اقتصادية معاصرة و تخطيط و تنمية و أتمتة و تقننة و كله مستند الى تكنولوجيا و علم لا نمتلكها لاننا متعلقون بالمنظومة التي ان سقط احد اضلاعها تداعت بقية الأعضاء. حل مشكلة الفقر المعاصر لن تجده في الاسلام و اقتصاد القبيلة و الغنيمة و الحرب و الجزية و الخراج. فلا بد لمنظومتك اذن أن تنكسر في مكان ما لتلتقي مع الحضارة المعاصرة تدريجيا. لا يمكننا أن نحل أية مشكلة ما دمنا نضحي بالمجتمع من أجل سلامة المنظومة.

اقتباس:اليوم هناك كثيرون لا يدفعون زكاه اموالهم وهذا خلل يضر بالمنظومه , لا توجد عداله اجتماعيه وهذا خلل ايضا يضر بها , وبالتالى فاذا حدث وحدثت بعض حالات الزنا بين الفقراء فلا يلام الفقراء فى ذلك .

عندما تكون المنظومة عاجزة عن فرض نفسها فانها بحاجة الى تعديل فالخلل فيها و ليس في الواقع.

اقتباس:انا اعتبر من الفقراء , فثلاثه الاف جنيه وكسور هى راتبى الشهرى ومعهم حوالى 400 جنيه هو راتب زوجتى , بما يعادل حوالى 700 دولار شهريا لا تكفينى واسرتى ولا استطيع الادخار منها للظروف والطوارىء , فأى مستوى من الفقر تتحدثين عنه ؟؟

هناك من هم فى مستوى من الفقر اشد كثيرا من ذلك , فهناك من لا يتعدى راتبه ال 80 دولار شهريا , ومع ذلك متزوج وعايش مستور ولا يمد يده الى احد , ومثلى ومثل هؤلاء هم من يشكلون طبقه الفقراء الاكثر عددا , ومع ذلك نتزوج وننجب وعايشين والحمد لله .

و لكن يا عزيزي هناك الملايين من الفقراء و العاطلين عن العمل سواء في مصر أو في سوريا أو الأردن أو غيرها.. هؤلاء غير قادرين على الزواج و فتح بيوت و تكوين أسر و تحقيق استقرار. و لست بحاجة للتنقيب عن احصائيات الآن فأنا متابعة جيدة الى حد مش بطال لهكذا موضوعات طبقية. هؤلاء غير القادرين يعانون الجوع الجنسي .. اذن هو موجود.

اقتباس:فى ظل الاوضاع الحاليه فى معظم المجتمعات العربيه والاسلاميه لايوجد سوط جلاد , واللى يقدر يدبر اموره بمعرفته ويشوفله صيده يشبع فيها رغبته ويطلق فيها رغوته وزوابعه فليفعل , ولكن عليه ان يتحمل العواقب .

طيب اذن هناك جوع جنسي. من ناحية أخرى كيف يخلقنا الله بتلك الغريزة و يعاقبنا بتهمة الزنا حين نلبي نداءها؟ أما عن الجلاد فهذا ما تقول به منظومتك المتكاملة.

قصص النساء اللاتي لعبن أدوارا أعرفها و لكني كنت أسأل كيف خرجت كتب السيرة عن ثوابت أردت المرأة الى مرتبة أدنى و هذا هو سؤالي مرة أخرى:
"هناك نصوص يراها الأعمى و زرقاء اليمامة تقول بأن المرأة نص رجل و تعطي الرجل ميزات و صلاحيات القيادة و حق الطاعة و حق التأديب و الضرب و حق جمع ثلث درزن زوجات وحقوق أخرى فكيف خرجت كتب السيرة عن هذه النصوص الثوابت"؟

اقتباس:ولماذا لا تحصل هى من البدايه على حق العصمه بحيث تستطيع هى ان تنهى العلاقه وقتما شاءت وهى تتكء على اريكتها ؟؟
ولهذا اعطاها الحق مثل الرجل تماما فى ان تصبح هى صاحبه العصمه , لكن كونها تتنازل عن هذا الحق بسبب ثقافه مجتمعيه ذكوريه فليس للاسلام دخل بذلك .

يا زميلي كم واحد سيقبل بعصمة المرأة بعد أن نفخ الاسلام الرجل و أعلى مراتبه و ضخم حيوانيته و غول نرجسيته و قرر أن "لهم عليهن درجة" و ضاعف حقه في الميراث و في الطاعة ووووو؟ هذا عنف خفي أو رمزي ضد المرأة. نعم مسموح شرعا ان تكون العصمة في يدها لكن النص حرق الامكانات الموضوعية لنفاذ هذا الحق الا في حالات نادرة فلكل قاعدة استثناء.

اقتباس:لا ليست تلك الثقافه (المجتمعية) من الدين , ولكنها بسبب سوء فهم وسوء خلط من الناس بين الدين ورغباتهم واهوائهم , فالنقاب مثلا ليس من الدين , لكن ولأن الناس تريده من الدين فقد اصبح من الدين .

هذا المثال يعني أن الناس فهمت الصورة الكبرى و هي أن المرأة "موضوع" للرجل و مضت تطبق القاعدة على مزاجها و ضمن و بالتوافق مع القاعدة الكبرى فأتت فروق كمية لكنها ليست نوعية و لم يخرج أحد عن المنظومة باتجاه معاكس. و من جهة ثانية فانك تقول أن الدين نفسه "موضوع" لا يحمل آليات و أدوات حماية نفسه و الزام تطبيقه و لذلك لم يكن غريبا أن يهوي معاوية على الجين بسيفه حين اعترض مصلحته و لا كان غريبا ان يفتي القرضاوي أو غيره حسب مزاج السلطان و لا غريبا ان يضطهد عثمان أبو ذر و هكذا. كل يفصل الدين على مقاسه و مقاس مصلحته.

---

أستاذ بهجت

اقتباس:أعتقد يا صديقتي أنك مثل د. نوال السعدواي متأثرة بالرؤية الماركسية تجاه المرأة في الغرب ، و أنها تحولت إلى سلعة في السوق ، لهذا أراك تتخذين موقفا قاسيا تجاه السيدة التونسية .

يا ريتها وقفت على كده

فأنا أعتبر تفكير د. نوال السعداوي في بعص الاحيان برجوازي صغير

انما هل عندك شك أن المرأة بل و الرجل تحولوا الى سلع في عالم السوق الليبرالي المتوحش؟

يا أستاذ الانسان كله بات مختزلا في "مستهلك" consumer و أية دعاية حتى لو كانت اطارات سيارات لا تراها الا و المرأة تتوسطها بشبه هدوم؟ ماذا يعني ذلك الا أنها و الاطار سلعتين و أداتين لامتصاص ما بقي من خردة في جيوب الناس و أدوات لمراكمة أرباح الرأسمالي لتزيد الفجوة الطبقية و يزداد الفقراء فقرا و الاغنياء غنى؟

و صحيح أن المرأة في الغرب حرة و حققت الكثيييييير لكنها قبل أن تمارس حريتها في اختيار شريك ليلتها من بار كانت قد ثبتت حرياتها دستوريا و قانونيا بينما عندنا الصورة مخزية فنحن نتعرى ببلاش و هذه المرأة التونسية حرة في التعري و في كل تفاصيل حياتها لكن حتى لو قلدتها كل النساء فماذا أنجزنا على الصعيد القانوني أو السياسي؟ صفرا مكعبا. أما على الصعيد الجماهيري فقد راكمنا أعداء قضيتنا.

ربما أكون متشددة لكني أتعامل مع قضية المرأة كقول كاظم الساهر: رجف الخلاخل أرجف عليك

أريد عملا مدروسا و خطوات محسوبة تؤدي لتراكم يقود الى نتيجة نحتفل بها ... لكن ما يحدث is very disappointing من وجهة نظري.