RE: تأليف رواية يشوع : " لوقا " إنجيل للوثنيين السـّذج
أبهة دينية فارغة :
كانت التنويعات اليهودية حول عبادة اللأله " الميت ـــ المولود من جديد" في أواخر العقد الثالث من القرن الثاني سارية منذ فترة زمنية ما و كانت قد إكتسبت تفصيلا مؤثرا في سيرة البطل . على سبيل المثال ، إكتسب يسوع الآن صلة قرابة بيوحنا المعمدان ـــــ كانا أبناء عمومة ( لوقا 1 : 36 ) .وتم إعطاء يوحنا نفسه بالحرى معاملة أفضل . فيما أسقط الآن الضعف اللاهوتي الذي يكتنفه تعميد يوحنا ليسوع : يتجنب لوقا الإفصاح عن إسم من عمد يسوع
{ 19 اما هيرودس رئيس الربع فاذ توبخ منه لسبب هيروديا امرأة فيلبّس اخيه ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها 20 زاد هذا ايضا على الجميع انه حبس يوحنا في السجن 21 ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا.واذ كان يصلّي انفتحت السماء 22 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت }
العديد من سير الإله البشري كانت موجودة, و تناقض بعضها في كثير من النواحي , لكنها كانت تزود بمصدر خصب لأبهة دينية فارغة و مسرحيات درامية . إن محاكمة يسوع طبقا للوقا ثقيلة و مثيرة للسخرية ــــ من المحتمل أن المؤلف كان يمزج عناصر من قصتين مبكرتين . فقد جعل يسوع يمثل اولا امام بيلاطس , ثم أمام هيرودس أنتيباس , ثم أمام بيلاطس مرة اخرى . من الصعب تاريخيا ان يكون ذلك و لكنه مسرحية مسلية على اي حال .
ملوك طيبون و آخرون سيؤون , و كهنة و جنود و ملائكة , تم إدخالهم إلى القصة , و هنا نجد التسلية , و حكايات أخلاقية , و السلوى و الوعد بالخلود . و لتلوين القصة النامية , و لكي تزيد إقناعا إضيف الميلاد العجائبي ( مبشر من الملائكة , و مبارك من الكهنة و الحكماء .. إلخ ) من التراث إلى قصة الموت و القيامة المركزية .
مستعيرا بحرية من نسخة من إنجيل مرقس , و من التراث عن ميثرا و أدونيس , أعطى مؤلف يوناني من اتباع بول , و هو يكتب من مدينة انطاكية , صورة مستمدة من المعتقدات القديمة للإله البشرى : أصل سماوي , ميلاد عجائبي , أفعال مذهلة للغاية , و هي خواص مميزة جدا للآلهة الوثنية المخلصة .
أول كلمات مسجلة للإله البشري :
{ 46 وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم. 47 وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه واجوبته. 48 فلما ابصراه اندهشا.وقالت له امه يا بنيّ لماذا فعلت بنا هكذا.هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين. }
إن هذه الحكاية عن النقاش مع المعلمين في الهيكل ـــــ و هي الفصل الوحيد الذي تم تخيله لملء الفراغ بين ميلاده العجائبي و كرازته المفبركة ـــــ تثبت أنها اسطورية بكل الظروف التي تحيط بها .
إن القول بان أمه و أباه غادرا أورشليم , ظانين أنه معهما , و أنهما سافرا يوما كاملا قبل ان يكتشفا أنه ليس برفقتهما , و أنهما بعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل يسأل و يجيب على أسالة المعلمين , يتضمن سلسلة من اللاحتمالية الرهيبة . من جهة أخرى , يزود يوسفوس فلافيوس بمصدر معقول للقصة غير المعقولة ـــ إنها حكاية من النوادر في سيرته الذاتية !!!
في هذا النموذج الأولي لما سيكون إنجيل لوقا المستقبلي , تمت أيضا زخرفة قيامة يسوع من الموت , بإضافة تفاصيل زائدة ـــ ليس سيئا , عمر بعد الحادثة المفترضة و حربين مدمرتين !!
بكلام غير مسبوق في شدة لهجته يبريء المؤلف روما من اي مسؤولية عن مقتل اللأله البشري , و يشير بإصبع الإتهام إلى غدر اليهود . و في الحقيقة , ما يوضح أن الكاتب غير يهودي هو " أخطأه الصارخة " في " أشياء يهودية " ( ماير : اليهودي المهمش , ص 210 ) . و هنا على وجه الخصوص حين يخلط مؤلف لوقا مخطأ بين شعيرتين مختلفتين
ـــ طهارة الأم ( بعد وضع الجنين ) و بين إفتداء الإبن البكر .
.... للموضوع بقية
|