اغتصاب «ترزي» حريمي تحت تهديد السلاح في منزل «جزمجي» بعين الصيرة



لم تكن أمام "شريف" فرصة واحدة للدفاع عن نفسه، أو حتي الفرار من أيدي خاطفيه، فـ"المطواة" التي وضعها أحد الخاطفين بالقرب من رقبته، كانت كافية لأن تخرسه حتي ينتهيا من اغتصابه، ويقررا إعادته إلي نفس المكان الذي اختطفاه منه، وهناك تركاه يعاني آلاما شرسة، جسدية ونفسية، فشريف لم يكن طفلا صغيراً يمكن خداعه بقطعة حلوي، مثلما تصور القصص الشهيرة التي تدور حول خطف الأطفال، فهو شاب في الثامنة عشرة من عمره، ويعمل «ترزي حريمي» في منطقة "مجري العيون".

كان "شريف" قد انتهي من عمله في الساعة الثانية والنصف من صباح يوم الثلاثاء الماضي، فتوجه إلي مشرحة زينهم، ليستقل تاكسياً من هناك إلي منزله في السيدة زينب، وأثناء انتظاره توقفت أمامه سيارة "تاكسي"، وعرض عليه سائقها وصديقه توصيله، لكنه شعر بالريبة منهما، فاعتذر بهدوء، وقبل أن يبتعد عن "التاكسي"، فوجئ بأحدهما يشهر في وجهه "مطواة"، ويجبره علي الصعود إلي التاكسي، ليتجها به إلي منطقة عين الصيرة.

وخلال الطريق "القصير" كان شريف يعتقد أن الخاطفين يريدان سرقة أمواله، قبل أن يتركاه، لكن عندما وصل التاكسي إلي منزل أحدهما، فوجئ بهما يتناولان عشاء دسما، وبعدها أجبراه علي خلع ملابسه بالكامل، ليكتشف عندها "رغباتهما" الشريرة تجاهه، فقد بدأت عملية اغتصاب وحشية له، تحت تهديد السلاح، ودون أن يسمعا استعطافه لهما، أو يتركا له فرصة واحدة للنجاة، وبعد أن تناوبا اغتصابه عدة مرات، علي مدار ساعتين تقريبا، اصطحباه في التاكسي نفسه إلي نفس المكان الذي التقطاه منه، ليجد نفسه مُلقي في شارع مجري العيون.

ورغم حالة الانهيار التي كان يعاني منها شريف، بالإضافة إلي النزيف المصاب به، إلا أنه تحامل علي نفسه، وتوجه إلي مستشفي دار السلام العام، وهناك خضع للفحص الطبي، بعد أن حكي ما تعرض له، للطبيب المعالج الذي تعاطف معه، وحاول تهدئته طالبا له عصير ليمون، ثم أقنعه الطبيب بضرورة الإبلاغ عن المتهمين، وأن يتوجه مباشرة إلي قسم الشرطة ليدلي بأوصاف المتهمين، وحصل شريف علي تقرير طبي يؤكد تعرضه للاغتصاب.

وفور مغادرته المستشفي، توجه شريف إلي قسم شرطة مصر القديمة، وأمام العميد ربيع الصاوي مأمور القسم، حكي ما تعرض له، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 17624 لسنة 2009، وبدأت قوة من مباحث القسم في إعداد أكمنة لضبط المتهمين، كما تم اقتحام المنزل الذي شهد الواقعة، وتمكنت قوة المباحث من ضبط المتهمين، وهما بائع يعرف باسم "أشرف كبده"، ويبلغ عمره 44 عاما، وعامل الأحذية عربي سليمان البالغ من العمر 56 عاما، وتبين أن الأول سبق اتهامه في قضية مخدرات تحمل رقم 2687 لسنة 2008، وأخري سرقة، أما الثاني فسبق اتهامه في قضية تسول، وتحرر ضده محضر برقم 470 لسنة 2006، وتم حبسهما لمدة 15 يوما علي ذمة التحقيقات، بعد أن اعترفا بالواقعة.

وأكد المتهمان للواقعة أنهما خرجا لاصطياد ضحية لهما في تلك الليلة، لكنهما فشلا في العثور علي ضحية تقبل تلبية رغباتهما الشاذة، حتي نفد صبرهما، ولمحا "شريف" في الطريق، ليجبراه علي الخضوع لرغباتهما المتوحشة.