(10-28-2009, 08:58 PM)فيصل وزوز كتب:  تتمة الأسطورة : نرسيس أو نرجس ،( الإسم الذي اشتقت منه صفة النرجسية ) لم يكتف بالحملقة بجماله المنعكس في مرآة الماء ، بل إنه أراد أن يتلمس هذا الجمال الذي اعتقد أنه حقيقة وليس خيالا ، فنزل إلى الماء فغرق ومات . بهذا تفصح الاسطورة عن حب النفس الذي يقود إلى الهلاك .

والنرجسية ، اصطلاحا ، ليست مجرد حب الذات ، ولا حتى الأنانية ، بل الأنانية على نحو مرضي ؛ بمعنى أن تعريف النرجسية المشتق من أسطورة نرسيس يفترض مسبقا أنها مرض سيكولوجي .

ومثل جل مصطلحات العلوم الاجتماعية ، ليس هناك حد فاصل مطلق بين ما يعتبر سويا وغير سوي في النرجسية ، بمعنى أن المصطلح نسبي في مدلوله : يختلف باختلاف الثقافات والرؤى ووجهات النظر والميول .... ؛ هل الاهتمام بالذات مرض ، أم أن المبالغة والشذوذ في هذا الاهتمام هو المرض ؟ وإلى أي حد يكون حب التفرد بالخيرات مرضا ؟ ومن الذي يحدد ؟ وانطلاقا من أي معايير ؟ كل هذه الأسئلة مشروعة نظريا .

- وعلى هامش الموضوع ، اليك وجهة نظر محمود درويش الجمالية / القيمية في صاحب الأسطورة :

نرسيسُ ليس جميلا ، كما ظنَّ
لكنّ صُنَّاعَهُ ورّطوه بمرآته
فأطال تأمله، في الهواء المقطر بالماء
لو كان في وسعه أن يرى غيره
لأحبَّ فتاةً تُحملقُ فيه
ولو كان أَذكى قليلاً
لحطَّم مرآتَهُ
ورأى كم هو الآخرون ...
ولو كان حُرّا ، لما صار أسطورة .

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً : انا عضو جديد ولفت انتباهي الموضوع

ثانياً : تعقيب الاخ وافي جداً
ولكن بالنسبه للحدود من يسنها ومن يحدد أنها صارت مشكله
فالنرجسيه مولوده فعلاً فينا ولكن هناك من يسهب فيها
فتتحول الي مرض >>> يتضرر منه الشخص ويعزل من المجتمع
فالشخص يمكنه أن يحدد ذلك من خلال نظره المجتمع له

ثالثاً : أذكر أن اوسكار وايلد أكمل القصه بطريق جميله
وهي : بعد أن رفض نارسيوس حب اله الطبيعه عاقبه اله العداله
بعشق صورته المنعكسه في الماء
لدرجه أنه رمي نفسه ، بعد مده بكته البحيره التي كان يطيل النظر الي صورته فيها
لدرجه ادهشت الجميع : أتبكين نرجس ؟؟
قالت : نعم فهو الوحيد الذي كنت اتأمل جمال صورتي في عينيه

وشكراً