إسرائيل شاحاك يفضح عنصرية بلاده
يعد من أكبر منتقدي سياسات بلاده العنصرية، رغم أنه يهودي إسرائيلي،(...)
عاش في سنوات عمره الأولى تجربة الاعتقال داخل معتقلات النازي، وهناك عانى من الجوع والإنهاك النفسي والجسدي ومن مشاهدة الجثث حوله كل يوم، وفقد أبوه وأخوه الذي سقطت طائرته خلال الحرب العالمية الثانية ، وفي عام 1948 سافر مع والدته إلي إسرائيل معتقدا انه سافر إلي الجنة الموعودة لليهود. (...)
كان أول سقوط لقناع وجه إسرائيل الزائف أمام شاحاك عام 1956 حينما أذهلته مقولة بن جوريون في الكنيست " إن إسرائيل بدأت حرب 56 لا للدفاع عن النفس بل لتأسيس أجزاء من مملكة سليمان". فهذا القول ، والذي يأتي من رجل يدعي العلمانية ، يؤكد رغبة إسرائيل العنصرية في التوسع علي حساب الغير حتى لو كانوا أبرياء.
ويؤكد شاحاك في كتابه ان هناك قواعد في التلمود هي التي تغذي كراهية اليهود لشعوب العالم, ويوضح كيف كان رجال الدين يفسرون النصوص بما يخدم مصلحتهم . ويرى أن الصهيونية هي محاولة لتأسيس مجتمع يهودي منغلق علي ذاته كما كان الوضع خلال القرون الماضية. (...)
وعلى هذا فإن اعتقاد البعض ان إسرائيل دولة ديمقراطية ينبع من تجاهل معني "دولة يهودية" لمن ليسوا يهودا من المواطنين, ويكفي نظرة على أوضاع غير اليهود في إسرائيل.
ونلفت هنا ان المقصود بالمواطنين غير اليهود في إسرائيل هم الفلسطينيين الذين رفضوا مغادرة أراضيهم عقب الاجتياح الصهيوني عام 1948, وهؤلاء تشبثوا بأرضهم, ولم تفلح محاولات الدولة الغاصبة في إخراجهم من فلسطين, ولم تجد مفرا من تركهم مقابل أن يحملوا هوية إسرائيلية. ومع هذا مارست السلطات الإسرائيلية أشد أنواع التمييز, ويرصد شاحاك في كتابه أنواع التمييز العنصري الذي مارسته اليهودية ضد الشعوب الأخرى وضد العرب من ساكني إسرائيل.
يقول شاحاك : في رأيي أن إسرائيل كدولة يهودية تشكل خطرا لا على نفسها وعلى سكانها فحسب بل على كل اليهود والشعوب والدول الأخرى في الشرق الأوسط وغيره (...)
كان مبدأ كون إسرائيل دولة يهودية ذا أهمية فائقة لدى السياسيين الإسرائيليين منذ قيام الدولة, وقد غرس هذا المفهوم في أذهان السكان اليهود بكل الوسائل التي يمكن تصورها. وأصدر الكنيست قانونا في 1985 يمنع أي حزب يعارض مبدأ الدولة اليهودية أو يعلن عن عزمه علي تغيير هذا المبدأ من المشاركة في الانتخابات. وهذا المثل هنا يدل علي ان إسرائيل ليست ديموقراطية لأنها تطبق قوانين صارمة ضد من ليسوا يهودا, أو يهودا يؤمنون بآراء مخالفة
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=300716