الزملاء و الأصدقاء .
رغم أنه موضوع جاد بل شديد الجدية يبقى موضوعا إجتماعيا بامتياز .
كنت و ما زلت آمل أن ندير حوارا مثمرا و نستمع لأفكار عديدة حول قضية إجتماعية تمس حياة الملايين في المجتمعات العربية ، إني غير معني بالدفاع عن الإسلام أو تجريحه ، و لكن جهدي محصور في قضية المرأة و حقوقها الأساسية بما في ذلك حقها في احترام و إشباع احتياجاتها الجنسية ،ككائن بشري مستقل عن الرجل و له ذات الحقوق على قاعدة صلدة من المساواة ، تلك المساواة التي هي نتاج أساسي للحضارة المعاصرة ، كما أنها ركيزة أيضا للتقدم الحقيقي الجاد .
لا نستطيع أن نغفل أن هناك محنة حقيقية تواجه المرأة المسلمة بسبب دينها ، فخلال 30 سنة الأخيرة شهدت المجتمعات الإسلامية انتكاسة كبيرة في حقوق المرأة نتيجة انتفاضة الأصولية الإسلامية ، و يمكننا أن نقول بأن العالم الإسلامي خاصة في الشرق الأوسط لم يعرف في العصور الحديثة مرحلة أكثر بربرية و إهانة للمرأة من الآن ، هناك عشرات من النساء فقدن حياتهن و امتهن و انتهكن تحت اسم الشريعة الإسلامية .
تهيمن الشريعة الإسلامية القاسية على حياة الناس في الشرق الأوسط ، فالأيديولوجية الإسلامية تحكم في دول مثل إيران و السعودية و باكستان و السودان و العراق و اليمن و غزة ، كما أنها تشكل معارضة قوية في الأردن و الجزائر و مصر و ... ،و في كل الأحوال معظم قوانين الأسرة و القوانين التي تنظم حياة المرأة مستمدة من الشريعة الإسلامية .
لقد فقدت المرأة الهامش المحدود من الحريات التي حصلت عليها في مرحلة الإستعمار الغربي و مرحلة الأنظمة شبه العلمانية التي أعقبت الفترة الإستعمارية ، فشهد وضع المرأة في العراق و مصر على سيبل المثال إنتكاسة كبيرة جدا ، و هناك إصرار مجتمعي على مطاردة الأنوثة كجريمة مكتملة الأركان ، فالمرأة المسلمة تحجب أو تحبس في نقاب مهين كالزكيبة ، و هي تلحق دائما بالذكر الأب أو الزوج ثم حتى الإبن بعد ذلك ، و يربط المسلمون بين شرفهم و بين العفة الجنسية للأنثى ، و لهذا يتساهل المجتمع مع الجرائم التي يرتكبها الأقارب الذكور بحق الإناث بدعوى الشرف ، جرائم الشرف هذه منتشرة في مجتمعات مثل الأردن و السعودية و اليمن ، رغم أن هذه الجريمة قد لا تزيد عن ثوب عصري يبرز بعض مفاتن الأنثى ،أو رفض زوج مفروض من الأهل ، أو حتى الوقوع ضحية لجريمة إغتصاب! ، لا يكتفي المجتمع بفرض الحجاب بالترهيب و الترغيب على البالغين ،و لكنهم الان يضعونه على رؤوس البنات الصغيرات قبل سن البلوغ ، و ذلك في تعارض سافر مع أدنى الحقوق و المشاعر الإنسانية ، هذا السلوك لا يمكن مقارنته سوى بوأد البنات في الجاهلية .
و لنا عودة .