الزميل بهجت :

باختصار فان وجودنا انا وانت اصحاب الاطر المتفارقه كما تسمينا فى منطقه جغرافيه واحده يحدها البحر المتوسط شمالا والسودان جنوبا والبحر الاحمر شرقا وليبيا غربا , او حتى لو توسعنا وافترضنا ان تلك المنطقه هى من المحيط غربا الى الخليج شرقا , فان هذا وحده كافى لكى يفرض نفسه ليكون الاطار العقلى المشترك للمتحاورين , لأن هذا الاطار الجغرافى ضمن عبر تاريخه اطرا اخرى ثقافيه وحضاريه وسياسيه هى من شكلت الوعى الفكرى لكل منا , واذا كنتم انتم كليبراليين او علمانيين او ماركسيين استطعتم ان تستوعبوا ثقافات اخرى وان يشملكم اطار اخر الا انكم فى الاصل ابناء الاطار الاسلامى الاول وخرجتم من رحمه وتدركون وملمون به تمام الالمام .

لابد من البحث عن هذا الاطار المشترك , لابد من وجوده والانضواء تحت لواءه , والا فالبديل مخيف ولن يكون فى صالح احد , البديل هو ما حدث مع صديقك فرج فوده ونجيب محفوظ وغيرهم , فالقضاء على التنويرين واصحاب الرأيى ممن يحاولون البحث عن المقترب الفكرى بين الاطارين المختلفين ليس فى صالح احد الاطارين , واذا كنتم تريدون الحياه بيننا ويهمكم ذلك حقا فلابد ان تجعلوا من وجودنا فى بقعه جغرافيه واحده اطارا مشتركا يصلح للانطلاق للحوار من خلاله .

لا يمكنك كلادينى تنضوى تحت لواء الاطار الحداثى ان تطالب المؤمن صاحب الاطار الاصولى والملتزم بالنص ان يتخلى عن كل ذلك لمجرد انك ترى ان ذلك هو ما قاده الى التخلف , او انك تعده انه ان تخلى عن تلك الافكار فسيلحق بركب الحضاره والمدنيه والحداثه , لانه بالمقابل لديه وعود افضل من وعودك واكثر اغراءا منها , وبالتالى فهو لن يقبل منك كتنويرى سوى ما يتوافق مع تلك الوعود وهو معيار الحلال والحرام .

واخيرا انا لست غاضب من افكارك , لكنى غاضب من ايمانك المطلق بصحه تلك الافكار رغم ان ما شكلها من وجهه نظرى هى قراءه خاطئه ومغلوطه لأفكارنا نحن , وقد اعطيتك عينه من قراءاتك الخاطئه الا انك ترى ان تلك تفاصيل لا علاقه لها بالجوهر , رغم ان التفاصيل ايضا هى ما تشكل الجوهر .