عاشق الكلمة .
لا أعتقد يا زميلي الفاضل أنك قد اسستوعبت ما شرحته حول الإطار ، أفضت مرارا أننا لا نزعم امتلاك الحقيقة المطلقة ، ولا نجزم أبدآ أننا نحن على صواب ، فادعاء إمتلاك الحقيقة المطلقة يتعارض مع رؤيتنا لعالم يتغير ، و لكني أقول فقط أن منتسبي الأطر المتفارقة لا يمكن أن يتحاوروا بشكل مثمر ، حسنا ربما كنتم على صواب و في طريقكم للتمكين و السيطرة على العالم كما تتوهمون ! ، و لكن هذا لن يغير من الأمر شيئا ،العالم لن يفهمكم و لن تفهومنه ، فالمفردات لا تعني لنا نفس الشيء ،في الخلاصة .. أتمنى ان تقرأ ما كتبته عن القطيعة المعرفية بهدوء و إعمال للفكر ،ربما أكون مخطئا ، انقد نظرية الإطار بكل حجة قوية ، و لكن لا تبدأ في كل مرة من نفس البداية مكررا نفس المقولات السابقة ، بل حيثما توقفنا حتى لا تضطرنا إلى تكرار نفس المشهد .
إنك يا عاشق تقرأ الأمور بمفرداتك أنت فلا تصيب ، تعيد طرح القضية من منظور أصولي ، فتعتقد أني أتحدث عن جوهر و تفاصيل و هذا غير صحيح ، إني أتحدث عن منهج و مقترب و نماذج قياسية ( باراديم ) ، بل لعلك ستدهش لو قلت لك أني لا أعتقد أساسا بوجود جوهر لشيء ، فالشيء هو مجموع أعراضه ، مرة أخرى أتمنى ألا تتعجل بالرد قبل أن تقرأ بهدوء ما أكتبه ، فثق أنه يستحق أن يقرأ بهذا الهدوء .
أعجب أن ترهبنا بما يمكن أن يفعله الأوباش و السوقة بالمثقفين ، بالله هون عليك و take easy .. قلبك طيب بمن تهدد يا زميلي المجاهد العنيف ! ؟.. بجوقة الشحاذين الذين يطوفون بالسفارات الغربية بحثا عن فضلات يجودون بها في الغرب . يا زميلي إن الإستقواء بالجريمة حماقة عمياء ، يبقى إنكم أنتم من في مشكلة حقيقية ، فالعالم كله ضدكم و أنتم تخسرون في كل مكان ، الأصولية الإسلامية ضد التاريخ و ضد الإنسانية ،و لن ينقذها العنف و الجريمة و التلويح بهما ، فكل معارك الإسلاميين خسروها و خسروا معها رقابهم ، من الغريب أن ترى قلتكم المسكينة المنعزلة في بعض مناطق الشرق الأوسط القاحلة الفقيرة أغلبية ترهبون بها العالم المتحضر ، الأغلبية هناك و القوة هناك و الحياة كلها هناك ، هناك في الجانب الآخر .. حيث العلم و العلمانية ،و حيث الحضارة و التحضر ، و حيث الثقافة و الرقي ،و أنتم ضد كل هذا فكيف تنتصرون ؟ .. بالبركة و الغضب و كنس المقامات و اغتيال العلماء و المستنيرين؟! .
أتمنى أن تخرج شوية من المناخ الذي تحصر نفسك فيه و فكر عالميا و لن تندم .
فالحضارة جد رائعة و العالم طيب .