يشترك الكثير من الناس سواء دينيين او لا دينيين في الايمان بوجود شيء منذ الازل اي بلا بداية سواء كان هذا الشيء هو الله او الكون او كلاهما

و ليس مصدر هذا الايمان هو فقط مجرد الانقياد للتعاليم و الا لما شارك فيه بعض اللادينيين انما ايضا الظن بوجود حتمية ما تؤدي الى هذا الايمان و هذا هو موضوع النقاش

فوجود بداية للكون بلا سبب هو امر تنفر من تصوره العقول في باديء الامر
و لكن مع التأنى في الحكم لا يبدو الامر مستحيلا
هذا و في الوقت الذي يبدو فيه وجود كائن ما منذ الازل امرا منطقيا بل و حتى حتميا عند بعضنا لا يخلو الامر من إشكال
فكيف لهذا الشيء الذي يوجد في الازل ان يتقدم به الزمان الى الامام فهو و لا بد سيظل حبيس اللابداية
بهذا الإشكال او ربما إشكال مشابه كان يرد من يؤمن بأن للكون بداية (يدلل بذلك على وجود الله) على من كان يؤمن بان الكون بلا بداية
يبدو لى هذا الإشكال مقنعا و لكن اراه ايضا ينفى الازلية حتى عن الله (و بالتالي وجوده)
من يعارض ذلك ممن يؤمن بالله يقول بان الله خارج الزمان فلا يلزمه هذا الإشكال
و لكن لا يخلو هذا الاعتراض من إشكالات هو ايضا
فكيف يكون خارج الزمان و يكون له افعال في نفس الوقت , يبدو الامر و كأنه جمع بين نقيضين
يبدو ان هذا ايضا ما رآه ابن تيمية و اعترف بهذا التناقض مما جعله ينفي مقولة المتكلمين و التى اعدوها من اصول الدين و هي ان الله لا يتغير و التى يجدوها حتمية للقول بازلية الله مما جعلهم يكفرونه بعد ذلك
قد يقال ان الله خارج تصورنا و تعقلنا فلا يقاس بشيء فلا يلزمه هذا الإشكال ايضا
و هذا الاعتراض مبنى على الظن بحتمية وجود كائن ما أزلى طالما ان للكون بداية
و لكن عند التأمل لا يبدو الامر كذلك
فلا يوجد سبب عقلى يدعونا لهذا الامر كما لا يوجد شيء مشابه نقيس عليه , هو فقط انقياد لتعاليم ما او تصورات مألوفة يدعونا لاتباعها اشياء كثيرة و لكن ليس من بينها العقل .