هناك الكثير، بل الكثير جداً من الكتب التي اهتمت بعلوم العربية وقواعدها بشكل خاص. ابتداء من "الكتاب" (سيبويه) حتى كتب "الدحداح" التي صدرت عن مكتبة لبنان في السنوات الأخيرة.
بشكل شخصي، مع تفضيلي اليوم للكتب القديمة جداً (سيبويه وابن هشام)، إلا أنني لم استفد في حياتي مثلما استفدت من كتاب "مباديء العربية" للمعلم "رشيد الشرتوني" (الجزء الرابع) والذي صدر في أول القرن العشرين في لبنان (أصدره اليسوعيون كما اعتقد، فرشيد الشرتوني كان مدرساً للعربية في كلية القديس يوسف - إن لم تخني ذاكرتي -).
الجزء الرابع من هذه مجموعة "الشرتوني" كتاب يحتوي على جميع ما على الطالب العربي أن يعرفه عن قواعد لغته الأم من الصف الأول الابتدائي حتى نهاية تعليمه الجامعي. وهو معد بشكل مدرسي يعتمد على طريقة "السؤال والجواب" التي ترافقها بعض التمرينات في نهاية كل فصل وفصل.
في المدرسة تعلمت العربية من خلال "النحو الواضح" (علي الجارم ومصطفى أمين) ولكن "الشرتوني" بقي المرجع و"القول الفصل" عندما كنا نريد أن نفهم ما استعصى علينا من "النحو الواضح" (رغم الأمثلة الكثيرة الموجودة في "النحو الواضح").
حتى اليوم لم أعثر على نسخة لكتاب "الشرتوني" على الانترنت. ولا أعلم إن كان موجوداً على الانترنت أم لا (وليته يكون!!).

في مرحلة لاحقة، وعندما استمر مريري في "علوم العربية"، فإنني بدأت بالتعويل على كتاب واحد فرد صمد كمرجع ثابت لي عندما تستعصي بعض المسائل علي، ولا أجد عوناً ولا نصيراً في جل كتب العربية التي أعرفها. هذا الكتاب اسمه "النحو الوافي" لمؤلفه "عباس حسن" الذي كان "عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة" في "الستينيات" (ومدرساً في إحدى الجامعات المصرية إن لم تخني الذاكرة).
"النحو الوافي" هذا به قسم للطلاب، وقسم آخر "للاساتذة والمتخصصين" (يسميه الكاتب "زيادة وتفصيل" ويلحقه بكل موضوع وموضوع). وهو يقع في أكثر من 3000 صفحة كبيرة الحجم، ويحتوي بالإضافة إلى مجهود "عباس حسن" على "ألفية ابن مالك" كاملة في الهوامش ، بحيث أنك تستطيع أن تقرأ الكتاب مع "الألفية" ومن دونها، ويستطيع الكتاب أن يكون "شرحاً للألفية" وفي نفس الوقت غني بنفسه عنها في آن واحد.
خلاصة القول، لم أجد حتى اليوم كتاباً أكمل وأشمل وأفضل من "النحو الوافي" للمتخصصين، ولم أجد حتى اليوم أفضل من "مبادي العربية - الجزء الرابع" للمبتدئين، ومع هذا فحكمي إن هو إلا رأي شخصي قد يخالفني فيه بعض أصحابنا من الذين يعتنون بعلوم العربية.

ملاحظة: لم أسمع قبلاً "بتذكرة الطالب" الذي يتحدث عنه "ابراهيم"، وليت هناك من يستطيع أن يفيدنا، فأنا أجمع كل ما يأتيني من هذه الألوان وأعتني بها.

واسلموا لي
العلماني