الاخ العزيز

اعتقد ـ وهذا رأى شخصى - اننا المسلمون نبالغ بعض الشئ فى تعظيم انفسنا ونحن نعتقد ان الجنة جديرة بنا فقط ونظن ان اعتى واظلم الحكام من المسلمون سيدخل الجنة لانه كان مسلم واصلح المسيحيين او اليهود أو من هم بلا دين سيدخلون النار لانهم لم يسلموا وينطقوا بالشهادة.

لقد نسينا ان الله سبحانه وتعالى هو العدل المطلق فهل تعتقد يا صديقى ان الله سيغفل اننا ولدنا مسلمون وغيرنا ولد على دين اخر سواء الآن او فى الامم السابقة.

اعتقد ان معيار الحساب هو اخلاقك فى الدنيا وتعاملك مع البشر هو الاساس فى الحساب فنحن نجد ان اعظم درجات الجنة هى للشهداء ومع ذلك نجد ان الساعى على الارملة والمسكين له مثل اجر الشهيد وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار ).. ونجد ان الله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء بعلمه بقلوب البشر وخلفياتهم وكل مثقال ذرة .. فلنفس الذنب يختلف الحساب من شخص لأخر .. بل قد تفعل الخير ولا تجزى به لأن الله مطلع على قلبك ويعلم هل فعلت الخير لوجه الله ام لنفسك او لغاية تريدها.

واذكر اننى قرآت منذ سنوات طويلة قصة لا اذكر من مؤلفها وكان فيها ان رجل دخل الجنة وقابل قوما سألهم هل انتم مسلمون فقالوا لا وسألهم هل انتم مسيحيون قالوا لا وسألهم هل انتم يهود قالو لا فسألهم كيف دخلتم الجنة قالوا لم نكن نؤذى احدا. وقد مست قلبى هذه القصة.

ويجب ان ندرك جيدا اننا من سيحاسبنا هو الله ... الله ... من هو الله؟ ... هو عدل مطلق وعلام الغيوب ومطلع على الافئدة ومحيط بكل شئ وأرحم الراحمين وقد قال عن ذاته انه لن يزد فى ملكه ان يكون كل اهل الارض على اتقى قلب رجل واحد. ولو كان الله يريد منا فقط اداء فروض العبادة لخلقنا مثل الملائكة ومنهم الراكعون والساجدون والمسبحون والطوافون حول العرش. ولكن يريد الله منا شئ اخر من ضمنه العبادة ولكنها ليست كل شئ.

وقد قال سبحانه وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17

والله اعلم ... وإن ضللت هو يهدينى.