fares79egypt


شريط الحوار هنا فى منتهى الاهمية والخطورة لانه يوضح عدة نقاط قد تغيب عن الزملاء والذين بنوياهم التحديثية والتقدمية الطيبة لكنها سطحية جدا احيانا.. قد يخلطوا الحابل بالنابل ولا يستطيعوا رؤية المشهد كاملا
اولا ليس كل من يهاجم الاسلام او ينتقد الاسلام من الممكن ان يكون حليفا او صديقا لهم فهم بمعظمهم ينطلقوا من اجندة غير ديمقراطية وغير تقدمية ينطلقوا من اجندات رجعية مغرقة فى تخلفها وانغلاقها ..يجب اخذ الخلفيات الطائفية الضيقة جدا فى عين الاعتبار لفهم خلفية المشهد ولفهم ان الشعارات التقدمية التى تطرح احيانا هى ليست كذلك بل هى جزء من اجندة رجعية جدا

ثانيا العوائق القائمة امام تحديث مجتمعاتنا ليس مصدرها التفسير الرجعى والاصولى الاسلامى بل ايضا الاقليات لدينا لديها مشاريع اكثر تخلفا وحقارة

ثالثا العلاقة الهشة والتكتيكية وليست العضوية للاقليات لدينا بمنطقتها ويمجتمعها الكبير فهى بسهولة قادرة على تغيير ولائها بل وجاهزيتها للتعاطى والتفاعل الايديولوجى مع التيارات المعادية لمجموع الاكثرية بهدف تحقيق مطالب عابرة وهى مطالب ليست بهدف تحقيق العدل والمساواة بل للوصول لاهداف فى منتهى الحقارة وهى استمرار شروط العلاقة لكن بالمقلوب بحيث انهم هم من يريد ان يصبح فى وضعية من يقمع الاكثرية

رابعا وهو الاهم والاخطر والذى استنتجته منذ سنوات طويلة جدا ان التغيير الحقيقى ياتى عندما تقتنع الاكثرية ( وليست الاقليات او التيارات الفكرية الهامشية ) لدينا بحاجتها لذلك ومصلحتها فى نشوء ذلك وهذا لا يمكن ان يتم عندما يضع المثقفين العرب انفسهم على هامش ثقافة الاكثرية او التعالى عليها ومهاجمتها من خارجها...النضج داخل الاكثرية هو العامل الحاسم وما عداه تفاصيل ليست ذات قيمة ...وان كان للمثقفين التقدميين من الاقليات شىء مهم يفعلوه فهو البحث عن جسور تجاه الاكثرية والمساعدة فى انضاجها وتوسيع افقها لقبول الاخر وليس مهاجمتها واشهار العداء تجاهها لان هذه هى الوسيلة الوحيدة للتغير الحقيقى