الزميلة الجوزاء

لا شك ان هذا الفيديو مؤلم جدا وهناك ما هو اكثر ألما مما قد يخطر ببالنا وقد نتعرض له أوغيرنا ولكننا لا نعرف تحديدا كيف يشاء الله ولماذا يشاء الله ولكن كما قال الله انا عند ظن عبدى إن كان خيرا فخيرا ومن الممكن ان يكون معنى يضل من يشاء ويهدى من يشاء ان نضرب مثل لرجل فاجر لا يتناهى عن معصية فيزيد الله له فى الاسباب التى تزيده كفرا ويجب ان ندرك ان الله مطلع على قلوبنا وقد نعمل الخير ابتغاء امر من امور الدنيا فيضلنا الله ويفتنا عن الحق لعلمه بقلوبنا.

اما لماذا نتعرض لكوارث ومنا اطفال لا ذنب لهم .. فالله يخبرنا ان الحياة الدنيا لن تساوى فى الحياة الاخرة شئ .. بل ان الكافر حينما يرى اقتصاص الحيوانات فى ظلمها المحدود لبعض ثم تحولهم الى تراب يتمنى لو كان مثلهم .. فقد يعوض الله من مات فى كارثة كبيرا او صغيرا خيرا بما لا يجعله يشعر بأى الم فى الدنيا .. واتعس اهل الارض حينما يبدله الله خيرا سينسى كل الامه بل ويشكر الله على الابتلاء.

وقد يكون اخذ الله لبعض الناس سببا لعودة اخرين لطريقه او اقلاع اخرين عن ظلمهم ... وهناك قصة العبد الصالح والذى قد يدعى الخضر مع موسى عليه السلام حينما قتل الغلام واوضح الله لنا كيف ان هذا الغلام كان سيكون سببا فى هلاك ابويه وكفرهم حبا فيه .. ثم ابدلهم الله خيرا منه.

وقد يكون اخذ امة كبيرها وصغيرها كما قال سيدنا نوح عليه السلام (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً)

وارجو ان تنفى عن ذهنك فكرة ان العبد يريد الصلاح فعلا وتكون مشيئة الله ان يضله ولكن ما لاتدركه عقولنا ولا تستوعبه هو اننا جزء من منظومة كبيرة لا نعرف حدودها وابعادها وكيف نكون آكلين مأكولين ...ضارين مضرين ... مؤثرين متأثرين ولو نظمنا نحن حياتنا بما نشاء فيجب ان نفترض مبدأ الحرية لكل الكائنات وبالتالى لن يقبل الطعام ان أكله ولا الارض ان امشى عليها وممكن نصبح يوم والشمس ترفض الشروق لنا وتذهب لمكان اخر. فكل خلق لما هو ميسر له ويقول سبحانه وتعالى {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك2