أبو حميد, لما كنت بعمرك, كنت أفكر مثلك....يعني ضد التيار..ولذا كان عندي دائما الشعور ان المجتمعات الشرقية ليست بموطني..فقمت بالمستحيل لاغادر سوريا, وهذا ما حصل...
انسان, برقي تفكيرك يجب أن يعيش في أوروبا الغربية, يحترموك لأنك انسان بغض النظر عن دينك, لونك, هويتك و معتقداتك....
حادثة لن انساها عندما كنت بأحدى السنوات مع صديقتي الالمانية في سوريا للأجازة...جائنا للزيارة أحدهم ليسلم علينا و يتعرف على صديقتي وهو قاضي...وبعد السلام و الترحاب أخذ ينصح في و بسماي أمامها (طبعا باللغة العربية الفصحى) ان الالمانيات لا دين لهم و لا شرف عندهم و ان اتخلى عن فكرة الزواج منها, ان كانت تلك الفكرة موجودة, للاسباب اعلاه....و تكلم بشكل فائض عن زميل أو قريب منه, كيف فشل بمثل هذا الزواج...
بالنسبة لي, كان هذا الموقف صعب جدا, ووجدت ان هذا المتكلم بقمة الحقارة و السفسطة, لأنه,
أولا يشتمها بنصائحه "أمامها" مستغلا انها لا تفقه العربية مثله, ثانيا لأن هذا تدخل بأمور الاخرين و هذا لا يخصه ابدا, ثالثا ان معرفتي به بسيطة جدا ولاداعي لنصح المعارف من الدرجة السادسة, رابعا لأنه حقوقي, خامسا لأنه لم يتركها لحظة دون النظر اليها و التامل من الأعلى للاسفل و بالعكس ....
الوالدة تسألني أمامه, سمعت ماذا قال حضرة القاضي ؟ فقلت أي, ونكاية فيه سوف انقرها زواجة....