منقول

المـــــــــــــــدّ الطائفــــــــــــــــي

النظام وإستقراره

ما يحدث داخل مصرنا أشياء فى منتهى الغرابة .. وأننى لا أتصور كيف يسمح النظام ويرى كل ما يحدث لأبنائه ويظل ساكتا حتى عن إصدار ولو بيان يطيب به جروح الأبناء الذين ظلمهم ..



- إن السكوت الذى أصاب النظام اليوم ..هو إعلان صريح بل هو تصريح بموافقته على كل مايحدث لأبنائه .. بل فى رأيي هو إعلان خفى لكل المتطرفين أن يزدادوا تطرفا.. وربما تكون رسالة لنا نحن الأقباط بأننا جنس غير مرغوب فى وجوده فى بلدنا وعلينا أن نرحل إلى أية بلد أخرى مثل الذين رحلوا .

- إن السكتة التصريحية التى أصابت نظامنا ضد كل ما يحدث من تجاوزات لأخوتنا وأبنائنا ..من شأنه أن يؤدى إلى فتنة مباشرة .. وإحتكاكات الله وحده هو الذى يعلم مداها ..ربما تكون أشرّ وأقوى

مما حدث فى لبنان سابقا .. وربما تكون حادثة ديروط وملوي وحوادث الإعتداء والخطف والأحكام المجحفة وغير العادلة ... ألخ بداية لتحرك فئة من الشعب تعبت من كثرة الظلم .. وأصبحت دمائها ودموعها تملئ كل شبر من أرض مصر ..

- التهوين من الحدث ومن كل الأحداث التى يُصاب فيها من يُصاب ويُقتل فيها من يُقتل وردها إلى أخطاء شخصية أو أشياء لايقبلها طفل رضيع .. مضاف إليها الكثير من الكذب والتضليل لرد الحق لهم .. والتقليل من قيمة وحجم الحدث مما يوغر فى الصدور غيظا على إستصغار عقول الشعب والتلاعب به .. وإستهانة إستيعابة الصحيح للأمور .. وطريقة عرضهم المستفزة وكأنهم يخرجوا لنا ألسنتهم ويقولوا هذا الذى حدث .. اللى يصدق يصدق .. ده اللى عندنا .

- هذه الإحتكاكات المستمرة من شأنها أن تهدد إستقرار النظام نفسه ..فكل نظام يلزمه إستقرار سياسي وأمنى وتأيد شعبي تحت لواء العدل حتى يستطيع أن يؤدى واجبه نحو أفراد شعبه .. فأين هذه الأطر الأساسية التى تجعل النظام مستقرا فى بلادنا .

- يترتب على كل ما يحدث وكل مايقال من بيانات ماهية غير صادقة بالمرة على كل حدث بفقد المصداقية مابين النظام وبين فئات الشعب المختلفة وحينما يفقد النظام مصداقيتة يفقد بالتالى تفاعل الجمهور معه ..ويصبح تأثير النظام باهتا وضعيفا .

- حالة الغليان الشعبى والتوتر الطائفى الموجود قد لفتت إنتباه كل طوائف الشعب .. الذين فى الخارج قبل الداخل .. وقد نبهت الناس إلى مدى تقاعس النظام على حماية أبنائه .. ومناصرة فئة دون الأخرى .. وهذا ليس فى صالح النظام بل ليس فى صالح سمعة البلد بأكملها ..

- كثرة المشاكل المترتبة عليها إهدار حقوق الأقباط فى بلدنا وإستباحة غـبنهمّ .. يعطى إنطباعا عن عجز الحكومة فى الدفاع عن حقوقهم وإنصافهم أمام العدالة .. وموافقتها على كل مايحدث لهم .. وغير مستبعد أن تكون هيًّ المحرض الأول لكل هذه الفتن بل المحرك الأساسي لها ..

- من صالح النظام وضمان لإستقراره أن ينشر العدل بين جميع طوائفة وأن لا يفرق بين أفراده على أساس معتقداتهم .. بل على أساس أعمالهم التى توافق النظام من عدمه

- كل حادثة .. وكل إراقة دم .. وكل ظلم يقع على فئة من الشعب دون الأخرى .. هو برهان على أن هناك روح تعصب شديدة الوطئة تسود الأجواء .. وليس من نهاية أو بادرة حل لكل هذه الأمور إلا بتدخل الدولة المباشر لحماية مواطنيها وذلك بقطف كل بذور التعصب المترسبة من السبعينيات والتصدي لها بكل قوة .

- من المضحكات المبكيات شاهدت يوم مباراة مصر على المونديال عبارة مكتوبة "باقى هدفين ... يارب النصر لولادك يامصر " وحقيقي تعجبت !! أي أولاد يخاطبونهم .. الذين يقتلون أبنائنا ويغتصبون ويخطفون بناتهم .. أم الباكين فى منازلهم والمُعتدى عليهم .. فى كل موقف ينادون أن ينصر فئة واحدة متناسين الأبناء الذين ينادونهم اليوم ... على رأي المثل .. فى حزنكم مدعية وفى فرحكم منسية ... عـــــجبي



بقلم : نشــأت عــدلى