تحية طيبة
وبعد
أشكر الأخت هالة وكل من شارك في التلعيق، ومرة أخرى أطالب الإدارة بتطبيق معايير النشر وشروطه على ما نشر من اساءات سواء كانت بحق المصريين أو الجزائريين، فليس مقبول هنا السماح بالدعوات الشوفينية والإساءات من هذا النوع في حق أي كان.
وبعد
أطلب اخواني المصريين أن لا يعمموا أحكاماً نتيجة لجهالة واخطاء البعض من المغرضين، فلا من ارتكب الاساءات من جمهور الجزائر يعتبر عن 40 مليون جزائري ولا من ارتكبها هنا يعبر عن جميع اعضاء النادي، لنقول لا للنسياق خلف الجهل والتعصب والشوفينية قمة الجهل، أعلم أن التحلي بالمسؤولية والتفكير الهادئ قد يكون صعب في ظل ثورة الغضب التي أججها الإعلام لكني اتوسم فيكم سعة الاطلاع والمعرفة والتحلي بروح وخلق الانسان الواعي، وأنا آسف أن أقول أن المسألة أبداً ليست عفوية، ما حدث تم استغلاله وتضخيمه اعلامياً بشكل لافت جداً للنظر وداعي للتساؤل الجدي، وارفض أن يقال أن الشعوب هي التي حركت المسألة وأن النظاميين بريئين، أرفضه لأن الشواهد العملية تقول غير ذلك، شواهد مسرحية واضحة لإعلام فاشل أعلنت شهادة وفاته منذ أكثر من عقد، إعلام احترف التطبيل التافه والسخيف لا يتحلى في نظرنا جميعاً بأدنى قدر من المسؤولية ولا يحظى باحترام حتى نفسه، هذه الحركة الإعلامية المجنونة وهذا الشحن الذي امتد لاسابيع وكأن المنتخب سيلعب نهائي كأس العالم، والذي حشد له -مصرياً على الاقل في حدود متابعتي- كل القوى الإعلامية والفنية وبجيش من العبارات الشوفينية المستفزة، ثم أعلام مقابل أكثر حنقاً وتفاهة وكذباً وتآمراً، راح يروج لشائعات خطيرة من شأنها أن تثير حنق وغضب أبرد شعب في العالم عندما روج صور لنعوش زعم انها عائدة من القاهرة، ورؤوس نظام فشلت في كل شيء فأرادت أن تعوض من خلال استغلالها لهذه الحادثة، أحدهم يرسل وليي عهده للعب بمشاعر المصريين واستغلال مناسبة كروية وطنية خدمة لمصالح الاسرة الحاكمة وتلميعاً لصورتها المخزية أمام شعبها ولا شك أبداً أنه حقق بالفعل نجاح كبير في هذا المجال، وفي مسرحية مقرفة يتباكى بها المذيع بزعم تأثره لأن ابن الريس يتصل به ...الخ
وطرف مقابل جزائري يتصرف بطريقة حمقاء سخيفة، ولما لا فقد احترف الكذب وهانت عليه دماء شعبه الذي قتل منه مئات الآلاف ليبقى الجنرالات في السلطة، فلماذا نستكثر عليه التآمر في مسرحية رياضية كهذه، فيرسل مجموعة من البلطجية إلى الخرطوم؟!!!!!
إن ما حدث بدأ قبل حدوثه بأسابيع وكل عاقل كان يتابع ويتنبأ بحتمية حدوث كارثة جراء هذا الخطاب الإعلامي والشحن والكذب والتلفيق والشتم شبه الرسمي والمتعمد، فأين كان النظام؟
أم أنه اعجب باللعبة وقرر ان يستثمرها بعد أن فشل في كل المستويات، وأصبح مكروها ومحتقراً شعبياً بشكل غير مسبوق.
من يقول أن النظم لا علاقة لها بالمسألة عليه أن يراجع كيف يسمح النظام الذي يخمد انفاس كل ما لا يعجبه بهذه المسرحيات الإعلامية وهذه البذاءات التي راحت تتطاير وتثير الحنق الجماهيري، عليه أن يتساءل عن غياب صوت واحد للعقل في هذا الجو المشحون، عليه أن يتساءل لماذا تعاد وبشكل دوري ومتكرر اللقاءات المستفزة والعبارات الجارحة، فيما يتم قص وإلغاء أي صوت للعقل فيها أن وجد مثل كلام فاروق الفيشاوي أو المخرج الألمعي خالد يوسف؟!
هل يمكن أن تجيبوني على هذا؟ هل يمكن أن تقولوا لي هل من الطبيعي أن تذاع عبارات الضرب بالجزم وردود مذيعين متشنجة وعنصرية لأبعد مدى عندما تعلن مذيعة في محطة رسمية أن جزمة المصري أشرف من...الخ؟!
هل يمكن أن تنشر صحيفة يومية في الجزائر خبر تحريضي خطير وملفق لصور نعوش خارجة من مصر بدون ضوء أخضر لذلك إن لم يكن بأمر فيه؟ ويمر الامر دون ادنى محاسبة او مساءلة عما سببه مثل هذا الخبر الكاذب من مصائب؟
وبعد كل هذا لا توجد مؤامرة دبرتها الانظمة بالذات؟
أنا من اشد خصوم نظريات المؤامرة لكن ما جرى ويجري لا يترك مجال للشك بوضوح خيوط هذه المؤامرة لأن من دبرها ليس فاشلاً في المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحسب بل حتى فاشل كذلك في رسم المؤامرات.
تحياتي