سألت قبل يومين "حميد" عما يحدث، ثم بدأت القراءة وخرجت بالآتي:

موضوع عادي"لفارس" فيه بعض "التنكيت والتبكيت" ، بقي في الساحات أكثر من عشرة أيام دون تعليقات جدية، إلى أن جاءت حادثة " أوتوبيس اللاعبين الجزائريين" في القاهرة، حيث أتحفنا بعدها كل من أصحابنا "غورو" و"بهاء" و"وحيد كامل" بمداخلات استعلائية يسبون فيها عبدالناصر والعرب أو الاثنين معاً.
كان الجو "مكهرباً" من خلال ما يحدث بين "مصر والجزائر"، فدخل أحد الأعضاء الجدد كي ينقل الحوار إلى الدرك الأسفل. دخل "زيوس" كعضو وذم "الشوفينية" التي صدرت وتصدر من المصريين والجزائريين على السواء، فبرز له "بهاء" وكشف عن أنه من "إدارة النادي" واتهمه بأنه "يوغرطه" و"مش عارف شو". أصبح "زيوس" بعد اتهام "بهاء" له طرفاً، وأغلق الموضوع بعد أن مسح الشتم الذي كاله "ياهو بيرسون" لصديقنا "السيستاني" ولم يرد أن يتصرف من تلقاء نفسه في موضوع أصبح فيه هو نفسه وخصماً.

علم المشرفون بالقصة أمس صباحاً، ووجدوا أن "العضو الجديد ياهو بيرسون" قد تجاوز أكثر من مرة "وثيقة النادي" فقاموا بإيقاف معرفّه، وبعد مراجعة الموضوع الطويل جداً (20 صفحة افتراضية) تم نقله ووضعه في "ساحة المواضيع المحذوفة" (لا يراها غير المشرفين والإداريين).

فتح "حميد" هذا الموضوع فوجدنا من بعض الأعضاء المستنفرين اتهاماً للإدارة بأنها لا ترغب بوجود مصريين في النادي، كي يأتي عضواً مخضرماً (هو "ليلين"الذي لم أكن أتوقع حضوره أبداً) ويتهم الإشراف بالتحيز ويطلب من الإدارة جواباً حول إذا ما كان هناك أشخاص من دول بعينها غير مرغوب بهم في النادي. ثم - كالعادة- يأتي الإنسحاب أو التهديد بالانسحاب كنوع من الابتزاز لهذه الطلبات المألوفة في تاريخ النادي، خصوصاً عندما يكون هناك أزمة في العالم العربي أو أزمات (حرب العراق مثلاً وغيرها).

بالنسبة لي (ولمن سألني رأيي ) فإني أرى الأمور هكذا:
1) كلمة "شوفينية" ليست مسبة ولا شتيمة، فهي تعني "التعصب للوطن". ولعلنا نستطيع أن ندرك معناها بضدها لو ذكرنا بأنها تعني عكس كلمة "الحياد".

2) في هذه الأزمة (السخيفة)على مباراة كرة قدم بين مصر والجزائر (والتي هي في حقيقتها تعبيراً عن "الإحباط" عند الشعبين على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ..إلخ)، وجدنا ونجد من الإعلام المصري والجزائري: صحفاً ومجلات وإعلاماً مرئياً ومسموعاً ضروباً من "الشوفينية" التي تضع "العقل بالكف" حقاً. شوفينية يشارك بها للأسف الكثير من الفنانين والمبدعين والمثقفين ورجال الفكر والأدب (لعل من تابع برنامج "البيت بيتك" على الفضائية المصرية هذين اليومين يرى هذا بوضوح).

3) لا أجد في مداخلة "زيوس"الأولى أية مشكلة (وقد أشار إلى هذا صاحبنا "نيوترال" أيضاً)، فهذا رأيه وهو حر به وليس به لا سباً ولا شتيمة للمصريين أو غيرهم. ، مع هذا فأنا آخذ على عزيزنا "زيوس" "الحديث بصفة إشرافية" في المداخلة الثانية (ولا آخذ عليه جوهر مقالته).

4) بالنسبة لي، وأتحدث كعضو فقط وليس بصفة "رسمية ولا إدارية"، فأنا أعرف الناس - أو هكذا أزعم - بالنادي وسياسته ونهجه منذ أن أبصر النور إلى اليوم. ولذلك فأنا أشدد على أن "نادي الفكر العربي" كان وما زال ساحة محايدة للحوار الفكري بجميع اتجاهاته، يقبل جميع الناس وجميع الآراء دون تمييز بينها لا بالجنس ولا بالعرق ولا باللون ولا بالدين ولا بالغنى ولا بالفقر ولا بأي شيء من هذا. ويضمن في هذا كله "مساواة الفرص" بحيث لا يكون هناك فضل لعربي على أعجمي إلا بالفكر والكلمة الهادفة والأسلوب الجميل وبما لا يخالف "وثيقة النادي".

5) شخصياً، أعتبر بأن محاسبة "المشرف زيوس" أو غيره من المشرفين (على عملهم الإشرافي والإداري) هي شأن إداري بحت لا علاقة للأعضاء فيه من قريب ولا من بعيد.

6) وهذا رأيي الشخصي أيضاً، أرفض رفضاً قاطعاً وباتاً محاولة "لابتزاز" التي يقوم بها بعض الأعضاء من انسحاب أو تهديد بالانسحاب عندما "تجري الرياح كما لا تشتهي سفنهم". ولو كنت صاحب قرار في هذا الشأن لأرسلت بإنذار لكل عضو يمارس هذا "الابتزاز الرخيص" كائناً من كان أو لفصلته على الفور حتى لو اضطر النادي إلى إغلاق أبوابه غداً. فعندي أن "نادي الفكر العربي" يموت بالسكتة الدماغية لو خضع، ولو لمرة واحدة، لمحاولة ابتزاز. وبالمناسبة، رغم حبي لنادي الفكر وإخلاصي له، إلا أنني أفضل أن أمشي في جنازته غداً من أن أرى إدارته - ولو لمرة واحدة - تكتب وتعمل بما يُملى عليها من طرف فلان أو علان إن كان ذلك أشخاصاً أو مؤسسات رسمية. فدعامة وجود النادي الأولى هي استقلالية قراره داخلياً وخارجيا.

واسلموا لي
العلماني