إلغاء توزيع أعمال أحلام مستغانمي في مصر بعد تصريحاتها الأخيرة ومطالبات بمنع حضور الجزائر معرض القاهرة للكتاب وفاروق جويدة يغير عنوان قصيدته من " أنا من سنين أحب الجزائر" إلى "وتبقين يا مصر فوق الصغائر"
السبت, 2009.11.21 (GMT)
وكالة أنباء الشعر / القاهرة / ولاء عبد الله
حالة من السخط والرفض للموقف الجزائري عقب مباراة مصر والجزائر التي أقيمت في السودان وأعقبها أعمال عنف من المشجعين الجزائريين ضد المشجعين المصريين وقد امتدت هذه الحالة إلى جميع الأوساط الأدبية والثقافية والفنية والعلمية ، فقد اتجه الناشرون المصريون الى المطالبة بمنع الجزائر من حضور فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يقام في يناير من كل عام كما طالبوا بالقطيعة الثقافية بين البلدين رافضين ان تقام اي فاعليات ثقافية مشتركة بين البلدين وفي تطور يظهر للمرة الأولى في الوسط الثقافي والمشهد الادبي العربي تأتي حادثة الشغب واعمال العنف التي وقعت من المشجعين الجزائريين عقب فوز الجزائر بالمباراة يأتي الموقف المصري الناتج عن عدم وجود أي رد جزائري رسمي على ماحدث وهو مااعتبره الأغلبية موافقة ضمنية من القيادة السياسية الجزائرية على ماحدث، فبدأت المواقف المطالبة بالمقاطعة وكان من أبرزها تلك التي ظهرت في الوسط الثقافي.
وقد أكد الناشر "وائل عبد القادر" مدير المجمع الثقافي المصري للنشر أنه لابد من اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمقاطعة الجزائر في الجانب الثقافي والأدبي وقد بدأ هو بنفسه هذه الخطوة بمنع ومقاطعة أعمال الروائية الجزائرية أحلام مستغماني كاملة خاصة روايتها الأخيرة "نسيان" الصادرة عن دار الآداب اللبنانية والتي يعد هو وكيلها الحصري في مصر فقد أعلن رفضه استقبال الرواية أو توزيعها ردا على مقالها المسيء لمصر و لتطاولها فيه على مصر وإعلانها للإعلام عن طردها العامل المصري الذي يعمل عندها ردا على الموقف المصري.
ويضيف أن مستغانمي لم تحصل على شهرتها العربية تلك إلا من خلال جائزة نجيب محفوظ ولم تحظ بالقبول الكبير إلا من جواز المرور الذي قدمته لها مصر، وقد اعتبر البعض ان المقال الذي كتبته مستغماني يزيد ويؤجج الأزمة بين البلدين.
وأوضح عبد القادر في تصريح خاص لوكالة أنباء الشعر أنهم يجهزون لاجتماع سيعقد غدا ليعلن خلاله مجموعة من الناشرين والمثقفين المصريين عن بيان بمنع الجزائر من المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب القادم وسيتم توجيهه الى وزير الثقافة المصري الفنان فاروق حسني والقائم بأعمال رئيس هيئة الكتاب مطالبينهم باتخاذ الإجراءات الرسمية لذلك.
من جانبه أصدر يحيى هاشم مدير دار " أكتب " للنشر بيانا مؤكدا انه يتحمل مسئوليته كاملة وأوضح خلال البيان أنه بعد المهزلة التي حدثت للمصريين في السودان، بعد المؤامرة التي حيكت ضد كل مصري، بعد أن رأينا دم المصريين الطاهر يراق بيد شرذمة من عصابات الشوارع، وبعد أن سمعنا بأذننا صوت فتاة مصرية تختبيء خلف سيارة فجراً ولا تستطيع التحرك خوفاً من بطش جزائري أصبح لزاما علينا التحرك كل في مجاله، لذا ندعوا كل قراء الدار وكل مديري دور النشر ومؤسساتها الثقافية بتقديم طلب شديد اللهجة إلى وزارة الثقافة المصرية والهيئة المصرية العامة للكتاب باصدار منع نهائي لا نقاش فيه اشتراك الجزائر هذا العام بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بل ومقاطعة الأنشطة الثقافية والأدبية الجزائرية، وإلغاء أي اتفاقية أو تبادل ثقافي بين مصر والجزائر.
ومن جانب أخر فقد غير الشاعر المصري الكبير فاروق جويدة عنوان قصيدته التي نشرت أمس في عدد جريدة الأهرام الأسبوعي من " أنا من سنين أحب الجزائر" إلى "وتبقين يا مصر فوق الصغائر"، والتي تم الإعلان عنها في عدد اليوم السابق للنشر وفي بدايتها جاءت مقدمة لجويدة يقول هذه صرخة الشهداء خرجت من سيناء وطافت بالجزائر تعلن العصيان على كل ما حدث بين شعبين شقيقين جمعتهما الدماء ولا ينبغى أن تفرق بينهما الصغائر..
وعلى النقيض من ذلك كان موقف اتحاد الكتاب المصريين فقد أكد اتحاد الكتاب في بيان له عن أسفه لما وقع من أحداث ومشاحنات في مباراتي الجزائر ومصر، ويري أن ما حدث لا يعبر من قريب أو بعيد عن تاريخ العلاقة بين الشعبين الشقيقين، ويدين الشحن الإعلامي الزائد للجمهور وتقديم معلومات خاطئة لإثارة الرأي العام، وتحويل حدث رياضي عابر إلي مناسبة لزرع الفتنة وإثارة الفرقة وتبادل الاتهامات.
وناشد اتحاد كتاب مصر خلال البيان كل الأطراف ألا يخلطوا في العلاقات العربية بين الثوابت والمتغيرات، فالخلافات المتغيرة داخل الأمة العربية ما بين دولة وأخرى لا يجب أن تهدد ثوابت العمل العربي المعتمد علي التاريخ الواحد والمصير المشترك، إن أدباء وكتاب مصر أعضاء الاتحاد وهم يستشعرون الخطر المتربص بالأمة العربية إنما يحذرون من الانسياق إلي اتخاذ مواقف انفعالية يمكن أن توسع الفجوة بين الشعبين، لأن الصراع والشقاق بين مصر والجزائر لا يخدم سوي أعداء هذه الأمة.
وأكد البيان على أن ما يحدث في فلسطين المحتلة، والعراق، ودارفور، والصومال، وتهديد لبنان، واستمرار الجولان في أيدي إسرائيل منذ 1967 حتي الآن، والصراع الدائر علي أرض اليمن، كل هذا يؤكد أننا لا نحتمل بؤرة جديدة للصراع يخلقها العرب فيما بينهم وبأيديهم.
وأوضح أن هناك قوى خارجية تدفع بالأمة العربية دفعا إلي الصراع العربي/ العربي، وعلينا أن ننتبه لهذا ولا ننساق لتنفيذ مخططات العدو تحت ضغط الانفعال، وأن نهتدي دائما في علاقاتنا الثنائية بتضامن مصر مع الجزائر في حرب التحرير وتضامن الجزائر مع مصر في حرب أكتوبر متذكرين الحديث النبوي الشريف الذي يقول : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".
وفي نهاية البيان شدد الاتحاد على مناشدته للمصريين والجزائريين شعبا وحكومة وأجهزة إعلام أن يتمسكوا بالحكمة وأن يعملوا العقل، وأن يكون الأدباء والكتاب والمثقفين طليعة لغيرهم بدلا من الانسياق وراء الانفعالات واتخاذ القرارات العصبية، ونطالب باتخاذ الخطوات الجادة لمنع تكرار تلك الأحداث المؤسفة وأن تقوم كل حكومة بمحاسبة المخطئين بالقانون، وذلك حرصا علي المصير المشترك وعلى الوحدة العربية التي ستظل دائما هي طريقنا للغد.
http://www.alapn.com/index.php?mod=article&cat=MIX&article=8881
مصر صعبة لما تزعل ، وللساع