عزيزي ثاندر
المنتخب الجزائري عنده يخسر من العالم كامل ولا يخسر ماتش مع مصر او المغرب .. والمغرب يخسر من اسرائيل ولا يخسر مع الجزائر ( معادلة رياضية )
الجزائر الان تحصلت على منتخب مهاب بعد ان هدتها سنوات الحرب الاهلية ( اخر منتخب جزائري قوي كان الذي عرفته البلد سنة 1990 والذي حقق سنتها كأس افريقيا لذلك العام تحت قيادة محي الدين الكرمالي للاسف اندلعت الحرب الاهلية بعدها بعام و انتهى كل شيء) ، الان البلد تعرف استقرار نسبيا لكن الجراح لا تزال عميقة و الشعب ساخط على وطن يتخبط في ازمات اقتصادية ومستويات تنمية متدنية رغم الثروة النفطية ، النظام الجزائري راهن على سعدان من اجل تشكيل منتخب قوي على الطريقة المغربية يعني استجلاب لاعبين جاهزين من مهاجري اوروبا الذين طالموا رفضوا تلبية نداء الوطن خلال العشرية السوداء وبعدها ايام كان الوطن ممزقا ، الان الوضع تغير و الحوافز المالية صارت اكبر الى درجة جعلت البعض يفضل اللعب للجزائر بدل منتخبات اوروبية عريقة باعتبارهم من ذوي الجنسيتين ..
هكذا يضرب النظام لعبته من جهة يشغل الجزائريين عن سيناريو التوريث الذي يحضر لتولية رجل الجزائر القوي السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس المريض و ينسيهم في نفس الوقت مهزلة اعادة انتخاب بوتفليقة قبل شهور ومن جهة ثانية يوحد الشعب الممزق وراء قضية وطنية ولو كانت كرة القدم ( باختصار يا عزيزي الشعب كان ضروري ان يفرح بعد سنوات الدم ولو بالدم ).. الامور مشت تماما كما خطط لها و المنتخب كان في مستوى تنافسية عال جدا جعل الجميع يهلل مبكرا لتحقيق حلم التأهل للمونديال خصوصا بعد قهر الفراعنة 3 لواحد في البليدة .. الجزائريون عندما قدموا للقاهرة كانوا قادمون للاحتفال بالتأهل و احتفاليتهم تصحبها سلوكيات غير مقبولة يا ما اكتوى بها جيراننا التوانسة حينما تحل فيالق المنفلتين اما لتشجيع فرقها او للسياحة صيفا الى درجة جعلت اصواتا ترتفع من تونس لاغلاق الحدود امام الجزائريين على غرار المغرب استنكارا لبلطجتهم و خرقهم للقوانين التونسية ولا مبالاة السلطات الجزائرية باية شكاوي تقدم لها ( هم اصلا لا يكثرتون لسلطات بلدهم و اسهل شيء هو العصيان و الاشتباك مع قوى الامن عند اية مشكلة ) .. نعم تعرض الاتوبيس الجزائري للضرب بالحجارة من طرف مشجعي الالتراس الاهلاويين او الزملكاوية ونفس الشيء كان يحصل لمن يلاعب منتخب او فرق الجزائر و يمكن حدث الامر نفسه لمنتخب مصر لكن الفرق ان الوفد الجزائري اتى ليوثق لأي خرق مصري للقوانين أملا في كسب المقابلة على الورق او اعادتها في حال تمكن مصر من تحقيق الفوز باكثر من هدفين .. المصريون وقعوا في الفخ ومما زاد الطين بلة هو تحميل اللاعبين الجزائريين ما حصل بدل الاكتفاء بانكار الواقعة .. بالعادة يكون جمهور الفريق الضيف وديعا وكما نقول بالمغربية يطلب السلة بلا عنب ، لكن الجمهور الجزائري في ملعب القاهرة كان قمة في الاستفزاز لاستدراج الامن او المشجعين المصريين الى مصيدة جديدة توثق بالصوت والصورة ودائما في خدمة التقرير الذي سيرفع للفيفا .. انتهى اللقاء وسط صدمة الجزائريين لينتقلوا الى تصعيد اخر باعلان وفاة 19 مشجعا و فيديو باك لمغني الراب رضا سيتي يصرح انه لقن الشهادة لجزائري مات بين يديها ، لا تتصور يومها بذائة التعليقات و توعد المصريين في المواقع الجزائرية التي تحولت الى تعبئة الشعب للاقتصاص من المصريين قتلة اخواننا ، وحسب ما كنت اقرأ فالغالبية لم يعد يهمها تأهل او بطيخ بل الثأر للاخوان و الكرامة التي اهدرها المصريون او المصرائيليون ، هكذا روبوتات قاتلة سخر لها بوتفليقة اول الامر تذاكر باسعار جد مخفضة ما لبتثت ان تحولت الى رحلات مجانية تحمل من هب ودب نحو المهمة الوطنية الثأر للكرامة الوطنية و العودة بالتاهل ثانيا ...
طبعا بقية الحكاية ما حدث في الخرطوم ، وهاته يعلمها الجميع ...