رفيق ثاندر، هل تابعت شيئاً عند وقوعه من كل هذا؟ تبدو لي معلوماتك ووجهة نظرك هنا وفي الشرائط الأخرى منفصلة تماماً عن العالم على الأرض.
عفيفي يحاول الإفلات بعنقه بعد أن شعر بأن الجميع ـ شهود الحادث والمحللين والإعلام والشارع ـ قد قرروا التضحية به في العيد وسط رضا حكومي، ولهذا سافر إلى القاهرة ـ ربما بشكل غير رسمي ـ وطاف على جميع القنوات الخاصة يصرخ أن أحداً لا يتصل به ليعرف رأيه، متناسياً أن إصدار البيانات الإعلامية هو أحد المهام الأساسية للسفارات.
سعادة السفير لم يتمكن من الرد على جميع الاتهامات التي وجهت إليه بشكل مباشر، وفضل اللف والدوران حولها، حتى عندما واجهته ريهام سعيد بأنه أغلق السفارة ولم يترك أحداً للإشراف على عملية نقل الجمهور، وحتى بدا عليه أنه لا يعرف من أصدر الأوامر بمنع نقل الجمهور المصري بالحافلات، لم يتمكن من الرد إلا بأنه في ذلك الوقت كان "مع جمال مبارك"
http://www.youtube.com/watch?v=EnCCaofzjh8
بشهادة الجميع فإن عفيفي أغلق السفارة في العاشرة مساءً واختفى تماماً. فوق هذا هناك الكثير من التضارب؛ فمن ناحية هناك تصريحات منسوبة إليه أنه لا يوجد شيء حدث للمصريين على الإطلاق في الخرطوم، ومن ناحية يحكي عن اعتداءات طالت حتى سلسلة مطاعم مصرية شهيرة في المدينة. من ناحية يقول أن هناك إصابات طفيفة وحالات اعتداء على سودانيين، وأن هناك عشرة جزائريين ينتظرون التحقيق معهم لدى الشرطة السودانية، ومن ناحية يقول أن المصريين تنازلوا عن دعاواهم، ومن ناحية ثالثة يقول أنه لا يوجد شيء من هذا.
من ناحية يقول أنه أبلغ القاهرة عن نشاطات الجزائريين المشبوهة من شراء كثيف للأسلحة البيضاء، ومن ناحية تنقل عنه الشروق ـ وأتحفظ تماماً في تصديق ما تنقل ـ أن ما بيع هو تذكارات لا أسلحة.
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=160320
المهم أن ملخص ما يحدث أننا الان في لعبة ’تشوير بالصوابع‘ يحاول فيها كل طرف إلقاء التهمة على الآخر؛ رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر يلقي بالمسؤولية على رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة ووزارة الخارجية المصرية وأنس الفقي وزير الإعلام المصري؛ وزير الإعلام يلقي بالمسؤولية على الخارجية والسفير الجزائري في القاهرة؛ السفير المصري في السودان يلقي بالمسؤولية على الإعلام؛ الإعلام يلقي بالمسؤولية على زاهر وعفيفي وحجار وصحف الجزائر؛ صحف الجزائر تلقي بالمسؤولية على زاهر وعلاء مبارك ورباعي الإعلام الرياضي الخاص في مصر: خالد الغندور، مصطفى عبده، مدحت شلبي، وبشكل أقل صراحة أحمد شوبير، وطبعاً عمرو أديب من الإعلام غير الرياضي، وهؤلاء يلقونها على عفيفي وحجار وروراوة والإعلام الجزائري إلخ إلخ، وكلهم في النهاية يشتركون في دائرة الإهمال والتقصير البائسة، وكلهم يجب محاسبتهم.
الأهم من كل هذا أن أول الفارّين من الخرطوم كان أحمد عز وزهير جرانة في الثانية وبضع دقائق ليلاً على متن طائر الأخير الخاصة، وحاولت إحدى الصحف أن تتحدث عن دور لأحمد عز في إنقاذ الرعية المصرية في السودان، لكنها سرعان من انخرست في ظل إعلاء دور الأخوين مبارك في الأزمة.