بعد شكري لاضافاتكم، احب ان اشير الى ان الموضوع لايعالج مصدر كلمة الله وانما مضمونها. بمعنى نحن نعلم ان التراث الاسلامي لايتعرض على الاطلاق لمضمون عبادة الوثنيين للاله الله على الرغم من انه يعترف بعبادتهم له، مع انه يتجاهل الاشارة الى ان هذا الله الذي كانوا يعبدوه هو ذاته الذي اشار اليه القرآن بعبارة: {أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى}. النجم. 26.. من حيث ان الله كان يحتج على نسب البنات وحدهن اليه، على انه ابو البنات وحدهن، غير ان العرب كانوا ينسبون هؤلاء البنات الثلاثة الى الاله القمر تحديدا على اساس انه هو الاب الاكبر رب الارباب، الاعظم والاعلى، تماما بالتطابق مع نظرة الحضارات القديمة الى الرب القمر، بغض النظر عن التسميات.
وولمزيد بشأن دلائل اللات والعزى راجع المصدر التالي
اضغط هنا
وننظر الى قصة الصنمين آساف ونائلة اللذان كانا قد تطارحا الغرام فى الكعبه فسخط الله كبير الآلهه عليهم وحولهم الى صنمين، وهما ذاتهم الذي اصبحت زيارتهم جزء من طقوس الحج الاسلامي (الصفا والمروة).
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما زلنا نسمع أن إسافاً ونائلة كانا رجلاً وامرأة من جرهم، أحدثا في الكعبة، فمسخهما الله تعالى حجرين (ابن هشام ج 1 ص 80)
بالتأكيد يتطابق ذلك ايضا مع اقتباس اسم إيل من الحضارات السابقة ذاتها التي اقتبسوا منها مضامين عبادة القمر.. ولذلك فالاشارات التي تفضلتم بها تكملة مفيدة للموضوع
وفي هذا الصدد نرى ان القرآن قد ذكر كلمة " يسين" وقد اختلفوا في تفسيرها ولكن احد تفسيراتها تذكرنا بالاله سين مباشرة، مما يجعل القرآن يمتلئ بالمصادفات التي تتوافق مالديانات الوثنية القديمة..
في تفسير القرطبي عن آية ياسين يقول:
... قرأ أهل المدينة والكسائي "يس والقرآن الحكيم" بإدغام النون في الواو. وقرأ أبو عمرو والأعمش وحمزة "يس" بإظهار النون. وقرأ عيسى بن عمر "يسن" بنصب النون. وقرأ ابن عباس وابن أبي إسحق ونصر بن عاصم "يسن" بالكسر. وقرأ هارون الأعور ومحمد بن السميقع "يسن" بضم النون; فهذه خمس قراءات. ..
وقال أبو بكر الوراق: معناه يا سيد البشر. وقيل: إنه اسم من أسماء الله; قال مالك. روى عنه أشهب قال: سألته هل ينبغي لأحد أن يتسمى بياسين؟ قال: ما أراه ينبغي لقول الله: "يس والقرآن الحكيم" يقول هذا اسمي يس. قال ابن العربي هذا كلام بديع, وذلك أن العبد يجـوز له أن يتسمى باسم الرب إذا كان فيه معنى منه; كقوله: عالم وقادر ومريد ومتكلم. وإنما منع مالك من التسمية بـ "يسين"; لأنه اسم من أسماء الله لا يدرى معناه; فربما كان معناه ينفرد به الرب فلا يجوز أن يقدم عليه العبد. فإن قيل فقد قال الله تعالى: "سلام على إل ياسين" [الصافات: 130] قلنا: ذلك مكتوب بهجاء فتجوز التسمية به, وهذا الذي ليس بمتهجى هو الذي تكلم مالك عليه; لما فيه من الإشكال; والله أعلم. ... وقال الشعبي: هو بلغة طي. الحسن: بلغة كلب. الكلبي: هو بالسريانية فتكلمت به العرب فصار من لغتهم. وقد مضى هذا المعنى في [طه] وفي مقدمة الكتاب مستوفى....
وفي تفسير ابن كثير نجد الى جانب اجتهادات اخرى الاجتهاد التالي:
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة والضحاك والحسن وسفيان بن عيينة أن يس بمعنى يا إنسان وقال سعيد بن جبير هو كذلك في لغة الحبشة وقال مالك عن زيد بن أسلم هو اسم من أسماء الله تعالى.