رائحة عفنها تتسرب خانقة ولكن بلا ضجيج
مسجاة راقدة
يتهتك لحمها عن جدائل كانت يوما نسيجا من قصب واليوم تعلن الانموات البطئ
عيونها سواد بياض شاخصة يكتسحها الملح المر تكلسه رطوبة دمع عميق
ويمضى الماء الاسن فى ما كان شريانا يدفعه نبض لا يكاد يحس
هى وطن انحبس بين اهمالات الزمن وهوامش التكرار الرتيب والانحلال
روث بهائم عليلة يظهر عظمها عن جلدها وتمضى متثاقلة
طريق غائم ونظر زائغ وحفر متراكمة
هى كله مرض من زمن غزا صحتها واسكنها بعيدا عن الافق
ارانى فيها وهى في
بلادى الراكنة فى زمن الصمت
شجرة سنط عجوز شائخة اللباب
متيبسة الشعر
وجه مشقق يسكنه الكلس
وغصة نفس
لا استطيع الفكاك
اراها فى كوابيس الليل الموحش
فى البيت المستاجر
وحياة على حد القلق
هى حلم انغلق وباب وهمى فى حائط البكاء بلا دموع
هى امراة مسدلة على المقهى تشحذ والبعض يعطيها بلا نظر
هى شيخ ينتظر على الطريق محنى الظهر
هى انا عندما كنت سارحا و كسرت اشارة المرور
عفوا ايها الشرطى فامى عجوز نست ملامح الطريق
وضلت الترع الشرايين
وحوطتها البرك
تخرج من الارض فى كل مكان بطيئة اسنة
داكنة الرائحة
بيوت كاطلال الطوب
تكديس للعرق المجفف فى خطوط لا تستطيع الانتظام
ارهقتها المهارة الضائعة
واحنتها اللامبالاة
هى كانت فتاة
والان تبدو معلقة بين شجر التوت الناشف وحجارة التابوت
ببطئ تموت