لماذا لاينتج أولاد المدارس ؟

للإجابة على السؤال نرجع لبداية الدولة الإسلامية التى تأسست على ممتلكات أخذت من الروم بعد الإنتصار عليهم ، وعملت الشعوب المفتوحة لحساب الفاتحين الذين إستمروا فى الجهاد والحروب مع الروم ، والحروب مع الروم كانت سجالاً وتميل لصالح المسلمين الذين إستولوا على القسطنطينية بعد حروب إستمرت 800 سنة

تحجرت البلاد الإسلامية بسبب منع التفكير وعدم وجود الحريات ، وتقدم الغرب وخصوصاً فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، وإبتدأت الدولة ألإسلامية تواجه هزائم شديدة فى الحروب مع الغرب

أراد محمد على الإستفادة من خبرات الأوربيين فى تطوير دولته فأستقدمهم وقاموا بإدارة مرافق البلاد ، وعمل جيش مصرى ، وذهب للجهاد لتأسيس خلافة جديدة قوية تقف ضد الغرب لكن الخليفة وفرنسا وإنجلترا وقفوا أمامه وأحبطوا مسعاه

وخليفته إسماعيل سعى أيضاً بواسطة الأوربيين لأوربة البلاد ، لكنه أسرف كثيراً فوقع فى الدين فصدر قرار عزله ، وقام الجيش بثورة لأن ضرورات التقشف كانت تستلزم تسريح الجيش

تدخل الإنجليز بموافقة الخليفة والخديوى لهزيمة الثورة وإحتلوا البلد وأداروها ، وسددوا الديون ، وفترة الإحتلال تحتاج مراجعة ليتبين الخيط الأسود من الأبيض

رغب المسلمون فى الجهاد مجدداً ضد إسرائيل والإنجليز ، وقامت الثورة التى تخلصت من الأجانب ، وتوقف التطوير لأنك كيف تطور وأنت تعادى الأوربيين الذين يقومون بالتطوير
وحصل الإفلاس ، وإستدعوا الأوربيين لإصلاح الحال ، ولكن الإنتاج مازال ضعيفاً

لم يكن يمكن الإتصال بالغربيين قبل محمد على لأنهم يمثلوا معسكر الكفر

عندنا مثلث أضلاعه : الحاكم - الغرب - الشعب

الشعب لايستطيع الإتصال والعمل مع أوربا إلا بموافقة الحاكم ، ومن يفعل من تلقاء نفسه ممكن يخون ويستباح

الحاكم والمجتمع الإسلامى لايريدون التعاون الواسع مع الغرب ، ولايريدون وجود الغربيين فى المجتمع ، فكيف يمكن إقامة صناعات بدون الغرب ؟

إستقر الوضع على إقامة علاقات ضيقة مع الغرب يتم فيها إستيراد العلم بواسطة مبعوثين سريين ، ويتم إستيراد المنتجات الجاهزة ، وهكذا يتمتع المجتمع بمستوى الحياة الأوربى دون الدخول فى علاقات واسعة مع الغربيين ودون ظهور الغربيين فى المجتمع ، والحاكم يتمتع بمركز فريد بإعتباره ولى النعم الذى يعلم ويشغل ويرعى ، وأولاد المدارس مرتاحين يستوردون كل شىء ، ويتاجروا فى المنتجات الغربية ويعيشوا فى راحة ، والغربيين مبعدين ومحفوظين كأعداء

لكن ثغرة المعادلة هو الإقتصاد ، فالإستيراد الكثير دون العمل والإنتاج والتصدير يؤدوا لتدهور دائم للإقتصاد

دخول المجتمع فى حياة صناعية وإنتاجية متطورة يتطلب التحالف والتعاون العميق مع الغرب ، وهذا مرفوض إسلامياً