الزميلة الجوزاء:
ارحب بطرحك الانتقادى الاستفسارى , و للاسف فكما تشاهدين ممن يدعون التدين و اللادينيين الذين شاركوا فى الموضوع لم نر منهم اى طرح نقدى علمى يستحق الاحترام , و انا لا ارفض النقد المنطقى حتى فى اقدس المسائل .
تفضلت بالقول :
...........
زميلي علي لاحظت من ردودك إنك مثقف من الناحية الدينية ولكن إذا كنت شيعي إشلون طافت عليك إن صاحب هذا الأمر لا يسميه بإسمه إلا كافر وإنت بمواضيعك تخالف أئمتك بإذاعة أسرارهم وهذا ينطبق على الشيعة إلي ينزلون مقاطع في اليوتيوب أيضا ومثل ما إنت شايف الشيعة في النادي ينعدون بأصابع اليد لمن هذة المواضيع هل يجب أن نفهم ؟ إعتبرها نصيحة من لادينية
........
الجواب:
شكرا على النصيحة الغالية بس للاسف ارجو التوضيح لاننى لم افهم قصدك .

تفضلت بالقول :
...........
وبصراحة أمر هذا المهدي محير جدا يغيب ويخرج في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا ولماذا ؟ وبعد أن يترك الظالم يظلم والطاغي يجور ولأخذ الثار من الذين ظلموا أهل الييت ،، ولا سيناريو علامات الظهور لماذا هذا الفيلم المأساوي هل الله يستمتع بمشاهدته من فوق سبع سموات وهل هو غير قادر أن يدفع الظلم في وقتنا الحالي ليستعين بعبد من عبيده في آخر يوم من الدنيا وبعد شنو هذي حالة ياعلي ؟
........
الجواب:
هذا ما قصدته بالتفكير المنطقى و سؤال طبيعى لابد ان يطرح
شوفى الزميلة الجوزاء
الله سبحانه و تعالى عادل و هذا من صلب العقيدة الشيعية و من اهم مميزاتها .
من اللحظة الاولى التى ظهر فيها الانسان على الارض فان الله سبحانه و تعالى بعث معه الرسل و الانبياء و الاوصياء لتوجيه البشر و ارشادهم بعد ان منحهم اغلى ما يملك اى مخلوق و هى الحرية .
يعنى كمثال :
سيد عنده عبد , لم يكتف السيد ان يمنح الحرية لهذا العبد بل بعث معه معلما يعلمه و يحذره من الخطا و من الهلاك الذى ممكن ان يحيق به , فما اكرم هذا السيد لانه فقط بمنحه الحرية يكون متفضلا عليه فكيف به و هو يعلمه و يرشده .
الناس فى كل زمان و مكان فى اغلب الاحيان ضاقوا ذرعا بالانبياء و الرسل و الاوصياء لانهم كانوا يامرون بالعدل بين الناس , اعتقد شخصيا ان المسالة لو كانت فقط مسالة عقيدة لما اكترث الظالمون لذلك و لكن الاصلاح الاجتماعى العادل الذى تامر به العقيدة جعل هؤلاء الانبياء هدفا للقتل و الارهاب بكل انواعه .
و هذا ما حدث بالنسبة للامة الاسلامية كسائر الامم السابقة
اذ حاربوا الرسول الاعظم و من بعده اوصياءه الاثنى عشر
جميع الائمة الاثنى عشر قبل الامام المهدى عليه السلام قتلوا بل ان الامام السابع و هو الامام موسى الكاظم عليه السلام سجنوه 14 سنة قبل قتله .
بعد كل هذا فان الله سبحانه و تعالى غيب الامام الثانى عشر و هو الامام الموعود بالنصر و اقامة القسط و العدل فى قضايا الماضى و حاضره و المستقبل .
و هذا التغييب و الفقد للامام له عدة غايات :
1. لا توجد للامام بيعة لاى حاكم , اذ ان الحكام كانوا يجبرون الائمة على البيعة فتكون عهدا منهم الا يزعزعوا سلطة الحاكم .
2. الغيبة تمكن الامام من ممارسة مهام عالمية سرية لانقاذ البشرية و تاسيس قواعد دولة العدل .
3. دولة العدل لا تقوم الا بقناعة عالمية و لذلك غيبة الامام تمنح العالم تجربة كل التيارات الفكرية و السياسية و الاقتصادية التى يعتقد انها تحقق العدل و سترى البشرية ان هذه النظم لا تجر عليهم الا الويلات و لا يمكن ان تحقق العدل .
4. الغيبة حماية للامام من القتل , و هنا يسال البعض اليس الله بقادر على حمايته حتى فى حالة الظهور ؟؟ فالجواب نعم و لكن شاء الله ان يحميه بالغيبة .
5. فاقد الشئ يعرف قيمته الحقيقية , و نحن نشرب الماء يوميا بشكل اعتيادى و نستفيد من اشعة الشمس و الهواء و لا نشعر بالقيم الحقيقية لهذه النعم الا فى حالة فقدها .
المسلمون لم يعرفوا و لم يقدروا نعمة الامامة , و لذلك حرفوها عن اهلها و منحوها لمن هب و دب , حتى وصلت امورهم الى ما هى عليه اليوم .
6. الغيبة فرصة اخيرة للبشر لاصلاح امورهم و اختيار الخير او الشر بتجاربهم الشخصية , لانه بعد ظهور الامام عليه السلام تنتهى الحلول الوسط فاما فى صف الخير او فى صف الشر و سيتم القضاء على قوى الشر و سحقها من الوجود و هذا لا يعنى ابادة اقوام او اديان او جماعات فكرية او حزبية بل يعنى القضاء على كل قوة شريرة فلا يعود لها قوة لتطبيق شرورها و طغيانها اما الاديان المختلفة و الافكار المختلفة فستبقى و سيكون الامام قائما لفرض العدل بين الجميع و نصرة المظلوم كائنا من كان و قمع الظالم كائنا من كان بغض النظر عن عقيدته او فكره او قوميته .
7. الغيبة هى معسكر تدريبى على مقاومة البلاء , اذ ان الشيعة سيمرون بابتلاءات من قتل و ظلم تجعلهم كالفولاذ فى صلابته لا تستطيع قوة فى العالم ان تكسرهم .
اذ تم وصف جنود الامام المهدى عليه السلام بان: قلوبهم كزبر الحديد .
و هذه الصلابة لا يمكن اكتسابها فى التنزه بالحدائق العامة , و التجول فى الشانزليزيه
هكذا قلوب معامل تصنيعها موجودة فى غزة و القدس و جنوب لبنان و افغانستان و كربلاء و الكوفة و النجف و الجمهورية الاسلامية فى ايران التى تتحدى العالم فى مواقفها .

هذه اجابة سريعة و بعض الحكم من الغيبة بما ورد من روايات و طبعا هناك حكم اعلى و اسمى مما تطرقنا اليها و هى حكم روحانية عرفانية لا ارى امكانية عرضها هنا و لكن بامكانك مراجعة كتب شيعية تتحدث فى الموضوع ان كان يهمك .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار