(12-07-2009, 11:04 AM)neutral كتب:  أنا شخصيا بجلالة قدرى وعامل فيها واد مفتح وفاهم وعارف كل حاجة أعرف إيه عن الجزائر? لا شئ سوى معلومات سطحية وقشور لاتسمن ولاتغنى من جوع ومعظم المعلومات التى لدى عنها من منهج الجغرافيا والتاريخ والكلمات المتقاطعة منتهية الصلاحية وoutdated.....

للاسف الشديد اغلبيتنا( كمشرقيين) لا نعرف الا النزر القليل عن شمال افريقيا ، يعني انا حين كنت مولع جدا بخريطة العالم واكتشاف دوله في مكتبة المدرسة الاعدادية بدء من اول كتاب قراته عن جنوب افريقيا وقومية الافريكانز والابارتيد والصور الملونة التي مازالت اتذكرها حتى الان والتي كانت تملئ جنبات الكتاب من الطبيعة الساحرة والذهب ومغامرات الاوربيين وناطحات سحاب جوهانسبورج،وبالمناسبة كان ذلك الكتاب بداية عهدي بالقراءة بعد ان كنت اعتقد ان القراءة شيء متخلف وهو الناتج من انطباعي عن الكتب اليسارية المنتشرة بمنزلنا و التي واجهتها بعد الخروج من مرحلة كتب ميكي ومجلة اخبار النجوم وسببت لي صداع نفسي لعدم فهمها او الناس اللى كاتبين الكتاب دول عايزين يقولوا اية ويعني اية راسمال واقتصاد اشتراكي ومين تروسكي دة الخ الخ

المهم لم اقرا اي شيء عن بلدان شمال افريقيا وكانت انطباعتي عن تلك البلدان المغاربية مستمد من كتب 2 اعدادي ، المملكة المغربية بلد يتمتع بسواحل طويلة على الاطلنطي ويمتلك ثروة سمكية كبيرة وانه اكبر منتج للفوسفات في العالم ومضيق جبل طارق وسبتة ومليلة العربيتان المسلوبتان وسميرة سعيد وفيلم كازبلانكا وهو واحد من اشهر 20 فيلما في تاريخ السينما الهوليوودية (بالمناسبة حين شاهدت الفيلم في اولى ثانوي تقريبا مسكت اطلس لابحث عن تلك المدينة واجيب خريطة المغرب من فوق لتحت حتى ابحث عنها حتى اكتشفت ان حانة ريك الكازبلانكية محور الفيلم لم تكن في المغرب بعدها بفترة اكتشفت ان كازا ماهي الا الدار البيضا) الى جانب طبعا المنتخب المغربي واكتشافه كان بالنسبة لي في منتصف التسعينيات

اما تونس فكانت تتلخص في لطيفة التونسية وفيلم او فيلمين مصريين تصوروا هناك ونادي الترجي التونسي الذي هزم الزمالك في سنة 94 في نهائي ابطال افريقيا ونادي الصفاقسي الذي هزمه الزمالك بعدها بعامين في نفس البطولة الى باقي شلة اندية تونس

اما الجزائر فلم تكن بالنسبة لي سوى مجرد بلد بها حرب اهلية و وردة الجزائرية واغاني الراي وانتهت العملية .

الحال ذاته وانا اتكلم عن( مرحلة عمرية معينة ) كان ينطبق على اغلب البلدان العربية فالخليج ليس سوى نفط وبلاد غنية وصدام حسين وسورية بلد المشمش بسبب القمر الدين ولبنان مهرجان الموسيقى واغاني اللبنانيين وان كانت لبنان معروفة اكثر بالنسبة للمصريين بسبب كثرة الافلام المصرية التي صورت هناك بعد النكسة .

لكن حين ودعت تلك المرحلة وبدات في الاهتمام بالاخبار وراديو لندن كانت كفة المشرق العربي تزداد ثقلا بسبب هالة الضوء الكبيرة المسلطة عليها من كل جانب هنا صدام حسين والحصار الدولي على العراق وهناك المشكلة الازلية للعرب في فلسطين وتوابع الحرب الاهلية اللبنانية والجنوب اللبناني المحتل وحافظ الاسد والجولان وعلى الجانب الاخر في المغرب العربي الضوء خافت ولا يظهر لنا سوى القذافي .

وللاسف الشديد الاعلام المصري قبل انتشار الفضائيات ساهم في تلك العتمة و لم يسمح لنا بالاطلاع على اي ثقافة سوى الثقافة الامريكية ، حتى انني حين رايت مسلسل سورى تقريبا كان سنة 1996 صدفة عند واحد صحبي ، استغربت جدا وقلت لنفسي هو في مسلسلات سورية !

كما ان الاعلام في شمال افريقيا للاسف ضعيف جدا وصوته يكاد يكون معدوم حتى وقتنا هذا ، رغم ان بلد مثل تونس او المغرب يستطيعان ان يلعبا دورا مؤثرا جدا مع مصر تجاه الثقافة البدوية ، لكن الدولتان تفرضان على مايبدو حصار حولهما كانهما لاتريدان لاحد الاقتراب منهما حتى وقتنا الحالي ، وان كنت اتفهم النظرية التونسية التى لاتريد لاحد ان يدمر حصيلة سنوات التمنية الفكرية والاقتصادية بها ويدخل مفاهيم الحجاب وبول الابل اليها لكني لا استطيع فهم موقف المغرب التي تفرض على نفسها حظر رغم ان التخلف الاصولي طالها مثل اغلب بلدان العالم الاسلامي .

وحتى الان مازالت معلوماتي شحيحة جدا عن تلك المنطقة ولم كنت اتصور حجم العداء المغربي الجزائري لولا زميلنا "سيستاني" ففي حين ان مصر كتاب مفتوح لكل العرب بفضل الدعاية التي تقوم بها السينما المصرية فان المنطقة المغاربية منطقة مغلقة بالنسبة للحياة الاجتماعية ولا اعرف عنها شيء الا من كتابات الزميل العزيز سيستاني ولا اعرف ماذا ياكلون الى جانب "الطاجين" و "الكسكس" وماهو مشروبهم الرسمي هل هو الشاي المغربي الشهير ام ان هناك مشروبا اخر ، رغم ان الاكل المصري بالنسبة للمغربي صفر وشهرة المطبخ المغربي تجوب العالم شرقا وغربا بينما لايوجد تراث مطبخي للمصريين فاغلب اكلاتهم ماهي الا تقليد سيء للاكل التركي العثمانلي ،

حتى على المستوى السياسي فمعلوماتي عن تلك المنطقة انقطعت بوفاة الملك الحسن ، الذي كان يمثل لي شخصية سينمائية لاتقل غموضا عن شخصيات افلام هتشكوك حيث كان ذو شخصية بالغة التركيب الى جانب كمية التناقضاته الوجودية في تركيبته من حكايات خطفه للفتيات الجميلات ليزين به قصوره التي كان يزيد عددها على العشرين قصرا من طنجة شمالا حتى اجادير جنوبا وفي نفس الوقت يفترش سجاة صلاة للاكل عليها بطريقة بدائية ويعاقب حريمه و اولاده بالضرب بحبال مبللة بالملح وهوسه بالتنجيم وقصره بالرباط الذي يمثل لغزا من حوائط تتحول فجاة الى ابواب وغرم مجهولة وطرق تؤدى الى بنايات بعيدة عن القصر وسراديب مخفية لايعرفها احد سواه ، وصراعه مع المهدي بن بركة و وزير داخليته الذي انقلب عليه الجنرال اوفقير

والنهاية للاسف ففي حين ان بلدا هامشيا ولا تزن ميزان بعوضه مثل لبنان اخباراها كما النار في الهشيم تملئ العالم العربي فان بلدا بحجم و وزن المغرب لانسمع عنه الا القليل (رغم ان شهرة المغرب في العالم الغربي مع مصر بسبب حضارتها الفرعونية تفوق اضعاف اضعاف شهرة اي بلد عربي بالميديا الغربية - والذي يشاهد محطة CNN الدولية سيكتشف ان الاهرامات ومئذنة الحسن الثاني بالرباط هما المشهدان العربيان الوحيدان الذين يسبقان تنويه نشرات الاخبار بالمحطة الى جانب اشهر المعالم بالكره الارضية من الكرملين الى برج ايفيل وسور الصين الى اخره . ..