(12-09-2009, 11:15 AM)فلسطيني كنعاني كتب: فهناك بيت شعر عربي قديم ( اعتقد انه قبل الاسلام و لست متأكدا ) و لكن معروف لأن الناس تكرره كثيرا ..
إذا أكرمت اللئيم ملكته و إذا أكرمت اللئيم تمردا .....
مشكلة البعض أنهم يعتقدون أنهم إذا فعلوا خيرا لأحد فإنه يصبح عبدا لهم ... و هذا خطا فادح.
جيد أنك لست متأكداً يا سندي، فأنت بهذه العبارة التشكيكية أرحت "المتنبي" من "التقلب على جمر النار" في قبره

..
البيت، طبعاً، "للمتنبي" في إحدى درر مدحياته في "سيف الدولة الحمداني" (لكل امريء من دهره ما تعودا) وتصحيحه (عشان ما ينكسر الوزن الله لا يكسرك خاطر):
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
نعود للموضوع
أعتقد يا "كنعاني" يا صاحبي بأنك وضعت "كل البيض في سلة واحدة" ووزعت دم الفضل على القبائل وصنعت من الاعتراف به عادة سيئة، مع أنه قد جاء في المثل: "الاعتراف بالفضل ... فضيلة".
لا غرو بأن لكل "قطر" من أقطار "الوطن العربي الكبير" فضائل ومثالب، حسنات وسيئات، إيجابيات وسلبيات. ولا شك بأن "الصيادين في المياه العكرة كثيرون"، وكثرتهم قد تتناسب مع كثرة الشوفينيين والمطبلين للأنظمة بين المحيط والخليج. مع هذا ، فإن لم نعتن بالسيئات والمثالب لحساسية شعوب الأقطار المختلفة تجاه هوياتها، فإن لا شيء يمنعنا من إزجاء الفضل لأهل الفضل، والوقوف على السطح شاكرين لمن أعطى وجاد وأهدى وأثرى حياتنا وفكرنا وثقافتنا وعمّق وعينا. فمن العار علينا اليوم أن نقف لا مبالين بإسهامات كبيرة رفدت شرقنا بالرفيع السامي المتميز وأتاحت لنا أن الوعي بأمور ما كان لجدودنا وآبائهم وأجدادهم أن يعوها أو أن يعرفوها.
هنا، أقف "على السطح" كي أقول بأن "فضل مصر وبلاد الشام عامة ولبنان خاصة" على العقول العربية بين المحيط والخليج في القرنين الأخيرين لا يبارى ولا يجارى ولا نظير له و"اللي مش عاجبو من العرب فليشرب من البحيرات المُرة".
الرؤوس التي شكلت "قلب الهجوم" في "عصر النهضة" عبر مئات آلاف الصفحات إن لم تكن ملايينها جاءت من "لبنان ومصر" بشكل أساسي، وهذا لا يطعن بإسهامات السوريين أو العراقيين أو الفلسطينيين أو الأردنيين أو الأخوة في الخليج والمغرب العربي. بل بالعكس، فالجميل في هذا أن جميع نتاج "المصريين والشوام" على حد سواء هو ملك لجميع العرب.فاسماعيل أدهم وفرح أنطون وسلامة موسى وشبلي شمّيل وجبران ونعيمه وطه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم واليازجيين والبساتنة وجرجي زيدان وغيرهم الكثير مبذولون لنا، يزيدون في رصيدنا وفي عقولنا وفي معارفنا، فهل من إثم علينا لو شكرنا البلدان التي أتوا منها و"اعترفنا بالفضل لأصحاب الفضل". في يقيني أننا لو فعلنا هذا فإننا سوف نكون من الجاحدين و "ناكري الجميل".
أخيراً، وامعاناً في التوضيح، أنا ممتن وشاكر لكل نفحة علمية فنية ثقافية خرجت من البلدان العربية، وحاولت أن تنير دروبنا وتشعل شمعة تنير ظلمتنا المحلولكة، فكيف لو كانت "الشمعة" مشاعل نور حملتها بعض العقول المستنيرة في مصر ولبنان وشرعت تبدد بها سدفة الليالي المعتمة الباردة القرّة التي خيمت على شرقنا منذ "خراب بغداد"؟
شكراً "لبنان"، شكراً "مصر"، وكما قالت "سارة طالب السهيل" في الصفحة الأخيرة من مجلة "الوطن العربي" (العدد 1709): "بحبك يا مصر".
واسلموا لي
العلماني
واسلموا لي
العلماني