سادتي : لابراهيم عيسى ان يخالف ليعرف إن شاء ، لن أتحدث عن فضل مصر بل أفضل القول ، أريد أن أتحدث عن واجب الوفاء ، تلك الصفة الإنسانية التي إن نزعت من شخص أو مجتمع ، يعد جاحدا ، ناكرا ، لن يجد من يصدقه أو يقف بجانبه عند العوز .الأمم لا تبقى على حال ، كالأفراد تماما ، فمن هو غني اليوم ، لن يبقى غنيا إلى الأبد ، و عدة قرون لا تعد شيئا في تاريخ الأمم.

شخصيا - كليبي : أعرف و اعترف و لا أجحد ولا أنكر فضل مصر الكبير على بلدي - لــيــبـــــــيـا - وواجب الوفاء يدفعني للقول :
1 - حتي قبل ثورة 23 يوليو العظيمة ، كانت مصر تحتضن الملك السنوسي الذي كان ينسق بينه و بين الحكومة المصرية عزام باشا شخصيا - ولقد فعل الكثير من أجل اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفتية عند اعلان استقلالها - في عمليات امداد ثوار الجبل الأخضر بقيادة الشهيد عمر المختار ، بالعتاد الحربي و المواد التموينية

2- بعد الاستقلال مباشرة وقبل الثورة الناصرية بفترة ، قامت مصر بالتكلف بالتعليم في ليبيا من الممحاة إلى المنهج والمدرس، واستمر هذا الوضع إلى أن تحسنت الظروف المادية في ليبيا، بعد ثورة يوليو بما يقارب العقد من الزمان تقريبا .

3- تربينا على النهضة التعبوية للتوعية بالقومية العربية و ضرورة الكفاح من أجل الوحدة العربية ، بفضل مصر و كتابها و فنانيها .

4- تشربنا مباديء الفكر العربي من فكر العرب ، مصر ، كان افضل كتابنا و معلمينا هم المصريون من طه حسين إلى العقاد و محفوظ و غيرهم ممن لا يخفون على أحد.

5- ما نزال نعتقد أن أمنا مصر - وطن هاجر زوجة سيدنا ابراهيم أم اسماعيل ابو العرب - هي القطر العربي الأقوى عسكريا في المنطقة ، و الأغني ماديا و معنويا ، و الاكثر تقدما صنايعا ، والأقوى احتمالا لما يسببه لها ثقلها الدولي من معرقلات من طرف اعداء الامة العربية جميعا. وهذا افضل ما
لدينا لنفخر به أمام الآخر.

وغير ذلك كثيرا.

كلمة حق ووفاء ما كان يجب أن لا ننتهز هذه الفرصة لنقولها

تحياتي للجميع

فخري الليبي