(12-10-2009, 03:14 AM)سيستاني كتب:  مصر ادارت الازمة مع الجزائر بطريقة سيئة للغاية ، للاسف خرجت خاسرة على جميع المستويات (اقتصاديا ، رياضيا ، سياسيا، ديبلوماسيا ، صورة مصر اقليميا ودوليا ... ) ، و الجزائر بذهائها السياسي الذي يعرفه المغاربة اكثر من غيرهم بصفتهم اكتووا به لسنوات طويلة ربحت المعركة ..
والله صعبانين علي الناس في مصر الذين كانوا يصرخون ( حقنا حنجيبوا ) (ولن نقبل باقل من اعتذار بوتفليقة ) اثناء استنكارهم لماحدث من اهانة لمصر و المصريين .. لا اخفي صدمتي من هزالة ردود الفعل السياسية بعد طول توعد و الجنوح الاخير نحو مراضاة الشقيقة الجزائر و تأكيد مبارك على ضرورة الاحتفاظ بعلاقات جيدة وتصريحات اغلب الرسميين المصريين الان التي تميل الى المصالحة ...
كنت اتوقع الصلف الجزائري لكني لم اتوقع ان يكون رد الفعل المصري صيحة في واد ...
للاسف هم يحقدون ويحقدون بشدة ( التوتر مع المغرب يرجع لاحقاد تاريخية من عشرات السنين كما اسلفت فوق) لم يستطيعوا نسيانها حتى الان .. ستدفع مصر الثمن اضعافا مضاعفة والايام بيننا ..
مصر تعاملت مع ملف الجزائر كما لو ان الامر يتعلق بالسودان او اليمن وكان هذا هو الخطأ القاتل لان تأثير مصر لا يذكر في المنطقة المغاربية مقارنة بملعبها الطبيعي اي الشرق الاوسط ، بل ولاول مرة مصر تجد نفسها في وضع مقلوب امام بلد يستقبل استثمارات مصرية وليس العكس ، ومع ذلك اختارت التصعيد بينما اوراق مناورتها محدودة جدا ، امام خصم لا مبالي بل ويعتبر وجوده في جامعة الدول العربية ( التي تجاهلت سنين محنته التسعينية ) إرثا من زمن مضى بينما الهوى والعاطفة لماما فرنسا الذين لازال ابناؤها يمسكون دواليب البلد حتى الان .. لا ادري لماذا لم يستعينوا بوجهة نظر الديبلوماسيين و الرسميين المغاربة الذين يقضون سحابة يومهم في لعبة الكر والفر مع الجيران ( الان هناك ازمة اسبانية مغربية بأيدي جزائرية شعلتها ثم تراجعت تراقب وتضحك والامر يتعلق بملف امينتو حيدر) ..
الان بعد ان هدأت الزوبعة لنجرد مكتسبات وخسائر كل من البلدين بعد الازمة و سيتبين من لعبها صح ومن كان يريتيل ( مصطلح مغربي يعني يخبط خبط عشواء) ..
بقدر تعاطفي مع المصريين فيما حصل في الخرطوم وقبلها وتفهمي للصدمة التي حصلت وهم يكتشفون حقيقة البعض بقدر حنقي على رهاني الخاسر على جدية التهديدات وردود الفعل الرسمية المصرية ...
هناك حقيقة تغيب عن البعض ، في مصر الناس تنسى بسرعة ، في الجزائر للاسف الناس لا تنسى ...

حوار حديث عن الوضع في الجزائر مع الرجل الثاني في الجبهة الاسلامية للانقاذ علي بلحاج المفرج عنه بعد 12 سنة سجنا للاستئناس
http://hespress.com/?browser=view&EgyxpID=17195

صدقت يا زميل سيستاني
يمكنني ان أشبه مصر لك الآن برجل مريض بجملة أمراض وإصابات في مختلف أنحاء جسده، هذا الرجل يعاني من آلام مستمرة ومضنية تجعل كثيراً من الضربات التي يتعرض لها ضعيفة المدى والتأثير، وهذا هو ما يفسر تجاهل الكثير مما يحدث للمصريين خارج بلادهم، مما لا يسكت عليه أحد في أي مكان آخر في العالم؛ نظراً لأن ما يحدث لهم داخلها أكثر بكثير، أضف لهذا كارثة المصريين الأزلية المتمثلة في :
أولاً : الثقافة القدرية
ثانياً: وهو الأهم ثقافة المماليك التي جعلت المصريين فرديين لأقصى الحدود، بحث يقاتل كلُ عن نفسه فقط، أما التجمعات والتنظيمات وغيرها فهم فيها أفشل خلق الله
المهم ما حدث من الجزائر كان بشكل ما صدمة للمصريين نظراً لاتساع مدى الاعتداء الجزائري مادياً ومعنوياً بشكل غير مسبوق من أي شعب عربي آخر، ولكن نظراً لكثرة الآلام، فما حدث من الجزائر كان أشبه ما يكون بضربة عصا، هى مؤلمة، نعم، مادياً، ومعنوياً أكثر، إلا أن الجسد المريض يعاود الأن بآلامه الأزلية، ما يجعل الناس تنسى بسرعة آلام العصا، كما يجعلهم ينتبهون لكوارثهم القادمة
شئ آخر أضر المصريين بخلاف إنحطاط سلطاتهم الحاكمة الفاشلة والمنفصلة كلياً عن الشعبـ والمفتقدة لأي شعور بالمسئولية تجاه الشعب، هو تفرق المصريين وعدم وحدة صفهم، بخلاف الجزائريين الذين على ما يبدو يذبحون المخالف فيما بينهم
----
والنقطة الهامة في رأيي زميل سيستاني، وهى التي تشغل الكثيرين في مصر الآن هى البحث في جذور المشكلة، ليست مشكلة العلاقات العربية العربية، بل مشكلة الهوان المصري، فلم تكن الجزائر ولا أمريكا نفسها لتجرؤ على الاعتداء على مصري واحد، لو كانت مصر دولة قوية مهيبة، فالأصل، هو القوة الذاتية
شخصياً هذا هو المهم بنظري، وهو ما جعلني شخصياً أحاول تناسي الأمر برمته، والتركيز في قضية مستقبل مصر، وهى القضية الأصلية، وغيرها فرعي
فعندما نكون أقوياء ذاتياً سيحترمنا الآخرون رغم أنوفهم، وإذا لم يحترمونا فسنعرف كيف نؤدبهم بمنتهى البساطة والقسوة معناً

تحيـــاتي