(12-10-2009, 12:22 AM)سيستاني كتب:  

(12-09-2009, 07:11 PM)العلماني كتب:  "رب ضارة نافعة" ... فالأزمة -التي بدأت كروية - بين مصر والجزائر لفتت انتباه الكثيرين لمشاكل الجزائر (أكثر من الحرب الأهلية التي دارت هناك) وانا منهم. وها هو الفضول يصيبني كي أعرف أكثر عن تاريخ هذا البلد خاصة، بل "والمغرب العربي الكبير" على وجه العموم.

يا ريت لو حدثنا مولانا "السيستاني" عن أصل النزاع بين البلدين، وهل بدأ مع مشكلة الصحراء الغربية أم يعود بأصوله إلى تاريخ ضارب في القدم.

واسلموا لي
العلماني

عزيزي العلماني
سنتحدث فقط عن جزائر القرن تسعة عشر ( المقاطعة العثمانية ) وجزائر الاستقلال بعد 62 باعتبار ان البلد كيان حديث ، وكان على مر التاريخ جزءا من الخلافة الاسلامية في الشرق ( اموية ، عباسية ، فاطمية ، عثمانية ) او ضمن الدول التي قامت في المغرب التي كانت تضم الى جانب المغرب الكبير الاندلس ايضا ( الدول المرابطية والموحدية والمرينية) ..
المهم في تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية هناك ثلاث جروح رئيسية لم تنذمل رغم السنين الطويلة ولازالت تحكم سلوكيات الطبقتين السياسيتين الحاكمتين في البلدين ..
الجرح الاول :
الجزائر تم احتلالها سنة 1830 من طرف فرنسا بعد حادث طريف ( سيعجب الامر اخواننا المصريين ففيه واقعة تاريخية للعصبية والعنف الذي يميز الشخصية الجزائرية والذي تسبب في سقوط البلد بيد الاستعمار ) ،فقد استشاط غضبا الداي حسين الوالي العثماني للجزائر بعد ان طالبه القنصل الفرنسي بتسديد ديونه للدولة الفرنسية فرماه بمروحة اصابته واصابت كرامة الدولة الفرنسية باعتبار القنصل رمزا .. هاته الحادثة في التاريخ تسمى ضربة المروحة
المهم حركت فرنسا اساطيلها وجيوشها فاسقطت الجزائر امام مقاومة عنيفة للامير عبد القادر الذي التجأ للملك المغربي عبد الرحمن بن هشام الذي اعلن الجهاد ضد الفرنسيين فكانت معركة ايسلي ( 1844) على الحدود بين البلدين والتي انهزم فيها المغرب شر هزيمة امام جيش فرنسي ممكنن وحديث التجهيز ..
معاهدة للا مغنية التي وقعها السلطان المنهزم مع الفرنسيين اجبرته فيما اجبرته على مطاردة قوات الامير عبد القادر من الاراضي المغربية الى ان وقع في ايدي المحتلين لينفى بعد ذلك فكان ذلك الجرح التاريخي الاول بين البلدين ..

الجرح الثاني :
اندلعت الثورة الجزائرية سنة 1954 بدعم ناصري اولا ، ثم مغربي ( محمد الخامس ) و تونسي (الحبيب بورقية) بعد استقلال البلدين معا سنة 1956 الذين شكلا قاعدة خلفية للثوار ، المهم خلال مفاوضات استقلال المغرب مع فرنسا رفض الملك محمد الخامس العائد من منفاه بمدغشقر و كل المفاوضين المغاربة معه مناقشة الحدود الشرقية للمغرب مع فرنسا باعتبار ان الامر سيكون طعنة لجزائر الثورة واختار محمد الخامس ان ينتظر الى حين استقلال الجزائر خصوصا وان هناك مناطق شاسعة اقتطعتها فرنسا من اراضي المغرب لتضمها للجزائر التي كانت مقاطعة فرنسية ما وراء البحار ... محمد الخامس سيتوفى سنة قبل استقلال الجزائر و يتولى الحكم بعده الحسن الثاني المكروه من اغلب زعماء الثورة الجزائرية بعد حديث عن تورطه سنة 1956 في حادث اختطاف طائرة الزعماء الخمسة التي كانت تقلهم من الرباط نحو تونس ، فحول الفرنسيون اتجاهها قبل ان يتم اطلاق سراحهم بعد ان تهديدات محمد الخامس ( الحسين ايت احمد الزعيم التاريخي للثورة واحد المخطوفين ( الثالث من اليمين في الصورة تحت ) نفى في حديث سابق مع الجزيرة اي تورط للحسن الثاني في الحادثة ) ... المهم بعد وفاة محمد الخامس الذي كان موضع تقدير واحترام في الجزائر صد احمد بن بلة ( المغربي الاصل للمفارقة ) الباب امام اي مفاوضات يرغب فيها الحسن الثاني حول اراضي الصحراء الشرقية و ترسيم الحدود ، ليهاجم المغرب الغرب الجزائري و تندلع حرب الرمال التي وصل فيه الجيش المغربي لمشارف وهران قبل ان تتوقف الحرب بعد وساطات القوى الكبرى ... وكان ذلك هو الجرح الثاني ..

الجرح التالث :
صيف سنة 1994 سيتورط كوماندو مكون من فرنسيين من اصول جزائرية ومغربية في عمليات ارهابية ضربت فنادق في مراكش و منشئات اخرى في كازابلانكا ، سريعا بعد ان يتم القاء القبض على المنفدين سيعلن وزير داخلية المغرب انذاك ادريس البصري ان الامن العسكري الجزائري هو من وراء ارسال الكوماندو و كرد فعل سيقوم المغرب باغلاق الحدود و فرض التأشيرة على الجزائريين و الفرنسيين من اصل جزائري ليرد الاخرون بالمثل وتقفل الحدود بين البلدين لحد الان .....

الزعماء الجزائريون بن بلة ورفاقه مكبلون بعد حاث اختطاف الطائرة المغربية