اقتباس:مصر ادارت الازمة مع الجزائر بطريقة سيئة للغاية ، للاسف خرجت خاسرة على جميع المستويات (اقتصاديا ، رياضيا ، سياسيا، ديبلوماسيا ، صورة مصر اقليميا ودوليا ... ) ، و الجزائر بذهائها السياسي الذي يعرفه المغاربة اكثر من غيرهم بصفتهم اكتووا به لسنوات طويلة ربحت المعركة ..

مايهمنى فى قائمة الخسائر التى ذكرتها هى الخسائر الإقتصادية وأحب أن أنوه أن العمالة المصرية بالجزائر هى فى معظمها تعمل بشركات مصرية فى الجزائر والعمالة الجزائرية بتلك الشركات أضعاف العمالة المصرية ولن يضيع مليم واحد سدى على أى شركة مصرية ولو وصل الأمر للمؤسسات الدولية وستدفع الجزائر حتى ثمن الكراسى التى نهبها شعبها اللص والخاسر الحقيقى هو الجزائر لأنها أعطت إنطباع عنها بأنها دولة غير أمنة للإستثمار فيها وهى الجزائر أصلا مش ناقصة سمعة سيئة!

بالنسبة للموقف المصرى مما حدث فهناك فى الحقيقة موقفين; الموقف الرسمى والموقف الشعبى.

بالنسبة للموقف الرسمى فأنا أرى أنه موقف عاقل ومتوازن والسبب الرئيسى وراء ذلك من وجهة نظرى هو أن النظام المصرى أبقى على شعرة معاوية مع الجزائر ليس حبا فى سواد عيونها ولكن لتخليص الأمور الإقتصادية العالقة بين البلدين بحيث يتيح مساحة من الوقت للشركات المصرية هناك لإعادة ترتيب أوراقها وإتخاذ القرار المناسب لكل شركة على حده.

بالنسبة للموقف الشعبى فأنا أعتقد أن هذه أول مرة تفجر فيها مصر ضد دولة عربية أخرى...... فى عز سنوات المقاطعة وعندما كان محاربى محطات الراديو يمتطون صهوة ميكروفوناتهم ويشتمون مصر 24/7 لم نكلف أنفسنا عناء الرد عليهم وتركناهم ينبحوا أما وقد وصل الأمر لمرحلة تهريج الخدامين فهذا هو الجديد ولابد من التعامل معه بطريقة مختلفة...... أن يخرج أحد على شاشة محطة مصرية ويقول عن الجزائريين بأنهم شعب لقيط بالإضافة لوابل الشتم والسب والتجريح فى أى شئ يتعلق ببلد عربى فهذه جديدة تماما ولا أعتقد أن الأمر مجرد فورة غضب بسبب ماحدث ولكنه وضع مرشح للإستمرار خاصة مع فقدان الحكومة للكثير من سيطرتها على وسائل الإعلام.

أنا لاتعنينى الجزائر اليوم تحديدا فهى طلعت ولانزلت بالنسبة لنا دولة هامشية لاتوجد لنا معها حدود مشتركة ولا مصالح كبرى والمشكلة الوحيدة التى تمثلها لنا هى فى مجال الرياضة لأن مصر لها إلتزامات رياضية ليس فى مجال كرة القدم فقط ولكن فى كافة الألعاب وأى لقاء مصرى جزائرى فى أى لعبة حتى لو ماتش بلى مرشح اليوم لأن يتحول لموقعة حربية وهذه هى القضية التى يجب دراستها الأن ووضع تصور لكيفية التعامل معها سواء سياسيا ودبلوماسيا أو حتى بالبلطجة وإستخدام فرق الكاراتيه والقوات الخاصة بالشرطة والجيش ولكن مايعنينى هو فريق المزايدات والمهاترات الصبيانية العربى والذى أرى أن اللحظة مناسبة تماما لخلع القفازات معه وتلقينه درسا لن ينساه...... ياعزيزى سيستانى أنا أرى أن مصر اليوم وبعد ماحدث على مفترق طرق فبرغم وجود إتفاقية سلام مع إسرائيل إلا أن هناك رفض شعبى كبير لها وبالتالى أنحصر الأمر فى مجرد العلاقات الرسمية معها وأرى أن اللحظة مناسبة اليوم لتفعيل هذا السلام وتحويله من سلام بارد إلى سلام ساخن وملتهب على المستوى الشعبى مع التنصل وبالكامل من أى شئ يتعلق بالقضية الفلسطينية حتى ولو مجرد إدارة حوار بين الفصائل الفلسطينية المتقاتلة ولعل إقامة سور فولاذى مع غزة تكون خطوة فى هذا الإتجاه بل وبمنتهى الصراحة ليس من مصلحة مصر أن تكون هناك دولة ميليشيات وعصابات إجرامية وإرهابية على حدودها وأنا أفضل على ذلك دولة مستقرة وقوية كإسرائيل والمشهد الذى أحلم برؤيته اليوم هو أن يتم التعامل مع إسرائيل فى معرض الكتاب القادم كأى دولة أخرى لها جناح بالمعرض فى حين تحيط جحافل الأمن المركزى بجناح الجزائر- لوأشتركت- لحمايته من إعتداء الجماهير عليه.