اقتباس:اعتقد انه كثيرا ما ذكر الله انه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، واخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم ان الله انزل جزء من مائة جزء من الرحمة للارض واحتفظ بالباقى ليوم الحساب، فما كان لعبد مثلك ان يرحم هذا الطفل المشرد ولا يرحمه الله، فمن قال ان الله سيحاسب هذا المسكين على جرائمه مثلما يحاسب من يملك قوت يومه ويملك امره بيده أليس الله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. والله أعلم.

يعني إذا كان الإنسان يأخذ ديانته من والديه بنسبة 99.9% و إذا كان أكثر المجرمين ضحية ظروفهم و أفكارهم و مفاهيمهم الخاطئة ..و غالباً هذه الظروف لم تكن باختيارهم ..شعوب كثيرة لم تصلها أي رسالة الهية لقرون طويلة و يقول الله أنه أرسل نبيه رحمة للعالمين ! , الأوبئة التي تفتك بملايين الأطفال قبل بلوغهم ...فعلام الحساب و كيف ,و هل يمكن للعقل استبعاب آلية العدالة عند الله و فهمها أم أنها غير خاضعة لفهمنا و قياسنا و إدراكنا البشري .!

أما عن الرحمة و الـ99% المتبقية عند الله ..فأرجو منك التدبر و التمعن قليلاً في آيات وصف الله لعذاب الكفار الأشقياء الأبدي في جهنم ,و هل تنم عن كل هذه الرحمة التي تبشرنا بها الآن ...أنا لا أفهم كيف يطيب لي التلذذ مع حوريات الجنة و أنهار اللبن و العسل و آخرون يغاثون بماء كالمهل يشوي الوجوه لأنهم فقط فقط لم يؤمنوا برسالات الله لا أكثر يزج بهم في غمرات عذاب خالد مقابل سنوات قليلة في ديناهم من "الضياع" .

أنا حتى في أوج تديني لم أتقبل فكرة عذاب جهنم الأبدي و شواء البشر لتعارضها مع مفاهيم الرحمة و الرحمان الرحيم كما يثني على نفسه ,و لعلي أضمرت اعتقاداً مفاده أن الله ربما يتوعد و يبالغ بوصف عذاب أصحاب الجحيم ليدفع الناس لعمل الصالحات و الخير و تجنبهم السيئات ..و هو في النهاية لن يعذب أحد من العباد و ربما فداهم كما فعل مع ابراهيم عندما أمره بذبح ابنه بداية ثم فداه بكبش عظيم .

يعني بالنهاية هو سيكون رحيم مع المؤمنين و لن يكون كذلك مع الكافرين فهل يستقيم ان يكون رحمان أو رحيم .!