اقتباس:اما ما ذكرته فليس له قيمه في السؤال الذي طرحته ولم يجبني احد منكم
( من خلق ونظم هذا يا اصحاب العقول )
هل واضع هذا الترتيب والحماية في بطن الام شيء عاقل او غير عاقل منتظم او عشوائي
فان كان عاقل فهو ما نقول عنه انه الله
وان كان غير عاقل فكيف يخلق غير العاقل شيء عاقل وكيف له القدره على هذا الابداع والانتظام التام
وان كان منتظم فهو ما نقول عنه انه الله
وان كان عشوائي فكيف يتكرر هذا التخلق والتحول في الجنين ليصل لمرحله الولادة ولماذا لا تتحول النطفه مباشره لجنين وينولد ولماذا لا يولد جنين ويعيش قبل شهورة الخمسة ولماذا يكمل الجنين بعد الشهر الخامس ولماذا اكثر الولادات تكون في الشهر التاسع .
ان لاتعرف الجواب على ماتجهله لايعني ان اختراع جواب هو الحل، كما ان وجود النظام بذاته حجة ضدك.
عندما تلتقي ذرة الحديد الحر مع ذرة اوكسجين فسيقومون على الفور بالاتحاد ولاتوجد اية قوة قادرة عن ان تمنعهم عن ذلك. اتحادهم لايحتاج الى خالق، في حين منعهم من الاتحاد هو الذي يحتاج الى خالق.
وكما ترى فإن الكون، وبسبب النظام فيه بالذات، يعطي الامكانية لطرح تفسير منطقي لهذا الوجود بدون حاجة لخالق، وعدم فهمك لهذا التفسير او جهلك التام به (كما يظهر من امثلتك اعلاه) لايعني عدم وجوده، في حين ان وجوده (الصلب) دليل على ان " الخالق" نسي ان يرسل دليلا حاسما يزيل اللثام عن انه هو الذي يقف خلف كل هذه الدقة التي وصلت الى درجة انها تقدم بذاتها تفسير لوجودها ينفي الحاجة الى مصمم. فهل خدعنا الله؟
كما اشرت سابقا فالنظام ليس دليل على وجود خالق، إذ ان النظام يملك ميكانيزمه الداخلي الذي يسمح بوجود السبب والنتيجة الى مالانهاية، وبالتالي لايعطي الامكانية للحدس بوجود خالق، في حين ان برهان وجود خالق يتطلب عمل يخرق النظام، يخرق كل المعايير من مستوى ماذكره القرآن: {ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين} . هنا نرى ان قدوم الشمس والارض كانا خرقا لكل الانظمة ودليل على ان الله يكفيه ان يقول كن فيكون، وهذا برهان مؤكد لاجدال فيه على وجود الله، ومثل هذا البرهان هو الوحيد الجدير بإله قدير، حيث انه خارق في مستوى الادعاء الخارق..
لذلك عزيزي مناضل، من سوء الفهم تسويق النظام على انه البرهان عندما يكون النظام بذاته يقدم برهان مضاد ان لاتطلع عليه ولاتبحث عنه او لاتفهمه وتفضل التفسير الاسهل الذي ولدت عليه، لايعني عدم وجود تفسير اخر صلد بما فيه الكفاية:
ان يكون البرهان يغاير ماهو طبيعي، اي يغاير النظام، يتفق فيه معي القرآن نفسه، اليس هو الذي اورد الطلب التالي كبرهان:
قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ..
ومنه نرى ان البرهان الجدير بالاعتبار هو الذي يتعارض مع " الطبيعي والنظام السائد" وليس العكس، فإذا كان النظام الطبيعي يرينا الشمس على انها تظهر من المشرق، فيكون البرهان ان يجعل الله الارض تغير جهة دورانها حول الشمس (بدون سبب) ولمجرد ان الله شاء، فيكون البرهان الجدير بإله، ولكنه برهان يتعارض مع النظام بالضرورة، وبالتالي فالنظام ليس البرهان.