(12-17-2009, 02:08 AM)بهاء كتب:  

(12-17-2009, 12:56 AM)vodka كتب:  

(12-16-2009, 10:09 PM)بهاء كتب:  *أنا متعجب ان لسة فى اصلا حد بيقتبس من أنكل هيكل حاجة , الرجل اصلا بلا مصداقية

حسب ما لاحظته يا بهاء فلقد كنت انت من اشد المعجبين بهيكل

لدرجة انك كنت تضع صورته تحت اسمك

فما الذي تغير

لاسف انا كنت معجب بالناصرية لفترة من الزمن , وبمتعوس الذكر لدرجة ان كتاب " لمصر لا لعبد الناصر " فعل بى ما فعلته بروبجاندا هتلر بألمانيا ,وكنت من الناس اللى بتقول أمين بعد ماأسمع خطبة من خطب العزة والكرامة والذى منه ,لكن وصلت الى مرحلة فى نقطة من الزمن عندما قرأت مذاكرات سعد باشا زغلول , وما تكشف لى من بعدها عن حقبة الليبرالية فى مصر قبل المتعوس الا أنى " يا أرمى كتب هيكل فى الزبالة , يا أخلى هو يرمى الزبالة فى عقلى " ..

وأخترت الأول

*على الهامش : شوف يا فودكا أونكل العلمانى هيتجاهل هذا الموضوع , وأنه بيقتبس عن شخص " شهادته مجروحة , وذمته مخرومة " وهيفضل يكرر الموضوع أبد الأبدين بأبن ست البرين , وافتكشات هيكل بعقدة السادات من لونه الأسود , وأولاد الخدامين والذى منه ...

الفكهى فى الأمر , أن الصعيدة كانوا بيكلوا تريقة فى الأفلام المصرية وفى الثقافة المصرية حتى هذا اليوم " لدرجة ان كلمة صعيدى اصبحت فى وقت من الاوقات تعنى = غبى او على مقدار عقله ", وغير الأفلام اللى طلعتهم " بيريلوا لما يشوفوا واحدة ست , او يشترى التروماى , او يشترى العتبة الخضراء " وعبد الناصر كان صعيدى من أسيوط تقريبا , وعاش فترة فى الاسكندرية فى عز أزدهرها ووجود ابناء الباشوات فيها ...

المضحك بقى فى الأمر , ان عبد الناصر كان عايش فى منطقة شعبية اسمها " باكوس " باكوس دى تقع على بعد كام مائة متر من منطقة فلل وأحياء فاخرة اسمها " جناكليس وسان ستيفانو وجيلم وسابا باشا " ودى يامولانا كان بيسكنها عالية القوم , يعنى عبد الناصر لو فى يوم حب يطلع على البحر هيعدى من المنطقة دى مخترقا الفلل والعربيات الشيك والبنات المودرن والأغنياء , وكل ده طبعا أكيد بيأثر فى نفسيته - زى ما بيأثر فى نفسية أى انسان .

ده غير اصلا ان عبد الناصر كان زيه زى بقية الشعب , انسان معدوم لا مال ولا عزب ولا أطيان , وكل ده طبعا أثر على لبسه ومظهره ونوعية الأصدقاء اللى بيكون معاهم , ورؤيته اليومية لفرق الطبقى بين ساكن فى حى شعبى زى " باكوس " وساكن فى حى فاخر وابن باشا زى " جناكليس او سان ستيفانو " .

وبالتالى بأستخدام منهج هيكل فى التحليل الهرتلى , يظهر لك ان عبد الناصر كان عنده عقدة من المجتمع المصرى , بسبب أنه فى السينما كان دائما يشار اليه " بالعبيط اللى اشترى الترام " وحب يظهر لعالم كله ان الصعيدة ناس بتفهم , ورجالة , وهما بتوع العزة والكرامة والشعب العتيق و و وو

بذمتك , الا تصلح نظرية ؟ على شاكلة اونكل هيكل فى التحليل ... ؟

أهلين بهاء، (أنا لو كنت عارف إن سيرة "ابن ست البرين" سوف تعيدك الينا لنظمت منذ زمن طويل موشحة في "مديحه" ... عموماً، سعيد بعودتك جداً فأنت عزيز غال مهما شاكستني ) ...

أنا لا أريد أن أتجاهل الموضوع، ولكنك تضحكني يا سندي وأنت تتعرض "لهيكل" طاعناً في مصداقيته بهذا الشكل الفج. فالرجل كاتب ومؤرخ وصحافي خطير، بل خطير جداً (لعله أكبر كاتب صحفي عرفه تاريخ الشرق كله على مدى الأجيال). فهو يجيد التعامل، بشكل غير مسبوق مع "الإرشيف". وكتبه عامة تحمل دائماً الكثير من الاسرار عبر "وثائق" غير منشورة. أو عبر "معلومات" لا يمكن دفعها. الأخطر هو أن "هيكل" يوظف "إرشيفه غير العادي" و"معلوماته الدقيقة الخطيرة" بصورة مدهشة جداً، كي يبني نظريات ويقوم بتحليلات عديدة متنوعة من خلال نظرات كلية شاملة، مثيرة للدهشة، لتاريخ حقبة من الحقب.

من ناحية أخرى "هيكل كاتب منحاز" - كما يعلم الجميع - وتجب قراءته بحذر. خصوصاً عندما يتعلق الأمر "بمصر الناصرية" و"الساداتية"، بل ان القراءة يجب أن تكون محاذرة أكثر عندما يتعلق الأمر بمؤلف مثل "خريف الغضب" الذي فيه الكثير من "تصفية الحسابات" مع "ابن ست البرين" وعهده المشؤوم. مع هذا فالمعلومات التي يأتي بها هيكل - بشكل عام - تنقسم بشكل عام إلى قسمين؛ قسم غير معروف يجتهد "هيكل" كي يأتي له بوثائق رسمية يضعها كملاحق ضخمة في ذيل مؤلفاته أو في ثناياها ("ملفات السويس" مثلاً أو اللائحة بالتحف المصرية التي فرط فيها السادات في "خريف الغضب" والتي من الممكن التأكد منها). القسم الثاني هو قسم معروف مبذول، أو بحاجة إلى بعض الفضول ومراجعة بعض الأوراق الرسمية للتأكد من صحته؛ من هذا مثلاً "أصول محمد أنور الساداتي".

"هيكل"، بحق، لم يكشف عن أمور غامضة أو مثيرة عندما تحدث عن "الفرع الأفريقي والسوداني" في نسب السادات، ولا هو "جاب الذيب من ذيله" عندما كشف بأن "أبيه تزوج على أمه" أو أنه شديد الشبه بأمه.
الأمر الخطير الذي فعله "هيكل"، ليست هذه المعلومات الأولية المبذولة عن السادات، ولكن الخطير هو تذكرها وجمعها وتنسيقها وترتيبها بحيث تكون مفتاحاً لشخصيته، بل وتوظيفها كي يشرح من خلالها مسيرته السياسية و"خيانته". ولعلك اليوم لن تجد أفضل من هذا المفتاح كي تفهم مناح هذه الشخصية "المعقدة". "فشخصية السادات" قبل "خريف الغضب" كانت شيئاً وأصبحت بعد "خريف الغضب" شيئاً آخر، حتى لو وجدت الكثير من "الطبول الساداتية" "واللافاشكيرية" يحاولون الرد من خلال معاملة "هيكل" بالمثل؛ "فموسى صبري" مثلاً، أحد الطبول الكبيرة في دولة "العمدة"، يركض خلف سيرة "هيكل" الذاتية كي يقرر بان هذا الأخير كان "يستعر" من أبيه ويخفيه عن المقابلات العامة.

ردود الأفعال على "هيكل" بشأن مسألة اللون والفقر والحياة الأولى "للساداتي" لم تكن لتدحض ما أتى به الرجل من معلومات بسيطة أولية معروفة لأشخاص كثيرين (في ذلك الوقت على الأقل). بل ذهبت كي تحتج على الكشف عنها أو تبريرها بمنتهى "الطرافة" أحياناً؛ فأحد المستشارين السودانيين احتج بشدة على ما ذكره هيكل عن عقدة اللون عند السادات، مؤكداً أن هذا ليس راي الشعب المصري في الشعب السوداني، الذي يحبه المصريون ويفخرون به، وذاهباً إلى أن هذه إساءة إلى الشعب السوداني تعرقل مسيرة التكامل بين البلدين "في ظل قيادة الرئيس نميري". ورأى المستشار فيما قاله هيكل تفرقة عنصرية، ومؤامرة مشتركة مع القذافي لعرقلة التكامل بين الشعبين (كما عمر الغضب ؟ الدكتور فؤاد زكريا، الطبعة الثانية 2002، صفحة 41). زعيم يمني سابق يتسنكر على "هيكل" أنه يعيّر "السادات" بفقره فيذكر القراء بأن الله قد اختار أنبياءه من الفقراء، وقال لرسوله: فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث. ثم يعلق الزعيم السابق المشهور قائلاً: ولم نسمع أن السادات قهر يتيماً، ولا نهر سائلاً، وكان بنعمة ربه يحدث. (المصدر السابق، صفحة 42).
النموذج الثالث لردود الأفعال على كتاب "هيكل" حول مسألة الفقر هو لموسى صبري ، وهو طبل كبير في تلك الفترة، يكرر فيها قصة عن السادات الذي اصر على أن يقرأ بنفسه شكوى رجل فقير بعد أن حاول سكرتيره الخاص أن يعالج الموضوع دون تدخل من الريس، ثم قال لهذا السكرتير: أنت يا فوزي لم تعان الفقر كما عانيته. (المصدر نفسه، صفحة 43)
الدكتور فؤاد زكريا، وهو ليس ناصرياً ولا سادتيا، ينفجر أمام "صفاقة أحد الطبول " ويقول بأنه "لا يخجل من الحديث عن رحمة الرئيس بالفقراء، ويتوهم أن الوعي لدى الجماهير قد انعدم إلى حد نسيان مجموعة المليونيرات التي أحاطت بالرئيس السابق وصاهرته، وتلك التي أعطيت لها كل الفرص لنهب أموال الشعب في ظل الانفتاح. ولا يتورع الكاتب عن الحديث عن شقة لكل عروس في الوقت الذي تشهد به تجربة الناس اليومية أن أسعار المساكن الخيالية وصلت إلى أرقام لم تعد تقدر عليها إلا عروس واحدة بين كل ألف عروس. وهو لا يستحي عن الحديث عن الطعام لكل فم وسط الغلاء الطاحن، ولا عن الدواء لكل مريض وسط الإهمال الكاسح لعلاج الشعب والارتفاع الصاروخي لاسعار العلاج الخاص، فماذا يمكن أن يقول العقل والمنطق حين تصل الصفاقة بالإعلام إلى هذا الحد؟ (المصدر نفسه صفحة 43).

أخيراً، أعتقد بأن الرد على "هيكل" لا يكون من خلال "تكذيبه" و"الطعن في مصداقيته" إعلان "تحيزه ضد السادات وتعامله عليه"، ولكن من خلال استعمال "المعلومات" التي يقدمها "هيكل" وتوليفها في قالب آخر مخالف. وهذا ما حاوله "الدكتور فؤاد زكريا" عندما تعرض إلى فقرة "العقد النفسية الأولى وست البرين" في كتاب "هيكل". مع هذا، فهيكل، رغم كل ما قيل وما يقال، ما زال حتى اليوم في هذا الكتاب يبز ناقديه جميعهم من خلال تسليط الضوء على "العقد النفسية الأولى" لبطل "الحرب والسلام" (والملوخية بالحمام). فالرجل ترك كتاباً لا يستطيع بعده باحث في "تاريخ مصر الحديثة" إلا أن يتعرض له؛ بالرفض أو بالقبول.

ملاحظة: بخصوص ملاحظاتك عن "عبدالناصر"، فأنت وصلت متأخراً 50 سنة بس . فما تقوله اليوم قاله "أيتام الباشوات" بعد التأميم مباشرة.

واسلم لي
العلماني