الزملاء الاعزاء أ. ابراهيم وأ. الراعى
أولا اوجه التحية للاستاذ ((الراعى)) لما اكنه له من احترام لأسلوبه المتميز ولما أكنه من تقدير ومحبة خاصة لأى مواطن سورى فمصر وسوريا دولتان لهما معا دور مع القدر والتاريخ يثبت هذا.
عزيزى استاذ ابراهيم
اعود لأكمل معك نقاش بعض النقاط التى ارغب فى التعليق عليها فى مقالك فاسمح لى
(12-12-2009, 07:14 AM)إبراهيم كتب: تذكرت عندئذ الحديث المعروف أن محمدًا قال: "عجبت لأقوام يساقون إلى الجنة بالسلاسل وهم كارهون"
هذا الحديث يدل على فهم الرسول صلى الله عليه وسلم لطبيعة البشر وما بعد الحياة، فسوف اضرب لك مثالان من واقع حياتنا ... ألا نجد أب يضرب ابنه ويعنفه من اجل أن يذاكر والغاية من ذلك ان يكون له مستقبل وحياة أفضل ولكن الابن المستهتر او قليل الخبرة لا يعرف ذلك ويضطر للمذاكرة خوفا من والده أو حرصا على ألا يضرب ... هل رأيت طفل صغير ووالده يقيده بيداه وبجسده اثناء اخذ الطفل لحقنة والطفل يبكى كارها متألما ولكن الخير والعلاج فى هذه الحقنة.. فمثلهما هنا كمثل من يساق الى الجنة بالسلاسل وهو كاره، أى أن الأمر هنا إجبار على الخير.
فليس العيب فى الحديث ولكن الاشكالية التى قد تبدوا هنا من قال ان ما يجبر عليه الشخص المنقاد هو الخير ... اعتقد اننا لو فحصنا معظم أوامر الإسلام التى تتعلق بتعامل البشر مع بعضهم ومع الله سنجد ان كلها خير ومكارم اخلاق وصيانة لحياة الناس وأموالهم وأعراضهم، وستبقى امور بها حيرة قليلة مثل الجزية وبعض الامور الاخرى وهى من الامور التى لن نحقق المرجو منها لو إلتزمنا النص فقط دون تفكير فى باقى الكتاب وتدبر لمعانيه وينبغى لنا ان نطبق عليها روح الاسلام والتى تعتمد فى المقام الاول على الميزان الذى هو سر الله فى الكون كما ورد فى سورة الرحمن. والله أعلم
(12-12-2009, 07:14 AM)إبراهيم كتب: إن كانت المصاغرة هنا تعني الالتزام بالدفع، فلماذا لم نسمع القرآن يقول لنا إن المسلم سيدفع الزكاة عن يد وهو صاغر؟
اول شئ لا بد ان ندرك ان لفظ صاغر هو صاغر لحكم الله وليس للمسلم... وإنه إن لم تؤمن يا من انت من اهل الكتاب بكلام الله واحكامه فأنت مرغم على ان يسير امر الله عليك فى الجزية بواسطة العبد الذليل الى الله سواء شئت ام ابيت... وذلك فى حالة ان يفتح المسلمون بلدا اخرى او يلوا امر هذه البلد. وقيمة الجزية هى دينار عن البالغ كل عام قد تزيد قليلا او تنقص قليلا وفقا لحالة مؤدى الجزية.
والجزية مؤداة عن من يستطيع القتال وذلك حقناً لدمه ولا جزية على صبي ولا امرأة ولا شيخ فانٍ ولا أعمى ولا عبد ولا فقير عاجز عنها وقد كتب عمر إلى أمراء الأجناد أن اضربوا الجزية، ولا تضربوها على النساء والصبيان، ولا تضربوها إلا على من جرت عليه المواسي (من بلغ ويحلق بالموس)، رواه سعيد، ولأن الجزية تؤخذ لحقن الدم وهؤلاء(النساء والاطفال) محقونون بدونها وكذلك الشيخ والزمن والأعمى لا جزية عليهم.
فما الحكمة من الجزية ولماذا صاغرون
1) الاصل انها تفرض على من يستكبر عن عبادة الله الواحد الاحد .. حسناً فله استكباره يحاسبه عليه الله ولكن سيجبرك عبد الله الذليل لله ان تصغر لحكم الله وتدفع الجزية.
2) بعض المسلمين شديدى الايمان بالله يرغبون فى تغيير دين الآخر حباً فى الله ويؤذيهم ان يقول الاخر عن الله ما ليس بحق ... ولكن الله لن يفرق معه هذا فيكفى ان يدفع الجزية حتى يرضى المسلمين بأنه قد صَغِّر لأمر الله .. ويقفل الله الطريق على المسلم الذى يحب الله ان يسعى لتغيير دين الاخر بالقوة فلا اكراه فى الدين.
3) بعض معتنقى الاسلام لم يعرفوا الله حق معرفته وتغرهم الدنيا وستتطلع أعينهم لما يملك الآخر من مال او نساء ... فيقفل الله عليهم الطريق أن يعتدوا ويأخذوا حقوق الاخر بأسم الله ويجعل ان من دفع الجزية فدمه وماله وعرضه محرم عليك ايها المسلم.
4) يعلم الله انه ستكون هناك دولة ودول تجمع المسلمين فنجده قد فرض الزكاة على المسلم والجزية على غير المسلم حتى يتم تمويل بيت المال (الذى لم ينص عليه صراحة حتى لا تكون وسيلة لجمع الاموال بأسم الله) فيتم تمويل شئون الدولة منه للرقى بالمسلم وغير المسلم.
5) لماذا لم يقل الله على المسلم انه ينبغى له ان يدفع الزكاة وهو صاغر ، وذلك لأن المسلم بمجرد اعتناقه الاسلام فهو صاغر لله ولكن من لا يؤدى الزكاة وهو قادر عليها فهو كافر وليس بعد الكفر ذنب.
ويجب ان لا نغفل عن قول عليٌّ بن أبي طالب رضي الله عنه "إنما بذلوا الجزية لتكون أموالهم كأموالنا، ودماؤهم كدمائنا"
والله اعلم
مع خالص الود
.... متابع معك باقى المقال بإذن الله ......