Egyptian Humanist
ملحد إنساني مصري
  
المشاركات: 84
الانضمام: Oct 2009
|
RE: المسيحية برؤية ملحدة !
ثانيا : العقائد المسيحية
تعتمد المسيحية أساسا على الإيمان بعقائد معينة و أهمية الإيمان تبدو واضحة في كلام بولس في الرسالة إلي العبرانيين إصحاح 11 :
6 و لكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود و انه يجازي الذين يطلبونه
الكلام واضح : بدون تصديق الأسطورة المسيحية لا يمكن إرضاء الله, فلا يمكن لاحد أن يخلص بدون أن يؤمن بوجود الله و انه يجازي الناس بحسب أعمالهم. بل و تبدو أهمية الإيمان أيضا في كلام المسيح في إنجيل متى, إصحاح 17:
20 الحق اقول لكم لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل و لا يكون شيء غير ممكن لديكم
الإيمان هنا يمكن ان يجعل المرء في قوة آلهة الأساطير : يؤمن فقط و حين يأمر الجبال بأن تنتقل من مكانها ستنتقل.
في الحقيقة يمكن نسف المسيحية نسفا بتلك الآية فقط لأنها مغرقة في الخيال و اللاموضوعية أو ربما هذا يعني أن الـ 2 مليار مسيحي و يزيد ليس لديهم إيمان مثل حبة خردل و إلا كنا رأينا الجبال تطير في سماءنا دون داعي من فرط إيمان الأخوة المسيحيين. لكن إذا كان كل المسيحيين لا يستطيعوا تحريك حجرة من على الأرض و ليس جبل إذن فباطل هو الإيمان بالقصص المسيحية كلها.
لكن ما هو الإيمان أصلا ؟
نجد بولس يقول في رسالته إلي العبرانيين إصحاح 11 :
1 و اما الايمان فهو الثقة بما يرجى و الايقان بامور لا ترى
الثقة بما يرجى يعني ان أؤمن بما أتمناه أو التفكير بالتمني. فلو أن هناك من يتمنى مليون جنية عليه أن يصدق أنه يملك مليون جنية ليكون مؤمنا, حتى و لو لم يكن يملك هذة المليون جنية : أن يصدق المرء بوجود أو حدوث ما يتمناه يعتبر نوع من انواع الجنون قوامه البعد عن الواقع و الإغراق في الخيال و لكن بولس يبدو أنه يعمل على إجتذاب المحبطين في تلك الحياة بكلامه عن الإيمان.
أما الإيقان بأمور لا ترى يعني أن نصدق جدا بأمور لا يمكن التحقق منها او التثبت من صدقها و طبعا هذا ضد العلم التجريبي و العقل المنطقي : فكرة اليقين نفسها تعتبر ضد نسبية الوجود و نسبية الحياة, و أما ثبات و رسوخ اليقين في حياة متغيرة لهو ضرب من اللاموضوعية, و لكن اليقين بامور لا يمكن التحقق منها أو لا ترى على حد تعبير بولس فيعتبر قمة العته و الجنون.
و كلام بولس لا يختلف عن كلام المسيح في إنجيل يوحنا إصحاح 20 :
29 قال له يسوع لانك رايتني يا توما امنت طوبى للذين امنوا و لم يروا
حتى المسيح شخصيا يطوب التصديق بغير دليل أو منطق و يشجع الناس على اللاموضوعية و التفكير بالتمني و إستبدال الواقع بالخيال, هو يعيب على توما انه أراد التثبت من قيامته من الموت !! و كأن قيامة أحدهم من الموت تعتبر أمرأ عاديا و سهلة التصديق و لا يحتاج إلا إلي إخبارية من أحدهم لكي يصدق المرء فورا أما السعي للتحقق من الأمر و التثبت من الحقيقة فتعتبر شيئا معيبا و لا يرضي المسيح.
في الحقيقة أنا اعتقد أن توما كان في غنى عن التثبت من قيامة المسيح فالقصة مستحيلة الحدوث لأنه لا يمكن لاحد أن يحيا بعد موت و خصوصا بقوة سحرية من العصور القديمة. يعني ربما لو عرف المرء أن الناس في المستقبل سيكون لديهم القدرة بالعلم على إحياء الموتى لكان الكلام أكثر معقولية و خصوصا أن العلم في تقدم مستمر و لا يبدو ان هذا التقدم سيقف عند حدود, .. لكن في الماضي و ليس المستقبل ؟!! حين كان الناس تركب الحمير و البغال في تنقلاتها و حين كان الطب لم يخترع بعد, فكيف ؟!! أبقوة الإله السحرية الفائقة للطبيعة ؟ أم هي قوة الإيمان بإله ساحر فائق للطبيعة ؟
الغريب حقا أن هناك من يصدق القصة ( قصة قيامة المسيح من الموت ), و طبعا لم يتأكد أي مسيحي في العالم مثل توما من قيامة المسيح بتحسس مكان الحربة في جنبه ! يعني توما الذي شاهد بعينه معجزات المسيح و أعماله السحرية و الخارقة لم يصدق قيامة المسيح في البداية و لكن الناس العادية في عالمنا المعاصر التي لم تتعرف على معجزات المسيح إلا من خلال الحكايات و الأقاويل تصدق القصة و كأن إيمان المسيحي العادي أقوى من إيمان توما. و مع ذلك لا يستطيع أي مسيحي أن ينقل ريشة بقوة الإيمان فضلا عن جبل : يعني يحار المرء فيما إذا كان المسيحيين لديهم إيمان أم لا !!
و طبعا مع إستحالة نقل الجبال بقوة السذاجة فقط أو الإيمان على حد تعبير المسيح و مع صعوبة التصديق لقصص الأعمال الخارقة للمسيح يصبح المرء كافرا و خارج رحمة الله الذي بذل الغالي و النفيس و نزل من علياؤه و تجسد و صلب من أجل الناس الخطائين الفاسدين و ذلك كما يقول المسيح في إنجيل مرقس إصحاح 16 :
16 من امن و اعتمد خلص و من لم يؤمن يدن
فقط من يصدق القصص المسيحية و يستحم بالمياة أمام كاهن يتمتم ببعض الكلام الغامض هو من سيخلص و يذهب إلي المكان الجيد بعد الموت أما من لا يصدق فسيكون مصيره العذاب و الألم في جهنم.
فقط من يصدق و يستحم !!
لا أفهم لماذا يشجع المسيح السذاجة و قلة الشك ؟
و لا لماذا يدعم بقوة القدرة على التصديق رغم صعوبة الرواية ؟
هل ستكون الجنة أو ملكوت السماوات هي مكان للأغبياء و السذج و حسني النية فقط ؟
جنة الأغبياء : يا له من مكان !!!
لكن ما هي العقائد التي يؤمن بها المسيحيون ؟
تنقسم الأسطورة المسيحية إلي عدة عقائد أساسية و تمتاز دونا عن بقية الأديان بأن لها الكثير من العقائد الغامضة و المعقدة. تلك العقائد تكون قصة مترابطة واجبة التصديق لكل مسيحي و إلا أصبح مهرطقا و كافرا. و بالطبع تلك العقائد لا يمكن البرهنة عليها أو إثباتها بأي وسيلة فضلا عن انها تفتقر للمنطق الذي يجعلها ممكنة الحدوث. و لو إن القصة لها طابع شكسبيري محبب إلا أن العقائد تبدو مثل الأحجية و الإلغاز المستعصية على الحل. أما أهم تلك العقائد :
أ) وجود إله بخصائص معينة
تشترك المسيحية مع الأديان التوحيدية الأخرى في الإيمان بإله واحد إلا أنها تختلف في تفاصيل تلك الوحدانية و صفات الله عموما فبينما إمتنع الإسلام عن الخوض في ذات الله أفردت المسيحية بابا للمعرفة بالذات الإلهية و أسمته علم اللاهوت و بالطبع هذا ليس علما بالمعنى المفهوم لأي علم تجريبي آخر و إنما هو علم من وجهة نظر المسيحيين فقط.
و تشترك المسيحية أيضا مع بقية الأديان التوحيدية في نفس الإستدلالات الخائبة على وجود الله منها مثلا :
1- أن لكل موجود واجد و لكل مصنوع صانع
و لا مجال للكلام طبعا عن : من صنع الله ؟ بنفس هذا المنطق
2- نظام الكون الدقيق
و لا مجال للكلام طبعا عن : الفوضى العارمة في الكون و من خلقها
3- إنتشار ظاهرة التدين
و لا مجال للكلام طبعا عن : إنتشار ظاهرة العلمنة و اللادين
و مع إن الدلائل على وجود إله فائق للطبيعة قد تم قتلها بحثا و تم الرد عليها جميعا و تم تجميع تلك الردود في كتاب العالم الكبير / ريتشارد داوكنز : وهم الإله, إلا أن المؤمنين بالأديان عموما و المسيحيين خصوصا لا يزالوا يرددون تلك التبريرات و كأن لها معنى.
عموما الإله الذي يؤمن به المسيحيون يختلف عن أي إله آخر في أنه إله معقد و غامض ..
مثلا يقولون أن الله روح بسيط غير مركب, كامل في ذاته و غير محدود و غير متغير و لا يحصى و لا يعبر عنه. و هو سرمدي أزلي أبدي, حاضر في كل مكان و قادر على كل شيء و عالم بكل شيء ..
و لكن يبدو أنه لا أحد يسأل أسئلة بديهية من المسيحيين, مثلا :
ما هي الروح ؟ و كيف يكون الله روح بسيط و ليس مركب ؟
و كيف لا يمكن أن يعبر عن الله و لماذا نحن مطالبين بالتعبد له دون أن نعرف حتى ما هو ؟
كيف يعرف المسيحي و يتأكد ان الله سرمدي أو حاضر في كل مكان او قادر على كل شيء ؟
عموما تلك الأسئلة بلا معنى لأنه لا يوجد إله بالقطع, و صفات الله تزيده غموضا بأكثر مما تكشف عنه للناس.
و اما أكثر ما يميز الله في المسيحية فهو عقيدة التثليث :
المسيحيون يقولون أن الله يتكون من ثلاثة أقانيم بمعنى ثلاثة أشخاص : الآب و الإبن و الروح القدس
و مع إن الآب هو ذات الله و الإبن هو عقل الله و الروح القدس هو روحه إلا أننا نجد هؤلاء الأشخاص الثلاثة لهم إستقلالية كبيرة عن بعضهم البعض و لا يكونوا كلا واحدا مثل الشمس : نار و نور و حرارة
فنجد المسيح الذي هو الإبن المتجسد يصلي إلي الآب ليقيم لعازر و كأنهما شخصين منفصلين يملك كلا منهم ذاتا و عقلا و روحا مستقلا عن الآخر, و نجد المسيح يقول في بستان جثيماني لتكن إرادتك أنت لا إرادتي أنا و كأن هناك إرادتين واحدة للآب و الثانية للإبن. أما أوضح مثال على إستقلالية الأقانيم الثلاثة عن بعضها البعض لتكون ثلاثة آلهة و ليس إلها واحدا فهو معمودية يوحنا للمسيح حيث كان الإبن متجسدا في المسيح و الآب يقول : هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت و الروح القدس متجسد في صورة حمامه ..
الثلاثة متجسدين في صور مختلفة و يتفاعلون مع بعضهم البعض بطريقة توحي بإستقلالية كل عنصر من عناصر الله في إله مستقل, و إلا فما معنى مباركة الآب أو الروح القدس للإبن. في الواقع إن عقيدة التثليث المسيحية لا يمكن البرهنة عليها إطلاقا و تبدو متعارضة حتى مع النصوص المسيحية نفسها.
و مع ذلك فإن اللبس و الغموض اللذين يميزان عقيدة التثليث بالذات لا أهمية لهما فمن الممكن ان نقول ان الله قد تجسد و أن جسد الله قد مات و جسد الله قد عادت إليه الروح و كل شيء بدون ان نذكر أيا من شعوذات التثليث و التوحيد. و لكن الكهنة و الآباء المسيحيون يأبون إلا زيادة المسيحية غموضا على غموض و ذلك لإبهار العامة و إثارة خيالهم. و ليس هناك من دليل على ذلك بأكثر من عقيدة إنبثاق الروح القدس من الآب عند الأرثوذكس و إنبثاقه من الآب و الإبن عند الكاثوليك : كنيسة كبيرة قومها ملايين البشر تختلف و تنقسم بسبب تفاهات عقيدية ..
يعني ما معنى أن الروح ينبثق ؟ و كيق ينبثق ؟ و لماذا ينبثق من الآب فقط أو من الآب و الإبن ؟
و ما أهمية كل تلك التفاهات التي بلا معنى ؟
ما الفارق بالنسبة لأي مسيحي إن كان الروح القدس المزعوم هذا ينبثق و لا يتوغل و لا يتسرب و لا ينتشر ؟
ما الغرض من كشف الله عن عقائد يحار فيها حتى المسيحيين أنفسهم و يختلفوا فيها و ينقسموا ؟
لقد إنقسم المسيحيون منذ المجامع المسكونية الأولى في كلام فارغ بلا معنى قوامه هل الإبن أعظم من الآب أم لا ؟
و هل الروح القدس ينبثق من الآب أم من الآب و الإبن ؟ إلي آخر تلك الشعوذات الأسطورية ..
و أما أصعب ما في الأمر فهو الديكتاتورية و التعنت في تفسير الآيات و تحديد العقيدة, لأن كل جماعة لا تؤمن بعقيدة الكنيسة تكون محرومة و مهرطقة و كافرة. لقد كان المسيحيون الاوائل من رواد التكفير في العالم.
و هكذا يقيمون المجامع و يشدون الرحال من أجل التداول في ماهية الله و كأن الله موجود فعلا و له ماهية فعلا.
ب) قصة الخلق و السقوط
بعد وجود الله و صفاته الجوهرية و الأقنومية و الخزعبلاتية تأتي رواية الخلق و السقوط, خلق آدم من طين و حواء من ضلع آدم ثم إستجابة حواء للشيطان و أكلها هي و آدم من الشجرة المحرمة.
و هي قصة تتعارض مع علوم كثيرة مثل البيولوجي و الأنثروبولوجي و غيرها, فضلا عن تعارض تيمات مثل الثعبان المتكلم و الملائكة و شجرة الحياة و شجرة المعرفة و الشجرة السحرية و ما إلي ذلك مع المنطق و العقل.
ت) تجسد الإله في المسيح
حيث يتنازل الله و يتجسد في شكل الإنسان هو المسيح مولودا من العذراء مريم التي حملت به بغير جنس و لا شهوة. و الإله المتجسد هنا لديه قدرات أسطورية خارقة و يقوم بأعمال سحرية مبهرة حيث يقيم الموتى و يشفي المرضى بكلمة او لمسة أو بمجرد إشارة منه.
تجسد الإلهة فكرة أسطورية قديمة من أيام الإغريق و المصريين و الهنود القدماء و ما قبلهم و لكن المسيحيين يعتبرون أن قصتهم خاصة و مميزة دونا عن كل قصص الأساطير الأخرى بغير سبب وجيه طبعا.
ث) الفداء
حيث أن المسيح صلب و مات و قام من بين الاموات ليفدي البشرية و يحييها معه. يا له من بطل أسطوري يضحي من أجل الإنسانية المعذبة. و لكن المشكلة أنه هو السبب أصلا في فساد طبيعة الإنسان لانه ترك الشيطان الخبيث الماكر يغوي الإنسان بينما وقف هو يتفرج و يتصنع العبط.
الفداء قصة يتثير العواطف و الوجدان كأي رواية شكسبيرية أخرى و لكنها مع الأسف أسطورة دينية أخرى مثل بقية الأساطير.
ج) يوم الدينونة
حيث أن المسيح سياتي في توقيت محدد سلفا لا يعلمه احد من الشرق كما ذهب إلي الشرق و يقيم الأموات من البشر عبر العصور و الأزمنة و عبر الكرة الأرضية لتكون الأرض مزدحمة عن آخرها بالناس العرايا كما ولدتهم أمهاتهم. ثم يبدأ المسيح في محاسبة الناس على إيمانهم و تصرفاتهم و سلوكهم في الحياة لأن الموضوع مهم و يصنع فارقا ضخما مع هذا الإله المتجسد.
بعد المحاكمة العادلة طبعا لكل البشر و التي ستستغرق زمنا وجيزا سينقسم البشر إلي مكانين : الملكوت و جهنم. لتنتهي بنا القصة عند هذا الحد و يبدأ عهدا أبديا من الملل و الرتابة في الملكوت و من الألم و العذاب في جهنم.
|
|
12-18-2009, 11:51 PM |
|