(12-12-2009, 07:14 AM)إبراهيم كتب: أيضا أذكر وأنا طفل مسلم استيائي عند سماع كلمة "النكاح" ورأيتها كلمة بذيئة وشوارعية وإلا كيف يشعر أبٌ ما عندما يتقدم رجل لخطبة إبنته ويقول له "أريد أن أنكح بنتك؟" تتوقعون ماذا يكون رده على عريس الغفلة هذا؟ هل يقول له: وماله.. تعالى انكح وبكل سرور؟ المعنى واضح ولا يحتاج لمعاجم ومن الجيد أن نسير مع الانطباع الأول الذي يتبادر للذهن، ولا نحاول إيهام أنفسنا وإقناعها عنوة بما قد تعافه النفس ويمجه الذوق الإنساني في حالته العفوية العادية. في الواقع لا يوجد زواج في الإسلام وإنما هناك نكاح.
كلمة النكاح تراها يا صديقى كلمة فجة لارتباطها فى ذهنك بكلمة (نيك وهى ايضا كلمة عربية) ويذكرنى شعورك هذا بنفس الانزعاج الذى يقابل الفتاة الرقيقة التى تنطق لفظ Period على الدورة الشهرية عندما تسمعها ممن يقولون عنها المحيض أو بالعامية (العادة أو الاكس).
إن القرآن نزل بلغة عربية وهذه الكلمات دلالاتها ومعانيها يعرفها أهل العربية ولا يشعرون بخجل منها لأن ذهنهم لا يتبادر إليه معنى آخر غير المقصود به سواء الزواج أو الوطء أو الزنا، ونجد ان نفس الشئ موجود فى الكتاب المقدس فى مواضع اخرى ويتقبلها المسيحيى لأن ذهنه لا يتبادر اليه صور سيئة أو معيبة بل ينظر إليه على انه نص مقدس، بينما أنا انظر اليها بنوع من الاستياء واقول كيف يقول الرب مثل هذا الكلام، فهى فروق ثقافية ولغوية ولا تعد نقيصة فى القرآن لأن العبرة فى الامر بالسلوك المطلوب من هذه اللغة أى ما الغاية مما قيل.
(12-12-2009, 07:14 AM)إبراهيم كتب: يأخذ الرقي المسيحي جانباً آخراً كما أراه في نظرة الله للإنسان. في الإسلام يخلق الله الإنسان والهدف من الخلق هو العبادة فنقرأ: "وما خلقت الجن والإنسان إلا ليعبدون". هذا في نظري نوع من أنواع النرجسية الربانية والتي فيها يخلق الله عبد من بين العبيد ويسخره لعبادته.
لا علاقة لها بالنرجسية ولكنها تتعلق برحمة الله بنا ولنرى معاً كيف هذا ... يقرر الله سبحانه وتعالى حقيقة واضحة انه ما خلق الجن والانس إلا ليعبدوه ... وفى مواضع اخرى يقرر انه فى غنى عن عبادة من خلق ولن يزيد ايمان اهل السموات والارض فى ملك الله شئ....
فاسمح لى يا صديقى ان استعير ما قاله قداسة البابا شنودة الثالث كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي عن خطورة استخدام الآية الواحدة حيث يقول (فى موضوع الخلاص أيها الاخوة – كما فى أى موضوع آخر – احترسوا جدا من خطورة استخدام واحدة من الكتاب المقدس.
ان الكتاب المقدس ليس هو مجرد آية أو آيات، وانما هو روح معينة تتمشى في الكتاب كله.
الشخص الجاهل يضع أمامه آية واحدة، أو أجزاء من آية، فاصلا اياها عن ظروفها وملابساتها وعن المعنى العام كله، أما الباحث الحكيم، الذي يتوخى الحق فانه يجمع كل النصوص التي تتعلق بموضوع بحثه، ويرى على أى شئ تدل..)
لو طبقنا هذا ونظرنا إلى أن الله قد خلق الجن الإنس ليعبدوه رغم انه غنى عن عبادتهم ولا يحتاجها ... فلمن العائد من هذه العبادة .. سنجد إن العائد لنا نحن المخلوقات ... فلو عبدنا الله حقا ما ظلمنا أنفسنا ولا بعضنا ولاستمتعنا بالحياة فى الدنيا ولكن يضلنا الشيطان عن طريق الله ونظن ان الله نرجسى او ظالم أو غير عادل ونبتغى السعادة فى غير طريقه فلا نصل إليها. ومن الممكن ان ننظر الى مثال بسيط جدا فى أنفسنا وهو اليد .. نعم الكف.. لو قال لى احد ان اليد للسلام فقط لظلمنى .. ولو قال انها للطعام فقط لظلمنى .. ولو قال انها للقتال فقط لظلمنى ... ولو قال لى انها للتزين والتجمل فقط لظلمنى .. ولو قال انها لتنظيف الجسد وإزالة القاذورات فقط لظلمنى... وعبادة الله توضح استخدامات اليد التى ترضى الله ولا تضر النفس ولا الناس.. وإن خالفت عبادة الله ضريت الناس ونفسى ولم اضر الله.
(12-12-2009, 07:14 AM)إبراهيم كتب: والرقي المسيحي هنا يرفض كل صور من صور العبودية لله لأن الله لا يسرّ أبداً بالعبيد مسلوبي الإرادة بل يريد الأصدقاء كما قال المسيح "لا أعود أسميكم عبيداً بل أحباء" وفي ترجمة إنكليزية "بل أصدقاء" (يوحنا 15: 5)؛ والفرق بين الصديق والعبد شاسع. سألوا أحد أصدقائي المسيحيين: "هل تخشى الله؟" فأجاب: "لا.. أخشى الأصدقاء". الرقي المسيحي يقتضي علاقة بعيدة تماما عن الخوف وسبله وإنما فيها يطمئن المؤمن إلى حب الله واثقاً أن الله ليس إلا حباً ولا يريد أبداً أن يخسف بالإنسان أو يرعبه أو يكرهه على الطاعة. العبد يعمل بالأجرة (أُجريّ، كما نقول بمصر) أي أنه يكدح ويتعب وينتظر الأجرة في النهاية، أما الإبن فليس كذلك لأنه يوقن أن كل ما للآب له وما له للآب في علاقة متبادلة جميلة
لا افهم يا صديقى من قال لك أن الإسلام به عبيد مسلوبى الإرادة ... هل عندما تتوحد ارادة الانسان مع ارادة خالقه يصبح مسلوب الارادة ام راق الارادة وتسمو ارادته عن ارادة الشيطان ... الم يقل الله (ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد افلح من زكها * وقد خاب من دسها)
أرى يا صديقى ان المسيحية تفترض التعامل مع نوع واحد من البشر الداخلين فعلا فى طاعة المسيح أو من يرجو دخولهم ويظهر لهم الجانب الطيب فقط وبها نوع من عدم ذكر الحقيقة كاملة وهو جزاء من لم يدخل وهذا الاسلوب وجهة نظرى يشبه عدم الامانة فى العرض .. فكيف لى ان اقل لك ان الله يحبك وأنت ابنه ولا اذكر لك إن عصيته ماذا يستطيع ان يفعل بك ... انه اسلوب يشبه اسلوب من يتعامل مع طفل صغير ويقول له لا تلقى الطوب على الناس علشان تبقى حلو والناس تحبك... ولكن الأصح ان اقول لا تلقى الطوب على الناس علشان تبقى حلو والناس تحبك وخلى بالك لو رميت طوبة على واحد ممكن يجيى يلهفك ثلاثين قلم على وجهك
(12-12-2009, 07:14 AM)إبراهيم كتب: في الرقي المسيحي لا نرى مسيحاً فيه إله يظهر ثم يختبيء في ناسوت ويتبادل الأدوار من حين لآخر مستعرضاً قدرته على فعل الخوارق مثلما هو لسان حال قوم عندما قال لهم الإله: ألم أقل لكم أني أعلم ما لا تعلمون؟ دائما نرى يسوع حاضراً في إنسانيته الكاملة وهو يدعونا أيضا لنحيا إنسانيتنا ولا نتنكر لمشاعرنا
اعتقد يا صديقى ان فكرة الناسوت والاهوت هى فكرة مسيحية وليست اسلامية .. بل على العكس اعتقد ان اللاهوت والناسوت لا وجود له (ولكنه تحريف لمعنى وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحى يوحى) حيث تم اطلاق صفة اللاهوت (على الوحى الذى يوحى وما شابه) واطلاق الناسوت على معنى (ما كنت الا بشرا يأكل الطعام ويمشى فى الاسواق وما شابه) .
واذكرك بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان ثلاثة نفر قال احدهم انا اصلي ولا انام, وقال الثاني: انا اصوم ولا افطر, وقال الثالث: انا لا اتزوج النساء غضب النبي صلى الله عليه وسلم وتبرأ من فعلهم واستنكر ذلك وقال: (اما انا فأصلي وانام, واصوم وافطر, واتزوج النساء, ومن رغب عن سنتي فليس مني)
والله أعلم
ودمت بخير يا صديقى