الزميل العزيز أبانوب، شكرا على تعبك معاي!

إلا أنني أرى أن ىلأراء التي سجلتها لعلماء في دينكم عن الروح، إنما هي تكشف التنازع الفلسفي القديم عند اليونانيين والغنوصيين وغيرهم من الفلسفات القديمة، والذي يتلخص باثنينية الروح والجسد، وأنه لا يمكن للإنسان أن يرتقي بهما معا، بل عليه أن يكرهم أحدهما ويطيعه على حساب الآخر.

والحاصل أن هذه نظرة تأملية فلسفية، ليس بالضرورة انطباقها على واقع نظرا لفساد المنطق الغير مستند إلى الحس، ونظرا لمخالفة واقع الإنسان إياها.

كلامك ينطبق على البوذي، كما ينطبق على أي زاهد هندوسي أو غيره، ولا ينطبق فقطعلى من آمن بدينك واتبع ملتك.


أما عن مخالفتها لواقع الإنسان، فهو أننا لا نتحدث عن الروح المعروف وجودها والمجهول كنهها والتي هي سر الحياة.
إننا نتحدث عن الروح التي يقصد بها إدراك الصلة بالخالق، وجعل الأعمال مرتبطة بهذا الإدراك، وإدراك كون الأشياء مخلوقة لخالق، وهذه صفة طارئة على الإنسان وليست أصيلة فيه، فلا توجد عند غير المؤمنين بإله بتاتا.

أما تصور الروح أنها شيء أثيري غير مرئي، فلا يقوم عليه دليل عقلي ابتداء، ولا نقلي، غذ أنه من الممكن فهم الروح (باستثناء الروح القدس عليه السلام) كصفة إنسانية توجد وتختفي، ومن الممكن فهمها غير ذلك.