اقتباس:الرجل حاول التفاهم مع أمريكا وطلب منهم بالفعل مساعدته فى بناء السد العالى والرد كان سلبى ومن ناحية أخرى وعندما أحس بأن الشيوعيين الشيطان بعبصهم سجن دين أبوهم والطريق الذى أختاره طبقا للظروف والمعالات الدولية وقتها لم يكن عليه غبار من وجهة نظرى..... أمامك دولة تساند عدوك وتلك المساندة فى جزء منها بسبب هلاوس توراتية ودولة أخرى ملحدة تتحدث عن الأممية العالمية فأيهما تختار? أنا لو كنت مكان عبد الناصر وقتها لكنت منحت الإتحاد السوفيتى قواعد عسكرية بمصر وشنيت حرب لاهوادة فيها على تلك الهلاوس التوراتية.

الأن مين فينا المتأثر بالدعاية يا نيوترال ؟ هى اسرائيل دخلت خط العداء المصرى أمتى ؟ اسرائيل لم تكن عدوة لنظام المصرى الثورى منذ ولدته , من بداية سنة 1952 - كانت الأمور ماشية بين الجانبين فى ترقب وحظر , وخروج بقايا القوات الأنجليزية من مصر كانت لمنع الأحتكاك بين نظام حكم يحكمه العكسر وناس مسلحة وبين دولة كبريطانيا بتحاول اعادة بناء نفسها .

لا تأتى لى مصورا عبد الناصر كرجل برجماتى يلعب بالبيض والحجر , ويذهب للسوفيت للحصول على الدعم - بدلا من الدعم الأمريكى , الكلام ده أبعد عن الحقيقة , ان نظام ناصر كان قايم اصلا على " الميكروفون " وتسخين الجماهير ولم يتورع اصلا فى انه يشتم ملكة بريطانيا , وتنسى انه اصلا كان يمارس التسخين السياسى فى المنطقة , وعمال يعلى البروفيل بتاعه - فى وقت هو نفسه يعرف ان قوى الاستعمار القديمة تحيط بيه ..ويعرف ايضا ان دولته بجيشها لا تقوى على صد قوة كبريطانيا !

اسرائيل لم تتدخل حرب العدوان الثلاثى فى 56 الا ليقنهم ان فى القاهرة رجل مجنون لا يمكن توقع تصرفاته , ولو الأتحاد السوفيتى الغبى لكان وصلوا الى القاهرة وشالوا هذا الأهبل اللى ودنا كلنا فى داهية . لكن أثبت فعلا رؤيتهم ان عبد الناصر شخص لا يمكن الوثوق فيه , او عقد اتفاق محترم معاه .. وبقية حروبه ودعمه لحركات التحرر كان على هذه الشاكلة !

اقتباس:لو كان ماتقوله صحيحا لما نجحت مجموعة من الظباط حديثى السن فى الوصول للحكم بهذه السهولة..... عندما أمم عبد الناصر الحياة السياسية لم يرفع أحد أصبعه بالإعتراض ليس لأنهم جبناء ولكن لأن القيم الليبرالية والتعددية لم تكن مترسخة فى نفوس الشعب وكل ماكان يعنيهم هو متطلبات الحياة الأساسية وإذا كان هناك

شوف يا نيوترال الشعب المصرى هو تركيبة عجيبة من " الغباء والطموح والأمل " وساعات تحس ان الأمل عندهم فى الخلاص من شئ , يأتى بقرار غبى يؤدى الى زيادة الكارثة. كانت هناك مشاكل فى توزيع الثروة نفسها بين الشعب , لكن هناك عامل اخر هو ان اغلبية الشعب من الجهلة اصلا , واغلبهم فلاحين عاملين فى الحقول .
عجيب امرك يا اخى , أمريكا نفسها فيها 43% اليوم مع التدفق الرهيب للمعلومات , يريدون أزالة الدستور الامريكى نفسه ومنع اى حزب غير الجمهورى , وتقفيل حرية الرأى والتعبير وشحنها للصومال . وفى أجزاء البدروم والولايات اللى ملهاش لازمة لازال هناك نقمة على حرية الرأى والتعبير والتعددية والليبرالية , وان يكون الحاكم " هو الحاكم بأمر يسوع " ..

الأصل هو النخبة فى اى بلد , وليس الرعاع - الاصل هو المدرس والمهندس والدكتور والمحامى و و و و - هما دول الاصل , والبقية قاعدين فى البلد بيعملوا حركة كده , بدل ما البلد تقعد لوحدها . واللى حصل بعد الثروة ان نزيف العقول بدأ من عندها , ووصل الى اقصى حده فى الستينات عندما بدأت النخبة ترى بالفعل ما يفعله هذا المجنون بعيدا عن خطابات البروبجاندا , ولانها نخبة واعية .

لا اعلم بالضبط السبب اللى دفع ناس كتيرة تؤيد الثورة , ربما لأنها بدأت فى الوهلة الأولى انها ثورة شعبية على غرار الثروة الفرنسية ( تذكر اقتراح طه حسين بتسميتها بالحركة المباركة , واختيارهم لمحمد نجيب ليمثلهم بحيث يجذبوا الشعب ليهم وتكون صورتهم كويسة) لكن بمجرد أستيعاب الخفر ان موازين القوى فى أيديهم اصلا , ظهر السؤال العجيب " لماذا تعطى فى وقت يمكن ان تأخذ كل شئ ؟ "

وليس صحيحا بالكامل ان قيم الليبرالية لم تكن مرسخة فى الشعب بالكامل , ولكن كانت على نطاق ضيق فى المدن زى القاهرة والاسكندرية , وهؤلاء اغلبيتهم كانت طبقات متوسطة او طبقات عالية لم تكن لتحمل سلاح وتنزل تحرب جيش نظامى , او تتوقع من صحفى ان يحمل قنبلة متفجرة ويروح يدافع بيها عن ليبرالية مصر . كانت هناك احباطات و وزارات تعانى من مشاكل , كان العالم كله يعانى منها فى ذلك الوقت بسبب تأثير الحرب العالمية الثانية على الاقتصاد المصرى من ناحية الصادرات وزيادة مشاكل الفلاح المصرى , لكنها كانت مشاكل بحاجة الى حكومة قوية .. ولاسف لو خرجت الحركة المباركة فى وقت اخر , لكن دحرها بقيت القوات الملكية " البحرية " وطلب الملك من الأنجليز فى السويس ان يتدخلوا فى فتح جبهة تانية ماشيا الى القاهرة ( لم تكن لتأخذ يوم واحد حتى يصلوا الى القاهرة )

لكن لانه كان عارف ان البحرية هتضرب أسكندرية من البحر وهتحطم عاصمته الثانية ومبانيها الأثرية , والشعب هينداس فيها . والأنجليز لن يفرش لهم الورد فى الطريق الى القاهرة , ضع هذا مع صورة الشعب اللى بيحى العسكر وبيغنولهم - تخرج بنتيجة واحدة ان الرجل حس انه اصبح غير مرغوب فيه وحفاظا على دماء مواطنيه أثر الخروج وترك مقاليد الأمور ... وياليته لم يفعل ! فالدم راح فى حروب لا قيمة لها , والمساواة اصبحت بين الضباط وبعضهم , و اللبن المسكوب معروف للجميع.

وما قاله لمحمد نجيب على المحروسة تحقق بالفعل " هتشليوا ملك , وتحطوا 11 غيره "