حل عملى لإزالة الألغام من مصر
-------------------------------
وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها سنة 1945، وحينها كانت مصر ومن جراء دخول قوات المحور والحلفاء فى معارك على أرضها، من أكثر دول العالم تضرراً بمشكلة وجود الألغام فى تربتها. فوفقاً لورقة مُعدة ومنشورة من قبل وزارة الخارجية المصرية فى سنة 2006، هناك "ما يربو على 22,7 مليون لغم وأجسام أخرى قابلة للانفجار تم زرعها على الأراضى المصرية إبان الحرب العالمية الثانية، مما يمثل ما يزيد عن 20% من إجمالى الألغام المزروعة فى العالم، ومنها حوالى 17,2 مليون بمنطقة العلمين بالصحراء الغربية. ورغم ضخامة هذا العدد فلا يجب إغفال أن القوات المسلحة المصرية قامت وحدها بتطهير 3 ملايين لغم من مساحة 38730 هكتارا فى الصحراء الغربية منذ عام 1981 حتى الآن".
وتقف تلك الألغام، عائقاً لحركة التنمية المصرية فى قطعة إستراتيجية ومهمة من التراب المصرى، وفى لحظة تُعد الأهم فى تاريخ مصر، من أجل تغيير البلاد للوصول إلى مبتغى التقدم ورفعة مصر إلى مناص دول تستحق أن تكون معها فى نفس المكانة. ولذا، فقد بحثت فى الأمر، لأُشارك صانع القرار فى كيفية المساهمة، كمواطن، فى هذا المسعى الحكومى الحثيث، للتخلص من تلك الألغام وتنمية البلاد بما يزيد الدخل القومى الإجمالى والعائد على الوطن والمواطن فى الأمة المصرية.
ومع البحث فى هذا الأمر، أعتقد أنى وجدت أحد الحلول، وهو حل عملى لإزالة الألغام من مصر، يمكن استقاؤه مما قامت به بعض الدول الأفريقية الصديقة، والتى يُمكننا أن نعتمد تجربتها فى الوصول إلى ما نطمح إليه من هدف. فيمكننا تطبيق الحل المعمول به فى كُل من تنزانيا وموزمبيق، من خلال استخدام نوع معين من "الفئران" لكشف الألغام.
والقصة، هى أن بارت ويتجنس Bart Weetjens، وعندما كان صغيراً كان يُحب تربية الفئران. ومع الوقت نسى تلك الهواية، ولكنه وعندما كبُر، تذكرها عندما أدرك جدية مشكلة الألغام المطروحة دولياً. فوفقاً لتجربته فى الصغر، كان يعرف أن الفئران بما لديهم من حاسة قوية على الشم والقدرة على التدريب، يُمكن أن يُمثلوا وسيلة أرخص وأكثر فاعلية ووفرة، للكشف عن الألغام. ومن ثم سمى بارت تلك الفئران التى تشم رائحة الألغام "بالفئران الأبطال Hero RATS"، لكونها تضحى من أجل بنى الإنسان! وبدأ بارت وآخرون فى البحث فى تلك التقنية فى بلجيكا، وعندما أثبتت الفئران أنها وسائل فعالة فى مكافحة الألغام، انتقلت مؤسسة "أبوبو APOPO" (لم أجد اختصار اسم المؤسسة) التى أنشأها بارات، للعمل بتنزانيا، حيث هناك إمكانية لتدريب الفئران بالقرب من مناطق تُعانى المُشكلة أصلاً. وقد انتقلت أبوبو إلى مدينة موروجورو Morogoro، بتنزانيا، ومقرها اليوم فى جامعة سوكوينى للزراعة Sokoine University of Agriculture، حيث يتم تدريب الفئران الأبطال على الكشف عن الألغام.
لقد فكر بارت ويتجنس سنة 1996، فى استخدام القوارض، لاكتشاف الألغام كنتاج استكشاف وتحليل لتلك المشكلة على النطاق الدولى. وحصل على دعم مالى أولى من الإدارة العامة البلجيكية للتعاون الدولى Belgian Directorate for International Co-operation (DGIS)، فى العام 1997، لتطوير المشروع المتعلق بالفئران كمكتشفى ألغام. وهكذا بدأ المشروع الذى نجح لينتشر فى كل من تنزانيا وموزمبيق، بإدارة مركزية فى باجيكا.
ويتم تدريب الفئران من الصغر على اكتشاف رائحة تلك الألغام، حيث إن تلك الفئران وزنها خفيف، ولا تنفجر باللغم مثل البشر. ويقوم شخص بالإمساك بالفأر من خلال عصا تربط فى حبل طويل، حيث يدخل الفأر حقل الألغام ويبحث، عن الرائحة التى تم تدريبه على اكتشافها، ليجد اللغم ويحفر عليه برجله مرتين، تدليلاً على أنه وجده. هنا يُعطى الفأر مكافأة، يمكن أن تكون فاكهة الموز أو الفول السودانى، ومن ثم يمكن استئصال اللغم من خلال مُدربين يمكنهم أن يزيلوه من الأرض بطريقة احترافية، لا يُصابوا فيها بأى أذى. وبعد أن يقوم الفئران باستكشاف الألغام فى المنطقة المحددة، حيث تقسم الإقليم الموجود به الألغام إلى مناطق مختلفة، يقوم فريق من المختصين بإزالة الألغام بالدخول فى تلك المنطقة، لتأكيد خلوها من تلك الألغام باستخدام الكاشفات المعدنية. وبالتالى تنقى كل منطقة تدريجياً من أى خطر.
إن تدريب الفئران البطلة، يستغرق من 8 إلى 12 شهراً فى المتوسط. ويتم تدريبها من خلال استخدام وسيلة بافلوفيان Pavlovian التى تعتمد على الربط بين شيئين يحفزا الحيوان على العمل. وهنا يتم الربط بين الحفر فوق اللغم عند إيجاده والمكافأة الممثلة فى فول السودانى أو ثمرة الموز، التى يتلاقاها الفأر عند إيجاد اللغم. ولذا، فان الفأر ومع بداية التدريب، يتعلم أن يربط بين الاستماع إلى صوت معين يُحدثه اللغم من تحته والمكافأة التى يتلقاها.
والأسباب فى اختيار هذا النوع من الفئران الضخمة بعض الشئ، والتى يُسمى الواحد منها بالفأر الجامبى المتوسط Gambian pouched rat، تكمُن فى أنها لديها حاسة شم عالية للغاية، وسهلة التربية والتدريب، وصغيرة ورخيصة وسهلة النقل، ومنتشرة وتستطيع التواؤم فى أكثر من مكان وبمجرد التدريب والتعلم تحب أن تكرر العمل مع المُكافأة، ويمكن إنتقالها بسهولة بين المدربين وإطاعتهم جميعاً على عكس الكلاب الوفية للشخص الواحد.
لقد دخلت أبوبو APOPO، فى شراكات مهمة وكثيرة مع كلٍ من جامعة أنتروب ببلجيكا، ومركز جنيف الدولى للكشف الإنسانى عن الألغام، وقوات الدفاع التنزانية، والجيش الأمريكى والبنك الدولى، وهو ما يدل على أهمية تلك الشركة بالفعل. وأعتقد أننا يمكن أن نتشارك معها أيضاً فى سبيل القضاء على الألغام فى مصر أوربما نستطيع نقل تلك التجربة فى إجمالها، بحيث نطبقها فى مصر. إننا من أكثر الدول تضرراً من جراء الألغام، وتُعرقل تلك الأنواع من القنابل الحياة السليمة فى مناطق تواجدها كما تعرقل التنمية فى منطقة عزيزة من مصرنا. وتؤكد ورقة وزارة الخارجية السالفة الذكر، أن "إجمالى الخسائر البشرية منذ عام 1982 فى نطاق الصحراء الغربية بلغت 8313 فردا، منهم 696 قتيلا و7617 جريحا مصابا، بجانب وجود الكثير من الحالات غير المسجلة. كما بلغت الحوادث المسجلة لانفجار الألغام أكثر من 50 حادثة".
إن استخدام هذه الطريقة، يمكنه أن يوفر على مصر عشرات المليارات من الدولارات، التى يمكن أن تحتاجها الطريقة التقليدية لإزالة الألغام. وبالإمكان أن تقوم الدولة باتصالاتها من خلال سفارتها بتنزانيا والمركز الرئيسى لأبوبو للقيام بالعمل على إزالة كافة الألغام فى مصر فى وقت قياسى، يمكنه أن يفتح الطريق لمشاريع واستثمارات جبارة، يُمكنها أن تزيد من فُرص العمل والدخل القومى الإجمالى، بحيث ترتقى بالوطن والمواطن إلى أفاق أفضل بكثير مما مضى.
----------------------------------
1فئران؟ أم مسئولية دولة؟
بواسطة: إبراهيم المصري
بتاريخ: الأثنين، 21 ديسمبر 2009 - 19:50 مَنْ تقاتلوا على أرض مصر، هم المسئولون عن زراعة هذه الألغام، أليس كذلك، وهؤلاء تحديداً، ألمانيا وبريطانيا، أليس كذلك؟
فماذا فعلت الدولة المصرية، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم، من أجل أن يتحمل مَنْ زرع الألغام، وزر جريمته بإزالتها والإنفاق على عملية الإزالة هذه؟
لم تفعل الدولة المصرية شيئاً بالطبع، أو فعلت القليل، أو تغاضت، أو لا يهمها، وأن يقوم الجيش المصري بإزالة عدة ملايين لغم، فهذا عمل رائع ونبيل بالطبع، لكن المسئولية تقع على عاتق مَنْ زرع الألغام وعلى عاتق الدولة المصرية التي فرطت في حقوق مصر، ومطالبة المجرم بإزالة الألغام وتحمل تكاليف ذلك، حتى لو جرت مصر ألمانيا وبريطانيا إلى القضاء الدولي.
لقد مر أكثر من ستين عاماً على هذه الكارثة، وقد تمر ستون عاماً أخرى بدون أن تفعل الدولة المصرية شيئاً، وإن كنت تتصور أن الدولة ستأخذ بحل الفئران، فأنت متفائل زيادة عن اللازم.
2ايوه بس المشكله
بواسطة: اشرف السيد
بتاريخ: الأثنين، 21 ديسمبر 2009 - 20:17 انت شكلك غريب اوي انت من هنا ولا الصوره دي فيها ايه
3اقتراحات اخرى أيضا...
بواسطة: مازن الحسيني
بتاريخ: الأثنين، 21 ديسمبر 2009 - 20:37 من مشاكل الالغام في مصر أن أماكنها وخرائط مواقعها إما ان تكون قد فقدت أو ترفض بريطانيا والمانيا وايطاليا تسليمها لمصر او ان أماكنها الاصليه قد تغيرت نتيجة التصحر وتراكم الرمال والكثبان عليها منذ الحرب العالمية التانية واختفاء اللغم لاعماق تصل الى 15 متر بما يجعل اكتشافه صعبا ويجعل أيضا وجوده لازال في مرحلة الخطر..
أقترح أيضا أن يتم تقسيم المنطقة او الحقول المؤكد وجود الالغام بها الى مربعات صغيرة وتفجيرها الواحد تلو الاخر بحيث تقوم بتفجير الالغام الموجودة حولها ..بحيث تكون مساحة المربع الواحد هو نفس المساحة الفعالة لشحنة التفجير الموضوعة فيه...
يمكن أيضا استخدام نظام الرنين الصوتي وتوليد موجات صوتية شديدة القوة في المنطقة المراد إزالة الالغام بها عن طريق :
- اجهزة توليد موجات فوق الصوتية شديدة القوة تؤدي الى حدوث موجات تصادمية شديدة الكثافة يمكن توجيهها افقيا فتقوم بتفجير الالغام.وهو تطوير لسلاح كان يتم العمل عليه في المانيا النازية ولم يكتمل بسبب انتصار الحلفاء
- استخدام الطائرات الاسرع من الصوت على ارتفاعات منخفضة وبمسارات معينة تؤدي الى توليد موجات ضغط شديدة القوة تتوجه للاسفل وتقوم بتفجير الالغام..واعرف ان طيارينا مدربين بامتياز على الطيران على ارتفاعات منخفضة .
4بحث ممتاز
بواسطة: sohaib seoudy
بتاريخ: الأثنين، 21 ديسمبر 2009 - 21:02 تحياتي للدكتور شريف حافظ وشكر خاص لهذا الموضوع والبحث الممتاز والى االمزيد من المواضيع والمقالات الرائعة
5فكرة جد رائعة
بواسطة: عصام الجزيرة
بتاريخ: الأثنين، 21 ديسمبر 2009 - 21:26 معلوم ان الفئران من الحيوانات الذكية جدا . ولها حواس عالية الدقة . ولها درجات الحذر والحيطة تفوق كل الحيوانات بل الدواب جميعا .
هذا الحيوان له القدرة على معرفة سبب موت اقرانه خاصة بالسموم ويبتعد عن هذه الطعوم فلا ياكل منها ابدا .
استغلال هذه القدرات فى مهمة جليلة مثل ما ذكر الكاتب يمكن ان يخلص البلاد من هذه الالغام التى استولت على بقعة غالية من ارض الوطن لكل هذه الفترة .
اضم صوتى لصوت الدكتور شريف فى التحرك للجهات المختصة لتنفيذ هذا المشروع الجيد
6بس فيه مشكله
بواسطة: الضاحك الباكي
بتاريخ: الأثنين، 21 ديسمبر 2009 - 21:52 لازم الاول نتخلص من القطط قبل ماندرب الفيران ونصرف عليها . وبعدين هاتجيبوا مدربين ومديرين فنيين وطنيين ولا اجانب . هاء هاء هاء هاء هااااااااااااااااااااااااااااء
http://youm7.com/News.asp?NewsID=168811