اقتباس:برأيك عزيزي لماذا لم يتفضل الله مشكورا وينزل دين واحد سهل ويريحنا بدلا من أديان ومذاهب وعلينا البحث والصراع المرير ويكون العمرقرب يخلص وعرف الدين والمذهب الحق أو البعض ماتوا ولم يعرفوا الحق

لو رجعنا للقرآن سوف نرى آيات عديدة تفيد معنى واحد، من هذه الآيات: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ)، المعنى التي تفيده هذه الآية وغيرها من الآيات ان الحق واضح وان آيات القرآن بينات. من وجهة نظري الامر هو تعقيد انساني وارد في كل شي، مثلاً لو اعطتني الجوزاء التوأم كتاباً هذا اليوم وبعد خمسين سنة توفيت (بعيد الشر) سوف افهم الكتاب بشكل معين وسوف يكتب ابنائي فهم آخر واحفادي سوف يفسرون الكتاب على نحو مختلف عني وعن ابنائي، هذه طبيعة اختلاف بشرية، نحن نختلف في كل شيء وهذا ليس في الكتب المقدسة فقط، نابغة الاقتصاد كارل ماركس كتب كلمات معينة حول الاتصال الانساني وكون الاقتصاد محركاً للانسان (للأسف لا تسعفني الذاكرة للعودة بالكلمات كما قالها ماركس) الآن ترين ان هناك نظريات خرجت من هذه العبارات وكل فسرها على نحو معين

اقتباس:أنا برأيي الأديان خرافة من صنع البشر وإذا كان لا فلماذا نرى في كل دين ومذهب عيوب ؟

الواقع ارى تبسيطاً كبيراً في الحوار هنا، الامر معقد اكثر من ذلك، على الاغلب ما يعرفه معظم الملحدين وما حثهم على تغيير قناعاتهم قد يكون معروفاً للمتدينين انفسهم ولكن يبقى المتدين على تدينه، عوضاً عن ان هناك ملحدين اغبياء فعلاً مثل Bill Maher الذي وضع فيلماً وثائقياً معنى عنوانه (المتدينون السخفاء) وواضح من الفيلم ان بيل ينقصه الكثير من الفهم

ارجو ان لا يفهم من ردي ان الملحدين كلهم على شاكلة بيل او غير ذلك، كل ما احاول ان اقوله ان الامور معقدة والاحكام المتسرعة قد لا تفيدنا كثيراً

اقتباس:يا عزيزي وكأن الله أنزل الأديان على الإنسان مثل المناهج الدراسية الفاشلة التي تطبق على الجميع بدون مراعاة لظروف الطلبة فبعض الطلبة أذكياء وبعضهم أغبياء وبعضهم يريد الدراسة والنجاح ولكنهم بحاجة لمن يعلمهم ، وبعضهم يعاني من أمراض نفسية بسبب مشاكل إجتماعية تمنعه عن الدراسة والبحث ووووووووإلى آخره .من المذنب من الطلبة في مثل هكذا ظروف ؟

لا اعلم كيف يقول اي شخص ذلك، نحن لدينا مراعاة كبيرة للظروف، ولعلي اذكر امثلة بسيطة، تحت ظروف معينة يحق لك تخرق الصيام وفي اوقات معينة يمكن ان تتغير ظروف الصلاة ويمكن ان يصلي الانسان وهو جالس، بل قد يذهب التخفيف في الاحكام الى امور غاية في الحساسية وتفهم الظروف فقد يسرق الانسان احياناً ولا يحاسب على ما سرقه

اذا كان المقصود هو معرفة الدين نفسها فأعود للنقطة الاولى واقول ان القرآن فيه آيات بينات، هناك تعمد احياناً لنشر حقائق مصطنعة للتأثير على الانسان ولكن يجب ان نبحث لنجدها، اذكر مثالاً يحضرني على التزوير في الحقائق هو (سن) ادعى العلماء التطوريون انه لانسان من الازمنة الغابرة وبعد فترة طويلة تبين انه لـ ثور، طبعاً هذا مثال على محاولة خلق حقائق من الهراء نفسه ولكن يجب على الانسان ان يستخدم عقله