...

جون جاكوب آستور كان يمتلك العديد من العلاقات المهمة والمفيدة، ثلاثة من أقرباءه كانوا يشغلون منصب الكابتن على سفن تجارية، كما كانت له علاقات بعائلة باكهاوس في لندن (Backhouse Family)، كما تزوج من عائلة تود (Todd Family) المربوطة بعبادة الشيطان، كما كانت زوجته تتمتع بعلاقات وثيقة بعائلة بريفورت (Brevoort Family) ذات النفوذ الواسع، وأخيرا ولأسباب معينة، كان جون جاكوب آستور يمتلك علاقات وثيقة بالسياسيين في ذلك الوقت، ربما لأن معظمهم كان ينتمي للماسونية.

لسنوات عدة، ساهم جون جاكوب آستور في تجارة الأفيون إلى الصين، لكنه في عام 1818 أعلن بإيقاف نشاطه في هذه التجارة. جون كولمان في كتابه The Conspirator's Hierarchy: قصة مجلس ال300 (The Story of The Committee of 300)، صفحة 131 في الملاحظات، كتب: "حصل جون جاكوب آستور ثروة ضخمة من تجارة الأفيون إلى الصين ... كان القرار يعود إلى مجلس ال300 لتقرير من يتم السماح له بتجارة الأفيون إلى الصين والتي تمخضت عن أرباح هائلة لكل من شارك بها، وكان ذلك من خلال الشركة التابعة للمجلس والمعروفة بشركة الهند الشرقية (BEIC)" ... ومن المثير للإهتمام، بأن عائلة أخرى من العائلات النورانية ال13، عائلة رسل (The Russels) حصلت على حصة من تجارة الأفيون.

قام جون جاكوب آستور بشراء مساحات واسعة من الأراضي في نيويورك، والتي ارتفعت فيها الأسعار بشكل كبير ومضطرد في أوقات لاحقة. كما استفاد بشكل هائل من أزمة الرهن العقاري التي حصلت في عام 1837.

استمرت ثروة جون جاكوب آستور بالنمو بشكل متسارع، كما نشرت إحدى السير: "عندما كان المقارنة تتم بين المبادئ والربح، كان جون جاكوب آستور رجلا عملا"، ولنضعها بشكل مبسط، لم يكن عند الرجل أي مبادئ أو تفرقة بين الصح والخطأ. كان آستور معروفا بكونه من ملاك العقارات الذين لا يرحمون، كما عرف عنه عدم التزامه بسداد ديونه ... انخرط آستور لاحقا في العمل البنكي، وأصبح عضوا في مجلس إدارة بنك وطني جديد أسسه هاميلتون للحكومة الأمريكية واسمه بنك الولايات المتحدة (Bank of The United States)، كما امتلك نسبة كبيرة من الأسهم في ذلك البنك. كما كان آستور نشطا بشكل كبير في عالم الماسونيين الأحرار، حيث تقلد عدة مناصب هامة في النوادي الخاصة بهم.

كان جون جاكوب آستور أغنى رجل في الولايات المتحدة، بالعودة إلى مؤلف جوستافوس مايرس (Meyers, Gustavus) المعنون "تاريخ الثروات الأمريكية العظيمة" (History of the Great American Fortunes): الصادر في لندن من دار نشر Stationers Hall، عام 1909، صفحة 147، حيث كتب: "الإحصاءات التي نشرت في عام 1844 حول المصنعين في الولايات المتحدة أظهرت مجموع استثمارات تقدر ب307,196,844 دولار أمريكي، كان لآستور لوحده ما نسبته 6.66% من مجموع هذه الإستثمارات حول الولايات المتحدة الأمريكية ...." هل الإستحواذ على هذه النسبة من مجموع الأموال الأمريكية المستثمرة لا يعد غنى؟؟؟ خلفاء جون جاكوب آستور كان عندهم رغبة أكبر في السريّة، وقاموا بالتهيئة للتحكم بالأمور من الكواليس، على العكس مما تقوم به عائلات أخرى، يفضل أفراد عائلة آستور عدم التواجد في المجالس الإدارية لأعمالهم. في عام 1890، قام أحد الخبراء العقاريين بحساب أن عائلة آستور تمتلك ما يقدر ب5% من مجموع العقارات في مدينة نيويورك.

بعد أن قاموا بتجميع ثروتهم في معظمها في مدينة نيويورك، قام معظم أفراد عائلة آستور بالانتقال إلى إنجلترا، ولا زالوا يتمتعون بنفوذ اقتصادي كبير في الولايات المتحدة عن طريق وسطاء.

في عدد نوفمبر من عام 1889، علقت مجلة فورم (Forum Magazine) بأن ثروة عائلة آستور تقدر ب300,000 ألف دولار أمريكي، لكن الرقم الحقيقي يزيد عن ذلك بكثير. اليوم، تقدر ثروة عائلة آستور بحوالي 40 مليار دولار. إحدى المؤسسات العديدة التي تمتلكها العائلة، مؤسسة فنسنت آستور (Vincent Astor Foundation)، والتي تتحكم بها العائلة من إنجلترا حصلت على ما يُقدر ب100 مليون دولار أمريكي من الإعفاءات الضريبية فقط، ولهذه المؤسسة مساهمات عديدة للكنيسة إضافة إلى جهات أخرى. كما أنهم من المانحين للجهات والمنظمات المعنية بمحاربة ملكية الأفراد للأسلحة، كما هم من المانحين لمكتبة نيويورك العامة. تخيل المقدار الهائل من النفوذ الذي تمنحه كذا مساهمات!!!

يتبع ...