الزميلة ليلى

لا اعتقد ان الديمقراطية وحدها هى الحل كما قال علاء الاسوانى... فموضوع بائعة الصحف لا علاقة له بالديمقراطية ولكن له علاقة بأخلاقيات موجودة داخل المجتمع وهذا يغرسه فينا أبائنا ومدرسينا وجيراننا وصحفنا وتلفيزيوننا ورئيسنا.. واعتقد ان ديمقراطية حرة ستخلق دويلات ...اتمنى سلطة عادلة ... ديمقراطية ترعى الله .. فما احوجنا لديكتاتور عادل عاقل متعلم.

مقال علاء الاسوانى ذكرنى بواقعة حصلت معى شخصيا منذ ما يقرب من عشرون عاما وكنت وقتها متخرج من الجامعة.. حيث كانت احدى قريباتى قد اجرت عملية الغدة الدرقية بمستشفى عام بالقاهرة وكنت معها انا واخوتها أثناء فترة الافاقة من البنج .. وكانت هناك فتاة اصغر من عمرى قليلا قد اجرت عملية الزائدة الدودية وهى ايضا فى فترة الافاقة وكانت معها احدى صديقاتها والتى تركتها فى المستشفى لتخبر اهل الفتاة (فيبدو انه كان انفجار فى الزائدة او أوشكت على الانفجار .. لا اعرف) وكانت الفتاة من العاملات فى احد المصانع معها ....وطلبت منها الممرضة الانتظار معها لأن الحركات باليدين او الساقين ممكن أن تؤثر على الجراحة وتفتح الجرح .. ولكن الفتاة قالت لها لن استطيع الانتظار ويجب ابلاغ اهلها وذهبت... ووجدت اننى ورغم سنى ورغم حبى بصفة طبيعية للنساء.. إلا اننى كنت كمن يتعامل مع اخته بل اكثر بكثير .. فكلما تحركت الفتاة تحاول النهوض كنت امسك بوسادة أخذتها من على سرير اخر فى محاولة لتثبيتها حتى لا تتحرك ونفس الشئ لو حركت ساقيها .. كنت كمن يتقى ان يمس النار بيديه ولم يكن يرانى سوى الله... طبيعى ان الموقف لا يمكن أن يكون اكثر من ذلك .. ولكن فعلا كنت خائف جدا ان يمس جسد الفتاة يدى ... أعلم أن هذه هى الانسانية ولكنها كانت بالنسبة لى انسانية يسيطير عليها حب الله.

هذا ما نحتاجه ان نشعر ونؤمن بقلوبنا فعلا ان الله يرانا... وأن نعامل الله فى من خلق.