يا فودكا:

ليتكلم الأزهر وليقل ما شاء. هم مؤسسة دينية ولهم فكرهم ومن حقهم أن يقولوا جميع ما في جعبتهم دون تردد.

مسألة منع الكتب محزنة جدًا. بأي حق يتم منع كتاب يحمل فكر ما؟ أوروبا وأميركا جربوا هذا الموضوع فوجدوا به من غصة الحلق ما زلنا نذكره حتى أيامنا هذه ويجب أن نتعلم من التاريخ أن الكتاب لا يُصادر والفكر لا يُصادر أو تحجر عليه مؤسسة دينية أو سياسية إلخ.

وخسارة كبيرة أننا فقدنا مفكر عملاق مثل عمارة ليضع نفسه في ضيق الدائرة الدينية أيًا كانت. لو عرضوا علي أن أخذ دكتوراة من مؤسسة مسيحية أو مؤسسة علمانية فحتمًا سيقع اختياري دومًا على المؤسسة العلمانية الليبرالية. أؤثر قطعًا المنهج الليبرالي المنهجي في الدراسة على الخط الديني المتخلف والذي يحتكر الحقيقة لصالحه. لذلك قدمت أوراقي منذ فترة في جامعة مجاورة علمانية وأتمنى من كل قلبي أن يقبلوني ونعيش الحياة بأفقها الواسع والأوسع تمامًا من عفن المؤسسات الدينية على إطلاقها. يمكن دراسة الدين ولكن يجب أن يتم هذا في أفق رحب جدًا ولا تقيده أي معايير أو محازير مجتمعية. أستاذنا عمارة ترك العالم الفضاء الرحب حيث أرض الله واسعة وزوى بنفسه في عالم زكريا بطرس والردح له وكأن الفكر صار مسلمين ومسيحيين فقط! حاجة غريبة جدًا. فيه حد تيجي له النعمة لغاية عندها ويرفسه ويخرج لضيق المؤسسة الدينية!!

وحتى عرضه الآن للإسلام هو عرض غير محبب إلى قلبي ولا يجذبني بشكل من الأشكال. أريد إسلام متحضر راقي منفتح كإسلام ابن عربي وأمثاله وليس إسلام الإقصائيين والذين يحتكرون الله وجنته لأنفسهم.

عزيزي الراعي: لست أنا الدكتور محمد عمارة والذي كان في رحب الفكر واختار ما آل إليه مصيره الآن. لست مفكر ولست أي شيء. ولكن هذا محمد عمارة والذي كان في طريقه ليكون مفكرًا لامعًا وهو بيده الآن من يضيق على نفسه الدائرة. كل شغله الشاغل المسيحية وما يعيبها. صراحة سخف ما بعده سخف. أي إنسان يضع نفسه في هذه الدائرة الضيقة سواء كان مسلم أو مسيحي أو بغيره وأمامه أرض الفكر واسعة لينطلق منها ويصنع جنانه التي بها تجن عقولنا ومع ذلك يختار الحيض والبيض والمسيح والصليب والقصص دي... صراحة وإذ ذاك فربنا يتولاه ويتولانا جميعًا وهو حر بقى في نفسه. أعمل له إيه. هو اختار هذا الضيق الفكري.

والأنكى من ذلك يأتي كتاب آخر ليرد على عمارة ويرد عمارة عليه وهكذا دواليك والتعلب فات فات واديله سابع لفات إلخ إلخ.... مسخرة.

أرض الله واسعة!