لماذا باراك اوباما Barack Obama هو خياري التالي.
أصبح مرشحا عن الحزب الديمقراطي فقلت مجرد سناتور صغير يبحث عن زعامة السود الأمريكيين ، و عندما زادت أسهمه و نال ترشيح الحزب الديمقراطي ، قلت سيقدمونه وليمة لماكين فهذا مازال زمن اليمين الجديد ،و عندما صار رئيسا تذكرت عبارة إنجليزية شائعة هي so good to be true ، صدر أوباما بأمريكا إلى مرحلة جديدة وهو مثقل بتحديات تفوق تلك التي واجهت أي رئيس آخر .
1- أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة ،ولا يمكن مقارنتها سوى بالكساد العظيم منذ 70 سنة .
2- حربين غير قابلتين للمكسب في العراق و أفغانستان ، هما قمة جبل الثلج لحرب واسعة بين الإسلام و العالم بقيادة أمريكا .
3- صراع في الكونجرس حول الإنفاق العام و الرعاية الصحية .
4- تأزم غير مسبوق في القضية الفلسطينية بوصول حكومة إسرائيلية تمثل أقصى يمين اليمين ، في جانب ، و تمدد نظام حماسي الأصولي على حساب منظمة التحرير شبه العلمانية .
5- أزمة التسلح النووي الإيراني .
كل هذا بالإضافة لكونه أول رئيس أسود في تاريخ أمريكا ، يستند إلى قاعدة انتخابية غير ثابتة وبلا دعم من مؤسسة ذات جذور عميقة في المجتمع ، و كان معظم المفكرين يرونه رجل الإصلاحات الجارية و لكن بلا رؤية بعيدة (a fix-it guy than a visionary) .
و لكن تجربة اوباما في الحكم كانت جيدة ، لم تكن ممتازة ، فمن الصعب ان يكون احدا ممتازا في الظروف التي واجهت اوباما ، هو يعمل بجد و مهارة و مثابرة ملحوظة ، وهو يحرز نجاحا في الإقتصاد ، فمجرد ألا يكون هناك كساد عالمي هو نجاح لأوباما ، هناك 10% عاطل عن العمل ،و هي نسبة مرتفعة ،و لكنها تنخفض باستمرار ،وهذا يحدث دون تضخم ، أوباما لم يحقق معجزة كاملة بعد ،و لكنه قد يفعل ذلك خلال الأشهر القادمة ، و أوباما رجل يمتلك أفكارا كبيرة ، أفكارآ تليق بقديس مثل مانديللا و ليس سياسيا أمريكيا ، يحاول اوباما أن ينزع الفتيل من حرب إسلامية ضد العالم بدأت بالفعل ، وهو يتصالح مع اوروبا ،و الأوربيون لا يحبون السود و لكنهم يحبون أوباما ، و يرونه رجلآ كبيرا و ليس زنجيآ آخر ، وهو يتصل ب (الدول المارقة rogue states) ، إيران و كوريا الشمالية وكوبا وسوريا ،وهو يحاول في المشكلة الفلسطينية المزمنة ، و يدفع أمريكا للحوار و الإستماع للعالم ،ولا يفكر كثيرا في استخدام أقوى قوة عسكرية في التاريخ ، أوباما يحاول صنع السلام ، و ينال جائزة نوبل للسلام قبل مرور عام على حكمه .
ليس من المستبعد ان يفشل أوباما بالرغم من كل نواياه الحسنة ، بل ربما بسبب تلك النوايا ،و لكن ربما تكون الحياة أكثر طيبة ، و أن ينجح باراك أوباما في إنعاش الإقتصاد العالمي ،و في صنع السلام ،من أجل هذا الأمل أختار أوباما تاليا .