أخي علي
تحية طيبة،كل عام وأنت بخير ،أشكرك على ما تفضلت به علينا من تعريف ببطاقة المهدي الشخصية.
بعد اطلاعي على ما أضفته بخصوص المهدي خطر ببالي قول الشاعر:
الواد لسة في اللفة وعامل زيطة وزفة
وليته كان في اللفة !! فأنت يا أخ علي قلت إن أمه لم تحمل به إلا بضع ساعات ، وتكلم وهو في بطن أمه ، وسلم على عمته من داخل بطن أمه، ومباشرة بعد مولده شوهد وهو في وضع المصلي الجالس للتحيات رافعا سبابته للتشهد !!!.
لماذا كل هذه العجلة في خلق المهدي إذا كانت مهمته التي أرسل من أجلها لم يحن أوانها بعد وعليه أن ينتظر مئات أو آلاف السنين!!
لا أظن أن باقي الإخوة الشيعة الأعضاء في هذا المنتدى يصدقون كذبة المهدي.
لو كانت جدر هذه الغرفة التي أنا جالس فيها تعقل لتشققت بعد سماعها قراءة ما كتبه الأخ علي لتعبر عن تكذيبها .
يا أخ علي هذه كذبة كبرى وضعها كذاب مستغلا سذاجة الناس وجهلهم، وكلما سافرت عبر الزمن إلى الماضي كلما وجدت الناس أقرب لتصديق الخرافة من الخلف، فلو فتحت كتاب الكافي لوجدت فيه أن جعفر الصادق صنع فيلا من الطين فركب عليه وطار به من بغداد إلى مكة، وسعد بن عبادة قتلته الجن فأنشدت : قتلنا سعد ابن عباده رميناه فما أخطأنا فؤاده. وجني حرامي لم يعرفوا قبله من دبره ،فهو في الحقيقة ليس جنيا بل هو انسيا انتحل شخصية جني حينما أحس بخطر الإمساك به فغطى جسمه بجلد خروف أو جلد معزة ومشى على يديه ورجليه...
أنت يا أخ علي ما شاء الله يبدو لي مما تكتبه أنك بكامل قواك العقلية فكيف تصدق تخاريف وخزعبلات كهذه!!
الهدى يا أخ علي هو معرفة الصواب من الخطأ (الحق من الباطل)، مثلا: دخلت عليك فوجدتك تحل مسألة رياضية، فكانت إجابتك هي :
س = 3 و ص = 4.
أنت تظن أنك على الهدى (اهتديت إلى الإجابة الصحيحة)، وأنا بعدما اطلعت على المسألة تبين لي أنك مخطئ.
لو جئت وقلت لك يا علي إنك مخطئ وإن س لا تساوي 3 و ص لا تساوي 4 فإنك ستثور وتكذبني وتزعم أنك (أهدى) مني في فهم هذه المسألة.
أما لو برهنت على صحة كلامي وأتيت بالحل الصحيح المقنع الذي تبين لنا به أن س لا تساوي 3 و ص لا تساوي 4 فعندئذ أكون قد غلبتك بالحجة، وسأقولها لك بلسان الواثق المنتصر بالحجة ; س لا تساوي 3 و ص لا تساوي 4 ولن أجد منك أي اعتراض بعد أن أتتك البينة.
كذلك الإسلام جاء ليصحح عقيدة النصرانية ليقول لهم إن الله ليس ثالث ثلاثة ولا هو المسيح بل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، لو اكتفي الإسلام فقط بهذا الكلام فإن النصارى لن يقتنعوا وسيردون بأن الله تجسد في المسيح وفدانا بدمه...
إذن فالبينة على مدعي الهدى ، إذا كان النصارى على باطل والإسلام هو الأهدى فعلى الإسلام أن يأتي بالبينة، فإذا جاءت البينة التي يتبين بها للنصارى أنهم كانوا في ضلال مبين وأن ما جاء به الإسلام هو الحق فذلك هو النصر بالحجة، فقل هو الله أحد،لله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، ولن تجد لك معارضا بعد الحجة.
وأما البينة فهي مفصلة في سورة فصلت في قوله تعالى:
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.
انتبه إلى كلمة (يَتَبَيَّنَ لَهُمْ )، فبالبينة يتبين لهم، والبينة هي : آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ .
ومن العجيب أن سورة فصلت تحتوي مزيدا من التفصيل في هذه المسألة ، وهي مسألة فيها مجهولان : س و ص ,هما (حم).